ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   المشي إلى الجمعة خطوات في سبيل الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=307079)

ابوالوليد المسلم 05-09-2024 03:30 PM

المشي إلى الجمعة خطوات في سبيل الله
 
المشي إلى الجمعة خطوات في سبيل الله

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

روى الترمذي وقال: «حسن صحيح» عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: لَحِقَنِي عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَأَنَا مَاشٍ إِلَى الجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَبْشِرْ؛ فَإِنَّ خُطَاكَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ»[1].



معاني المفردات:
مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ: أي أصابها الغبار، وإنما ذكر القدمين، وإن كان الغبار يعمّ البدن كلّه عند ثورانه؛ لأن كثيرًا من المجاهدين في ذلك الزمان كانوا مشاةً، والأقدام تتغير على كلّ حال، سواء كان الغبار قويًّا، أو ضعيفًا؛ ولأن أساس ابن آدم على القدمين، فإذا سلمت القدمان من النار سلم سائر أعضائه منها.


سَبِيلِ اللَّهِ: أي لأجل إعلاء كلمة اللَّه تعالى، وسبيل اللَّه عام يقع على كلّ عمل خالص سُلك به طريق التقرّب إلى اللَّه تعالى بأداء الفرائض، والنوافل، وأنواع التطوّعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد، حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه[2].


حَرَامٌ عَلَى النَّارِ: أي أنه لا يدخل النار.


روى البخاري عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبْرٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ»[3].


معنى الحديث: أن المس ينتفي بوجود الغبار المذكور.


وترجم الإمام البخاريُّ رحمه الله لهذا الحديث في صحيحه بقوله: «كتاب الجمعة، باب المشي إلى الجمعة»، وكأنه يحمله على عموم أنواع الطاعات[4].

ما يستفاد من الحديثين:
1- استحباب المشي إلى الجمعة.


2- عظيم فضل الله سبحانه وتعالى على عباده.


3- استحباب التبشير بفضائل الأعمال.

4- عظيم قدر التصرف في سبيل الله، فإذا كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار، فكيف بمن سعى، وبذل جهده، واستنفد وسعه؟

[1] صحيح: رواه الترمذي (1632)، وقال: «حسن صحيح»، والنسائي (3116)، وصححه الألباني.

[2] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2 /338-339).

[3] صحيح: رواه البخاري (2811).

[4] انظر: صحيح البخاري (2 /7).







الساعة الآن : 07:22 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.61 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]