مصابة بالهلاوس
أ. أميرة خلفاوي

السؤال:
فتاة مصابة بالهلاوس؛ ما جعلها انطوائية، عرضت نفسها على طبيب نفسي، أعطاها دواء سبَّب لها مضاعفات؛ من كثرة الحركة والكلام، فطافت على مجموعة من الشيوخ الذين أكدوا لها أن بها سحرًا، وهي تسأل: ما ماهية هذه الهلاوس؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا فتاة في الثانية والعشرين من عمري، كنت طبيعية، أذهب إلى المدرسة، وأتحدث مع أصدقائي، ثم كانت مشكلتي منذ تسع سنوات؛ وهي أنني أسمع أصواتًا غريبة تمنعني الحديث مع الآخرين، فلا أُكلِّم أحدًا إلا أمي؛ لأنني أثق فيها، بسبب تلك الحالة، تعرضت للتنمر من صديقاتي، وكرهوني، وخافوني، وهربوا مني، أول الأمر أخذني أهلي إلى شيخ، فذكر لهم أن بي مرضًا نفسيًّا، فذهبوا بي إلى طبيب نفسي، أعطاني علاجًا قويًّا؛ دفعني لمخالطة الناس دفعًا، وحُبِّب إليَّ الخروج بشكل غريب، وصارت حركتي كثيرة، وكلامي كثيرًا، وأفعالي غريبة؛ فاعتقد أبي أن بي مسًّا، فطرق بي باب الشيوخ شيخًا تلو شيخ، وأجمعوا على أنه سحرٌ، وانتكست، وعادت الهلاوس، أنا في ضيق ونكد، وملل وهلوسة، ونوم كثير؛ فهل تلك الأصوات نتاج الوسواس أو الفصام؟ وشكرًا.



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فنشكركِ على ثقتكِ بنا وتواصلكِ معنا، ونسأل الله تعالى أن تجدي مبتغاكِ في هذه الأسطر، بداية يتضح أن ما تعانينه من مشكلات لها تاريخ طويل نوعًا ما، وقد بدأت أعراضها مبكرًا، ورغم أنكِ تابعت طبيبًا نفسيًّا، فقد عادت بعد توقفكِ عن العلاج الدوائي الذي سبَّب لكِ مضاعفات غير مرغوبة، وأحسب أنكِ في حاجة إلى زيارة مختص نفسي، يعتمد على تقنيات علاجية نفسية - بالكلام وليس بالدواء - وذلك لتأكيدنا لمبدأ أن العلاج الدوائي إن كان ضروريًّا، فلا بد من أن يتزامن مع علاج نفسي، وهذا ما أثبتته التجارب والحالات المختلفة، وحتى نحدد إن كان ما تعانينه هلاوسَ، أو وساوسَ، ونشخص بشكل دقيق نحتاج إلى معلومات إضافية أخرى؛ لذا أنصحكِ بالتوجه إلى أقرب مختص نفسي لكِ.

أسأل الله العلي العظيم لكِ الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.