مسارعة الصحابة إلى الصدقات
مسارعة الصحابة إلى الصدقات د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني في الصحيحينعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أنه قال: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالمدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران:92]،قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران:92]، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ»[1]. معاني المفردات: بَيْرُحَاء: اسم بستان. طَيِّبٍ: أي عذب. ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ﴾: البر اسم جامع لكل خير. ﴿حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾: أي من أموالكم طيبة بذلك نفوسكم. أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ: أي أطمع وآمل من الله تعالى أن يدخر لي أجرها وثوابها لأجده يوم القيامة. بَخٍ: كلمة تقال عند الرضا، والإعجاب بالشيء. مَالٌ رَابِحٌ: أي ذو ربح كثير يجنيه صاحبه في الآخرة. ما يستفاد من الحديث: 1- سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لكلام الله عز وجل. 2- فضل أبي طلحة رضي الله عنه. 3- الحث على الصدقة لا سيما من أحب الأموال. 4- لا ينقص مال من صدقة. 5- مشروعية الأخذ من مال الغير إذا عُلم رضاه بذلك. [1] متفق عليه:رواه البخاري (1461)، ومسلم (998). |
الساعة الآن : 06:26 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour