أيها الزوجان : تبسَّما
أيها الزوجان : تبسَّما محمد رشيد العويد يقول الدكتور آرثر لودِج في مجلة ( مودرن سايكولوجي ) – علم النفس الحديث - : (( إن ملامح الإنسان تلعب دوراً كبيراً جداً في تعيين مزاجه ، وليس صحيحاً أن رسمَ ابتسامةٍ على الوجه – ولو تكلفاً – لا تجعلُه يتخلص من تعكر المزاج . والحقُّ أن الإنسانَ مهما كان متعكر المزاج ، أو غاضباً ، فإن وضعَ ابتسامةٍ على وجهه يجعله يبدأ في الهدوء . قد لا يتخلص تماماً من الانقباض ، أو تعكِّر المزاج ، أو حتى من التوتر ؛ إلا أنه – بشكل عام – يستريحُ ويتخلص من القسط الأكبرِ مما هو فيه )) . ومن هنا فإننا ننصح برسم الابتسامة على الوجه حين تحاول المشاعر الغاضبة ؛ أو الناقمة ، أو الحزينة ، أو المحبطة .. أن تسيطر على النفس . وإذا كانت هذه النصيحة موجهة إلى الجميع ، فإننا هنا نوجهها إلى الزوجين خاصة ، وندعوهما إلى أن لا يترددا في رسم الابتسامة على وجيههما حين يكونان – أو أحدُهما – في غضب أو ضيق من صاحبه . والدعوة ليس موجهة إلى الزوجين فقط بل إلى من يحاول الإصلاح بينهما ، فجميلٌ وحسنٌ ممن يصلح بين الزوجين أن يضفي جواً من المرح يخفف به من حالة التوتر السائد . ولقد وجدنا عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه ينجح في جعل النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم مرتين حين دخل عليه ، بعد أن شاع خبرٌ بأنه عليه الصلاة والسلام طلق نساءه عندما طالبنه بالنفقة . يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – كما في صحيح البخاري - : (( فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش ، قد أثّر الرمال بجنبه ، متكئاً على وسادة من أَدْم ، حشوها ليف ؟ فسلمت عليه ثم قلت ؛ وأنا قائم : يا رسول الله ! أطلقت نساءك ؟ فرفع إليًّ بصره فقال : (( لا )) . فقلت : الله أكبر ! ثم قلت ؛ وأنا قائم أستأنس : يا رسول الله ! لو رأيتني ، وكنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة ، إذا قوم تغلبهم نساؤهم ؛ فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم . ثم قلت : يا رسول الله ! لو رأيتني ، ودخلت على حفصة ، فقلت لها : لا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( يريد عائشة ) فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة أخرى ، فجلست حين رأيته تبسم )) . البخاري . |
الساعة الآن : 01:06 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour