ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   سلسة أنثى مكرمة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=310790)

ابوالوليد المسلم 16-01-2025 08:11 PM

سلسة أنثى مكرمة
 
سلسة أنثى مُكرَّمة

وجبت لكِ الجنة!

أ. رضا الجنيدي



الجنة حُلم الأرواح التوَّاقة، وغاية القلوب المشتاقة، لأجلها تُبذل الأنفاسُ، وتُقدَّم التضحياتُ، هي أملُ المؤمنين، قلوبهم تَهفو إلى نعيمها، وأرواحهم تتوق إلى ظلالها، في روضاتها تنتهي الأحزانُ، وتزول المتاعبُ والآلامُ.

تخيَّلي يا غاليتي، لو قيل لك: وجبَت لكِ الجنة! أيةُ فرحةٍ وقتها ستغمر قلبَك؟ وأيةُ طُمأنينة ستنعَم بها نفسُك!

"وجبت لكِ الجنة"، هذه العبارة لو لامست الأسماعَ، لهزَّت القلوب هزًّا، وأسرَت النفوس أسرًا، فكيف بها وهي بُشرى من النبي صلى الله عليه وسلم!

يا بنتي، إن وجودك بيننا نعمة جميلة، وجسرٌ يقودنا إلى هذه الأمنية العظيمة، فتعامُلُنا معكِ برحمة وإحسانٍ يَفتح لنا البابَ للفوز ببُشرى النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب الجنة لنا؛ فعن جابر بن عبد الله أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن كُنَّ له ثَلاثُ بناتٍ يُؤْويهِنَّ، ويَرحَمُهُنَّ، ويَكفُلُهُنَّ، وجبَتْ له الجنَّةُ البتَّةَ، قال: قيل: يا رسولَ اللهِ: فإنْ كانتِ اثنتَيْنِ؟ قال: وإنْ كانتِ اثنتَيْنِ، قال: فرَأى بعضُ القومِ أنْ لو قالوا له: واحدةً، لقال: واحدةً؛ حديث صحيح.


يا لها من مكانة عظيمة وهبكِ الله إياها! وما أسعدَ والديك إن أدرَكا نعمةَ وجودك في حياتهما؛ فأنتِ في الدنيا ثمرةُ قلبيهما، وقُرةُ أعينهما، وأُنسُ رُوحيهما، وفي الآخرة قد تكونين سبيلًا لنعيمهما، وسببًا لوجوب الجنة لهما.

لقد وضَع الله عز وجل لوالديك أُسسًا لمعاملتك بطريقة رحيمة وحكيمة، ومن ذلك أنه وصَّاهما بحُسن صحبتك؛ فعَنِ ابْنِ عَباسٍ عَنِ النَّبِي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُهُ ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُمَا، إِلا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنةَ"؛ صحيح ابن ماجه.

إحسان الصحبة يا حبيبة القلب، يعني أن تعيشي في بيتٍ يَغمُرُه الحبُّ، وتُظلِّله المودةُ، لا ظلمَ فيه يُكدِّر رُوحك، ولا قسوة تَجرح قلبك، ولا إهانة تحطِّم نفسك.

حياة كريمة تجدين فيها مِن والديك رفقًا في التعليم، وصبرًا في التربية، وحرصًا على تَنشئتكِ على القيم الدينية، وحمايتك من كلِّ ما قد يعكِّر صفوَ فِطرتك النقية.


أرأيتِ يا ريحانة القلب، كيف رفَع الإسلام مكانتك؟ وكيف أوصى بحُسن صحبتك؟

فلتَسعَدي بأنوثتك، ولتفخَري بمكانتك، فأنتِ في الإسلام ابنة مكرَّمة، وأنثى مُكرَّمة.








الساعة الآن : 03:56 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.75 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]