تفسير سورة الأنعام الآيات (137: 138)
تفسير سورة الأنعام الآيات (137: 138) يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون ﴾ [سورة الأنعام:137]. ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ ﴾ أيْ: ومِثْلُ ذَلِكَ التَّزْيِينِ الَّذِي زَيَّنَهُ الشَّيْطانُ لَهُمْ فِي قِسْمَةِ أمْوالِهِمْ بَيْنَ اللَّهِ وبَيْنَ شُرَكائِهِمْ زَيَّنَ لَهُمْ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ خَشْيَةَ الإِمْلاقِ، وَوَأْدَ البَناتِ خَشْيَةَ العارِ، وَإنَّمَا سُمِّيَتِ الشَّياطِينُ شُرَكاءَ؛ لِأنَّهُمْ أَطَاعُوهُمْ فِي مَعْصِيةِ اللهِ تَعَالَى[1]. ﴿ لِيُرْدُوهُمْ ﴾ يُهْلِكُوهُمْ بِالوقُوعِ فِي قَتْلِ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ قَتْلَهَا إِلَّا بِحَقٍّ ﴿ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ ﴾ يَخْلِطُوا[2] ﴿ دِينَهُمْ ﴾ بِالشَّكِ فِيهِ فَيَضِلُّوا. ﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ ﴾ مَا فَعَلَ المُشْرِكُونَ مَا زَيَّنَ لَهُمْ[3]. ﴿ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون ﴾ أي: فَدَعْهُمْ وَمَا يَخْتَلِقُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ، وَلَا تَحْزَنْ عَلَيهِمْ وَلَا تُبَالِ بِهِمْ[4]. ﴿ وَقَالُواْ ﴾ أي: الْمُشْرِكُونَ ﴿ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ ﴾ مُحَرَّمَةٌ ﴿ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء ﴾ مِنْ سَدَنِةِ الْأَوْثَانِ وَغَيْرِهِمْ[5] ﴿ بِزَعْمِهِمْ ﴾ أيْ: بِكَذِبِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ. ﴿ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا ﴾ فَلَا تُرْكَبُ، وَلَا يُحْمَلُ عَلَيهَا كَالبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَالْحَامِ[6]. ﴿ وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ ﴾ عِنْدَ ذَبْحِهَا، وَإِنَّمَا يَذْكُرُونَ عَلَيْها أَسْماءَ الْأَصْنَامِ، وَنَسَبُوا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ[7]. ﴿ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُون ﴾ عَلَيْهِ مِنْ تَحْلِيلِ الْحَرَامِ، وَتَحْرِيمِ الْحَلَالِ[8]. ﴿ وَقَالُواْ ﴾ أي: الْمُشْرِكُونَ مِنْ ضِمْنِ كَذِبِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ: ﴿ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ ﴾ الْمُحَرَّمَةِ وَهِيَ الْبَحِيرَةُ والسّائِبَةُ إِذَا ولِدَ حيًّا[9] ﴿ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا ﴾ حَلَالٌ ﴿ وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا ﴾ أيْ: نِسَائِنَا[10]. ﴿ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً ﴾ أي: وَإِذَا وُلِدَ مَيتًا ﴿ فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء ﴾ يَأْكُلُ مِنْهُ الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ[11]. ﴿ سَيَجْزِيهِمْ ﴾ اللَّهُ ﴿ وَصْفَهُمْ ﴾ أي: كَذِبَهُمْ عَلى اللهِ، بِالتَّحْلِيلِ والتَّحْرِيمِ[12]. ﴿ إِنَّهُ حِكِيمٌ ﴾ فِي صُنْعِهِ ﴿ عَلِيم ﴾ بِخَلْقِهِ[13]. [1] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 344-345). [2] ينظر: تفسير الجلالين (ص186). [3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 184)، تفسير أبي السعود (3/ 189). [4] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 345)، تفسير السعدي (ص274)، تفسير الألوسي (4/ 278). [5] ينظر: فتح القدير (2/ 190). [6] ينظر: تفسير القاسمي (4/ 272). [7] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 184)، تفسير النسفي (1/ 541). [8] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 345)، تفسير الجلالين (ص186)، تفسير السعدي (ص275). [9] ينظر: تفسير الجلالين (ص187). [10] ينظر: تفسير السعدي (ص275). [11] ينظر: فتح القدير (2/ 190). [12] ينظر: تفسير الجلالين (ص187). [13] ينظر: تفسير الجلالين (ص187). |
الساعة الآن : 11:56 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour