ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=41)
-   -   اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا ليست لأحد من العالمين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=307224)

ابوالوليد المسلم 11-09-2024 09:20 PM

اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا ليست لأحد من العالمين
 
اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا ليست لأحد من العالمين

الشيخ عبدالعزيز السلمان

عباد الله إن الله اختار نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وخصَّه بمزايا لم تكن لأحد من العالمين، واختار له أصحابًا خيرة الناس من خلقه، وخصهم بمزايا لم تكن لسواهم من الناس أجمعين، حاشا الأنبياء والمرسلين، وأثنى عليهم سبحانه في غير موضع من القرآن الكريم تنبيهًا على جلالة قدرهم، وعلو منزلتهم، وعِظم فضلهم وشرفهم؛ قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100].


وقال تعالى يصفهم بشدة الرحمة ولين الجانب لبعضهم البعض، وشدتهم على الكفار المعاندين، ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29].

وقال تعالى يصف المهاجرين والأنصار بأفضل ما يصف به إنسانًا: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 8، 9].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم"، ولقد كان الصحابة أصبر الناس بعد الرسل على الأذى في الله، فلقد أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وصُب عليهم الأذى من كل صوب، فلم يزدهم إلا ذلك إيمانًا؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ﴾ [آل عمران: 173]، وقال: ﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173، 174].

وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم أرفع الناس بعد النبيين والمرسلين درجةً وأعلاهم مكانًا بشهادة الله ورسوله فلا عجب أن يعلن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بفضلهم، ويحذر من سبهم ومقتهم، ويقول فيما روى الترمذي: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني فقد آذى الله يوشك أن يأخذه».

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، فأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يشك عاقل أنهم هم الذي حازوا قصبات السبق، واستولوا على معالي الأمور من الفضل والمعروف والصدق والعفة، والكرم والإحسان، والقناعة، وعلو الهمة، والنزاهة، والشجاعة، والتقى والتواضع، ونحو ذلك.

فالسعيد من اتبع طريقهم، واقتفى منهجهم القويم، والشقي من عدل عن طريقهم، ولم يتحقق بتحقيقهم، فأي خطة رشدهم لم يستولوا عليها، وأي خصلة خير لم يسبقوا إليها، لقد وردوا ينبوع الحياة عذبًا صافيًا زلالًا.

ووطدوا قواعد الدين، والمعروف فلم يدعوا لأحد بعدهم مقالًا.

فتحوا القلوب بالقرآن، والذكر والإيمان، والقرى بالسيف والسنان، وبذلوا النفوس النفيسة في مرضاة ربهم، فلا معروف إلا ما عُرف عنهم، ولا برهان إلا ما بعلومهم كُشف، ولا سبيل نجاة إلا ما سلكوه، ولا خير سعادة إلا ما حقَّقوه وحلوه، فرضوان الله عليهم، ما تحلت المجالس بنشر ذكرهم، وما تنمقت الطروف بعرف مدحهم وشكرهم:
شعرًا:
وليس في الأمة كالصحابة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بالفضل والمعروف والإصابة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فإنهم قد شاهدوا المختار https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعاينوا الأسرار والأنوارا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وجاهدوا في الله حتى بانا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
دين الهدى وقد سما الأديانا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقد تلي في محكم التنزيل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
من فضلهم ما يشفي من غليل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وفي الأحاديث وفي الأخبار https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وفي كلام القوم والأشعار https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ما قدر ربا من أن يحيط نظمي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ببعضه فاسمع وخذ من علمي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


آخر:https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فازوا بصحبة خير الخلق واتَّصفوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بوصفه فهم للناس أعلام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ففي أبي بكر الصديق قد وردت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
آثار فضل لها في الذكر أحكام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وبعده عمر الفاروق صاحبه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
به تكمل بالفاروق إسلام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وهكذا البر عثمان الشهيد له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
في الليل ورد وبالقرآن قوام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وللإمام علي المرتضى منح له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
احترام وإعزاز وإكرام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هم الصحابة للمختار قد وضحوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
طرق الهدى وعلى الطاعات قد داموا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




الساعة الآن : 05:43 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.18 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.76%)]