قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها
قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِيًا جُرآءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيٌّ»، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِي اللهُ»، فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ»، قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ، وَعَبْدٌ»، قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، أَلَا تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ؟ وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي»، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَكُنْتُ فِي أَهْلِي فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ، وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالُوا: النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ»، قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى. قال: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُهُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ»، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ فَالْوُضُوءَ حَدِّثْنِي عَنْهُ، قَالَ: «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ، وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ، وَفِيهِ، وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ، إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ: «يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ»، فَقَالَ عَمْرٌو: «يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ وَلَا عَلَى رَسُولِ اللهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ»؛ [صحيح مسلم 832]. هذا الحديث العجيب اشتمل على فوائد كثيرة، سأذكُرُ أهمَّها في الدروس الآتية إن شاء الله. اللهم أعزَّ دينك، وأعلِ كلمتك، وانصُر عبادك المؤمنين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه. 2- اذكر فوائد من قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه. 3- هل كان من أهل الجاهلية من ينكر الشرك بالله؟ اذكر من تعرف منهم. 4- من أول الصحابة إسلامًا؟ |
رد: قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها
قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. فمن الفوائد من قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه: 1- قال عمرو بن عبسة للنبي صلى الله عليه وسلم: من معك على هذا الأمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حر وعبد»؛ يعني: أبابكر وبلال رضي الله عنهما. وعن هذا الحال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإسلام غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»[1]. 2- وفيه صدق النبي صلى الله عليه وسلم بذكر قلة أتباعه، ولم يستكثر بما ليس واقعًا لمصلحة الدعوة كما يفعل البعض. 3- قال عمرو بن عبسة للنبي صلى الله عليه وسلم: إني متبعك، قال: «إنك لا تستطيعُ ذلك يومَك هَذَا، ألَا تَرَى حَالِي وحَالَ الناس، وَلَكِنِ ارجِع إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ َظَهَرْتُ فَأْتِنِي». وفي هذا: أ- أن دعوة الإسلام كانت في ظل من يحارب الحق، فلا يدخل فيها إلا من يستطيعها. ب- أن على القائد ألا يكلف أتباعه ما لا يستطيعون، ولْيُراعِ قُدراتِ كل واحد منهم. جـ- ثقةُ النبي صلى الله عليه وسلم بربه، وأنه سينصره ويُظهِرُ دينَه. 4- حرص عمرو بن عبسة رضي الله عنه على معرفة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واستعجال ظهوره. 5- قال عمرو بن عبسة: فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال:«نعم، أنت الذي لقيتني بمكة؟». وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من سمو الأخلاق، فلم يُنسِهِ ما مرَّ به من الحوادث العظيمة صاحبَه القديمَ، فليكن لنا فيه قدوة. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- من أول الصحابة إسلامًا؟ 2- كان عمرو بن عبسة رابع أربعة من السابقين إلى الإسلام فمن هم الثلاثة؟ 3- الإسلام لا يكلف أتباعه ما لا يستطيعون من أين يؤخذ هذا؟ 4- بعض الناس يكون حريصًا على إخوانه حال فقره وحاجته، فإذا استغنى كانوا عنده نسيًا منسيًّا، فهل في القصة ما يدل على ذم هذا النوع؟ [1] رواه مسلم برقم (145) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. |
رد: قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها
قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (3) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. ومن فوائد هذه القصة: 6- قال الذهبي: الإمام الأمير أبو نجيح ويقال أبو شعيب عمرو بن عَبَسَةَ بن خالد بن حذيفة السُّلَمِي البجلي، أحد السابقين الأولين، وبنو بجيلة: رهط من سليم، وكان عمرو بن عبَسة السلمي يرى أنه رابع أربعة هم أول المسلمين؛ قال عن نفسه: «فلقد رأيتني إذ ذاك رُبعَ الإسلام»[1]. وكان عمرو بن عبسة رضي الله عنه من أمراء جيش المسلمين يوم معركةاليرموك[2]. 7- كان في الجاهلية من ينكر عبادة الأوثان ويرى أنهم على ضلال، ويبحث عن منقذ من هذه الجاهلية التي كانوا فيها، منهم صاحب القصة عمرو بن عبسة وأبو ذر الغفاري، ومنهم زيد بن نفيل والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد، وورقة بن نوفل وغيرهم. 8- في قوله «فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا» إثبات أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت سرية في أول الأمر. 9- قوله «جُرَآء عليه قومه»: أي قومه كانوا منكرين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ويمنعون الناس من لقائه. 10- «فتَلطَّفتُ حتى دخلت عليه بمكة»: فيه أخذ الحيطة والحذر والكتمان عند قضاء الحوائج. 11- في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ إليه العرب من الفصاحة والإيجاز؛ حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنت؟»، قال النبي صلى الله عليه وسلم «أنا نبي»، فكأنه لم يعرف معنى النبوة فقال له: «وما نَبِيٌّ؟»،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أرسلني الله». وحيث إن الرسول لا يسمى رسولًا إلا أن تكون معه رسالة أُمر بتبليغها،فقال له: «وبما أرسلك؟»، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمضمون رسالته، وكان ذلك في أول الإسلام قبل أن تفرض الفرائض. 12-قال صلى الله عليه وسلم: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يُوَحَّد اللهُ لا يُشرَكُ به شيءٌ». 13- ولما كانت صلة الأرحام من الأخلاق التي يعظمها العرب قدَّمها في الذكر، مبيِّنًا أنه لم يُبعث لهدم ما كان عليه العرب من الخير والأخلاق الحسنة، وإنما بُعث ليُتمَّها ويدعوَ إليها، وتقديم المهمِّ على الأهم جائزٌ عند الحاجة إليه. اللهم اغفر لنا ولإخواننا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- مَن عمرو بن عبسة؟ 2- هل كان في الجاهلية من ينكر عبادة الأوثان؟ 3- هل كان العرب على أخلاق فاضلة أقرها الإسلام ورغب فيها؟ اذكر بعضها. 4- ما معنى: «نبي»؟ 5- هل يكون رسول من غير رسالة؟ 6- هل يصح تقديم المهم على الأهم؟ مع ذكر الدليل. [1] سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 456)، وقال محققه الشيخ شعيب الأرناؤوط إسناده حسن وأخرجه ابن سعد في الطبقات من طريق معن بن عيسى بهذا الإسناد، وأورده الحافظ في الإصابة (7 /128) ونسبه للطبراني وأبي نعيم في دلائل النبوة؛ اهـ. [2] سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 456، 460). |
رد: قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها
قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (4) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فمن فوائد هذه القصة: 14- قال عمرو بن عبسة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله. وفي هذا السؤال من أدب المتعلم مع معلمه ما ينبغي الاقتداء به. (أ): مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بصفة النبوة. (ب): رد العلم إلى الله وأن الفضل كله لله سبحانه وتعالى. (جـ ): إخباره عن نفسه بأنه بحاجة إلى العلم وأنه من طلابه. 15- في القصة بيان أوقات النهي الثلاثة. (أ): بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس. (ب): حين تكون الشمس في كبد السماء. (جـ): بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس. 16- بيان علة النهي عن الصلاة في هذه الأوقات الثلاثة، وهو أن الشمس تطلع وتغرب بين قرني شيطان، ويسجد لها الكفَّار، وقد نُهي عن التشبُّه بهم. 17- فيه فضل الصلاة وقت الضحى، ذلك أن الملائكة تشهدها وتحضرها. 18- في القصة بيان صفة الوضوء، وأنه يبدأ فيتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم يغسل وجهه مع ظاهر اللحية، ويستحب تخليلها؛ لما رواه أبو داود في سننه من حديث أنس بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»[1]. ثم يغسل يديه من أطراف أصابعه مع المرفقين، ثم يغسل قدميه مع الكعبين. اللهم فقِّهنا في دينك، وعلِّمنا ما جهلنا، إنك أنت العليم الحكيم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر أدب المتعلم مع معلمه. 2- اذكر أوقات النهي عن الصلاة. 3- ما علة النهي عن أوقات الصلاة؟ 4- هل صلاة الضحى مشهودة؟ 5- هل صلاة العصر مشهودة؟ 6- ما صفة الوضوء؟ 7- ما فضل الوضوء؟ [1] وهو حديث مختلف فيه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وأما حديث أنس فرواه أبو داود وفي إسناده الوليد بن زروان وهو مجهول الحال ...وله طرق أخرى عن أنس ضعيفة» ا هـ. «التلخيص الحبير» (1 /86) باختصار، والحديث صححه ابن القيم في «تهذيب السنن»، والألباني في «صحيح أبي داود». |
رد: قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها
قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (5) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فمن فوائد قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه: 19- أن الصلاة تُفتَتَح بعد التكبير بحمد الله تعالى وتمجيده والثناء عليه، وكل هذه الثلاثة المحامد وردت في الثلاث آيات الأولى من الفاتحة، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»[1]. 20- من أعظم ما يجب على المصلي الاهتمام به في الصلاة تفريغ القلب لله تعالى، وهو الخشوع الذي وعد الله أصحابه بالفلاح، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 2]. 21- فضل عظيم لمن توضأ كما أُمر وصلى صلاة فرغ قلبه فيها لله تعالى، فعقل ما يقول ويفعل، وأن جزاءه محو ذنوبه كلها، فمن لم يستطع الحج الذي يخرج منه كيوم ولدته أمه، فهذا بديل قليل الجهد قصير الوقت عظيم الأجر. ولذلك تعجب أبو أمامه رضي الله عنه لما سمع هذا الفضل، فأخبره عمرو بن عبسة أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سبع مرار. 22- في هذه القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيد الحديث مرات كثيرة حتى يعيه السامع، وقد ورد في الحديث أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سلَّمَ سلَّمَ ثلاثًا، وإذا تَكلَّمَ بِكلمةٍ أعادَها ثلاثًا» [2]. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- فضل عظيم لمن توضأ كما أُمر وصلى كما أُمر، اذكر هذا الفضل. 2- في الحديث بديل عن الحج المبرور، كيف ذلك؟ 3- ما معنى: فرَّغ قلبَه لله؟ 4- هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعيدُ الحديثَ حتى يفهمَ السامع؟ اذكر الدليل. [1] صحيح مسلم برقم (395). [2] أخرجه البخاري (6244) من حديث أنس رضي الله عنه. |
الساعة الآن : 02:42 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour