صدقة السر لها أجر عظيم وثواب جزيل عند الله تعالى
صدقة السر لها أجر عظيم وثواب جزيل عند الله تعالى د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني قال تعالى:﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]. تفسير الآية: قوله: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ أي: إن أظهرتموها فنعمَّ شيء هِي، ﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ أي: إسرار الصدقة أفضل من إظهارها؛ لأنه أبعد عن الرياء إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة، من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية، ﴿ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ أي بدلَ الصدقات، ولا سيما إذا كانت سرًّا يحصل لكم الخير في رفع الدرجات ويكفر عنكم السيئات، ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ أي: لا يخفى عليه من ذلك شيء، وسيجزيكم عليه[1]. قال تعالى:﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]. تفسير الآية: هذا مدح منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليل أو نهار، والأحوال من سر وجهر، حتى إن النفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضا، ﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ أي: يوم القيامة على ما فعلوا من الإنفاق في الطاعات، ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ أي: على ما فاتهم من أمور الدنيا[2]. ما يستفاد من الآيتين: 1- مشروعية الجهر بالصدقة إن كان في الجهر بها مصلحة. 2- فضل الصدقة، وأنها سبب لتكفير السيئات، والأمن يوم القيامة. [1] انظر: تفسير ابن كثير (1/ 701-703). [2] انظر: السابق (1/ 707-708، 240). |
الساعة الآن : 06:06 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour