ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أسباب قسوة القلب (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=30493)

المشتاقة للجنة 29-06-2007 09:26 PM

أسباب قسوة القلب
 

أسباب قسوة القلب

من أعظم أسباب القسوة بعد الجهل بالله تبارك وتعالى:
* الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها، وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها، فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع، واشتغل أيضًا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة، سرعان ما يقسو قلبه؛ لأنه بعيد عمن يذكِّره بالله -تبارك وتعالى-.
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يُوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية، ولا يحرم الحلال -سبحانه وتعالى-، ولم يحُل بيننا وبين الطيبات.
ولكن رويدًا رويدًا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قُضِيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر.
يأخذها برفق ورضاء عن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة، ويكفى فتنة القسوة، نسأل الله العافية منها.
فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالبًا عندهم عناية بالدنيا، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم، يضحون بالصلوات، يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات.
ولكن لا تأخذ هذه الدنيا عليهم، لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب.
والدنيا شُعب، ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه يلهج إلى ربه: رب نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعبًا ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله -عز وجل-، وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في واد من أودية الدنيا هلك، -والعياذ بالله-.
هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا مجلًّا لها مكرمًا، فعظَّم ما لا يستحق التعظيم، واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم -سبحانه وتعالى-، فلذلك كانت عاقبته -والعياذ بالله- من أسوء العواقب.
* ومن أسباب قسوة القلوب، بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
ولذلك ما ألف الإنسان صحبة -لا خير في صحبتها- إلا قسى قلبه من ذكر الله -تبارك وتعالى-، ولا طلب الأخيار إلا رقَّقوا قلبه لله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى، جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدًا صالحًا مفلحًا قد جعل الآخرة نصب عينيه.
لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر، وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين.




نقلًا من موقع المنبر
للشيخ: محمد بن محمد المختار الشنقيطي


الساعة الآن : 09:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.03 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.53%)]