من فضائل فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
من فضائل فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي فهذه نبذة يسيرة من سيرة سيدة نساء أهل الجنة. فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ابن هاشم، القرشية الهاشمية، صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها، كانت تُكنى أم أبيها، وتُلقب الزهراء، وهي أم الحسنين، وأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، قال عبدالرزاق عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وأحبَّهنَّ إليه، قال ابن عبد البر: اختلفوا في أيتهن أصغر، والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، واختلفوا في سن مولدها، قال العباس: ولدت فاطمة والكعبة تُبنى، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائني، وقال بعضهم: كان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين، وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة. وتزوَّجها ابن عمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة الثانية بعد غزوة بدر في ذي القعدة أو قبله، ولها يومئذ ثماني عشرة سنة، وقال ابن عبدالبر: دخل بها بعد وقعة أُحد، فولدت له الحسن والحسين ومحسنًا وأم كلثوم وزينب. وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ[1] مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[الأحزاب: 33])[2]. وفي رواية لمسلم: ولَمَّا نزلت هذه الآية: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهلِي»[3]. اللهم ارض عن فاطمة، واجزها عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- بِمَ كانت تُكنى فاطمة رضي الله عنها؟ 2- متى تزوَّجت فاطمة؟ ومَن أولادها؟ 3- اذكر حديثًا في فضل فاطمة رضي الله عنها. [1] قال النووي: المرحل: هو الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل، أما المرط فبكسر الميم وهو كساء جمعه مروط؛ شرح صحيح مسلم (15/ 566). [2] مسلم برقم (2424). [3] مسلم برقم (2404). |
رد: من فضائل فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
من فضائل فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. فمن فضائل فاطمة رضي الله عنها: ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط، قال: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟»، فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ[1]، وَمَرْيَمُ بْنَتُ عِمْرَانَ »[2]. وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهنَّ امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي»، فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا، فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأُفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قُبض سألتها، فقالت: إنه كان حدثني: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِي الْعَامِ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي، فَقَالَ: «أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّة؟ِ»، فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ[3]. وفي سنن الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»[4]. ولَما توفِّي النبي صلى الله عليه وسلم حزِنت عليه وبكته، وقالت: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ[5]. قالت عائشة رضي الله عنها: «عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، ودُفنت ليلًا»[6]. قال الواقدي رحمه الله: «هذا أثبتُ الأقاويل عندنا، قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل، قال سعيد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلونَ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت سبع وعشرين، قال الذهبي: وقيل أربعًا أو خمسًا وعشرين، وهو الأصح»[7]. اللهم إنك عفوٌّ تُحب العفو فاعف عنا، ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- من أفضل نساء أهل الجنة؟ 2- اذكر بعضًا من فضائل فاطمة رضي الله عنها. 3- كم كان عمر فاطمة رضي الله عنها عند وفاتها؟ 4- مَن سيدة نساء أهل الجنة؟ [1] امرأة فرعون. [2] (4 /4009) برقم 2668، وقال محققوه: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. [3] مسلم برقم (2450). [4] الترمذي برقم (3781)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (3/ 225-226 برقم 2975). [5]صحيح البخاري برقم (4462) من حديث أنس رضي الله عنه. [6] صحيح البخاري برقم (4240)، وصحيح مسلم برقم (1759). [7] سير أعلام النبلاء (2 /118-134). |
الساعة الآن : 07:15 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour