ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   عوامل الثبات على الحق (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=30459)

ابوالفاروق الأثري 29-06-2007 06:22 AM

عوامل الثبات على الحق
 
عوامل الثبات على الحق :

أولا : العلم وكفى بالعلم شرفا أن قال تعالى :
( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) _ الزمر 9 _ ويزداد مقدار الخشية بازدياد مقدار العلم ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتتساءل عائشة رضي الله عنها كيف وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر فيقول بعبارة عظيمة ( أفلا أكون عبدا شكورا )
وهذه والله عبارة تحتاج الى أن نتعلمها وندرسها بكل معانيها فالعلم لايتوقف وطالب العلم لايتوقف مادام هذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره الله :
( وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) _ الحجر 99 _
فالعلم مثل النور في القلب كلما زاد ظهرت الذنوب صغيرها وكبيرها واذا نقص لم يرى الا كبير الذنوب وقد لايراها قال الامام الشافعي رحمه الله :
ذهبت الى وكيع أشكو سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لايهدى لعاصي
ثانيا : الدعاء :
قال تعالى :
( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) _ الاسراء 60_
وقال تعالى :
( واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان ) _ البقرة 186 _



الدعاء سلاح المؤمن وهو صلة وثيقة بين العبد وربه لذا كان لابد من استعماله في كل حين وعلى كل حال فالخطوب تحيط بنا من كل جانب فمن ينجينا غير الله والشيطان قد أقسم أن يغوينا ولكنه لن يستطيع أن يحجب دعاءنا فلنرفع أكف الضراعة الى الله عساه يرحمنا .
ثالثا : صحبة الأخيار :
الانسان بحاجة الى الناس فلا أحد يستطيع العيش وحده والمرء بطبيعته يميل الى الجماعة ولكن هنا لابد من تخير الخيرين واصطفاء الكرام اصحاب الهمم العالية والأخلاق الرفيعة حتى يكتسب من صفاتهم فالمعروف أن المقارن بالمقارن يقتدي , وهنا لابد من التنبيه لشئ مهم فحب الملتزمين أمر ممدوح ولكن التعلق بالأشخاص قد يؤدي الى الانحراف فالحب لابد أن يكون في الله ولله مع معرفة تامة بالمنهج وتعلق بالله فمن الناس من يتعلق بالناس فاذا خرجوا خرج واذا دخلوا دخل ومن الشباب من يلتزم لأن أقرانه كلهم التزموا ولم يجد من يقضي معه الوقت ويستأنس به , ومن أولئك من لايفهم أن الملتزمين بشر يخطئون ويصيبون ولاننسى هنا أن هناك بعض المربين الذين لاعلم لهم بأصول التربية وأساليبها فيتسببوا في انحراف البعض بسبب تكليف بعض الملتزمين بأمور لايقدروا عليها أو قد تكون هذه الأمور مخالفة لطبيعتهم مثل أن يكلف شاب شديد الحياء بالوقوف أمام الناس والقاء نصيحة تكرار الأمر عليه مما يضطره الى التخفي وقد ينعزل عن الاخوان بسبب ذلك .

رابعا : محاسبة النفس :
كم من الناس وقع في براثن الكبائر بسبب تساهله في الصغائر والتسويف بالتوبة وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الأمر فقال :
( اياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى تجتمع على العبد تهلكه ) _ أحمد _
وقال ابن عطاء الله : ( مثل الذي ينفق صحته وعافيته في معصية الله كمن خلف له أبوه ألف دينار فاشترى بها حيات وعقارب فجعلت هذه تلدغه مرة وهذه تلسعه مرة أفما تقتله )
ولابد للمؤمن من الشعور بالذنب والندم على مافرط في جنب الله لأنه لايستقيم ايمان مع اصرار على المعاصي وفرح بالخطايا فالمؤمن دوما يرى ذنوبه كجبل يوشك أن يقع على رأسه كما في الحديث , وعلى المسلم الا ينظر الى صغر الخطيئة ولكن ينظر الى عظمة من يعصيه .
خامسا : الصبر :
وهو حبس النفس والجوارح على الحق واجتناب الحرام وهو باب عظيم لو انتبه له الناس لفازوا ففيه الأجر بغير حساب كماقال تعالى :
( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) _ الزمر 10 _ فمن وجد ضغوطا من بيئته فليتذكر أن الأنبياء والصحابة قد واجهوا ما هو أشد من ذلك ومن ابتلي بالمرض فليتذكر أن ايوب قد عانى سبعين عاما من المرض وهكذا كل مصيبة , لذا كان لابد من هذا المعنى العظيم الذي تحلى به الأنبياء فكان ديدنهم وطريقهم وهو منهاج لمن سار على دربهم .
سادسا : التواضع واحتقار الاعمال الكبيرة :
من أجل مااتصف به النبي صلى الله عليه وسلم التواضع مع مكانته العظيمة كان ينام على الحصير حتى يؤثر في ظهره وكان يمر به الهلال والهلالان ولايوقد في بيته نار ولايطعم الا التمر والماء ويخصف نعله ويركب البغلة ويجمع الحطب مع أنه خير الناس فلم يعظم مكانته ولم يحتقر الناس فكانت الجارية تأخذ بيده , وهذا هو شأن الأنبياء جميعا فهاهو ابراهيم الخليل عليه السلام بعد بناء البيت الحرام يرفع أكف الضراعة الى الله أن يتقبل منه وذاك سليمان يشكر الله بعد حديث النملة أن آتاه الله القدرة على فهم لغات متعددة وملكا عظيما وهكذا الصالحون في كل مكان وزمان وهذه هي وصية الله لنبيه ولنا ( ولاتمنن تستكثر ) _ المدثر6 _

سابعا : وضوح الهدف :
المستقيم على صراط الرحمن لابد له أن يعرف الغاية والهدف من استقامته ولابد من معرفة تامة بالمنهج الذي
يعتقده فكيف سيدافع عن منهج لايعرفه ؟ وكيف يحمل منهجا لايدري منتهاه , ان غاية المؤمن رضا الله عز وجل وتحقيق العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى وما أعظمه من هدف يستحق أن يكون الجزاء فيه جنات تجري من تحتها الأنهار ولو نظرنا الى الذين ثبتوا على الحق عبر العصور والأجيال لوجدناهم قد علموا ما هو الهدف من التزامهم وسيرهم على هذا الطريق فهاهو فتى صغير قد اهتدى به فئام من الناس لثباته ومعرفته بهدفه وعند وضوح الأهداف تهون التضحيات وترخص النفوس انه الغلام في قصة أصحاب الأخدود الواردة في القرآن حيث حاول الملك الظالم أن يثنيه عن منهجه بكل الطرق وحاول قتله ولم يستطع فدله الغلام على الطريقة السهلة لقتله فقال له ( قل بسم الله رب الغلام تقتلني ) فقالها فقتله وقال الناس عندئذ : ( آمنا برب الغلام ) وأدى الغلام واجبه فكرمه الله وذكرالقصة في القرآن العظيم .
وكذلك الفتية أصحاب الكهف الذين خرجوا من ديارهم وتركوا كل شئ فرارا بدينهم فقال تعالى :
( وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذا شططا ) _ سورة الكهف 14 _

ثامنا : التنويع في البرامج :
النفس البشرية بطبعها تمل وتتعجل الأمور ولاتريد أن تسير على نمط واحد وكيفية واحدة ولهذا العبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة وهناك أبواب من المباحات التي للمسلم أن يروح بها عن نفسه أحيانا فلابد من وضع برامج والتعاون مع الاخوة في ترتيب البرامج والتنويع فيها حتى يشعر المسلم بأنه في كل يوم يجدد نشاطه وهمته للدين .


















فتى القرآن 29-06-2007 07:43 AM

السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الكريم ابو الفاروق على هذه الثوابت المباركة
الدعاء سلاح المؤمن وهو صلة وثيقة بين العبد وربه لذا كان لابد من استعماله في كل حين وعلى كل حال فالخطوب تحيط بنا من كل جانب فمن ينجينا غير الله والشيطان قد أقسم أن يغوينا ولكنه لن يستطيع أن يحجب دعاءنا فلنرفع أكف الضراعة الى الله عساه يرحمنا .
جزاك الله خير

ayman99 29-06-2007 08:39 AM

جزاك الله خير يا أخوي أبو الفاروق :)
في هذا الزمن أصبح الممسك على دينه يشعر بضيقة لكثرة الفتن الي حوله:king:
فما أعظم الأجر الي يحصل عليه بسبب صبره:0011:
:006:

بلقيس93 29-06-2007 09:18 AM

جزااااك الله خيرا على التوابت الرائعة..

وفقك الله..

ابوالفاروق الأثري 29-06-2007 12:36 PM

جزاكم الله كل خير على المرور الطيب ونسأل الله لنا ولكم الثبات

نورا* 29-06-2007 03:32 PM

بسم الله

بارك الله فيك اخي الكريم

وجزاك الله كل خير على الموضوع والطرح القييم

وفقك الله ورعاك

دمت بخير,,

ابوالفاروق الأثري 30-06-2007 07:15 AM

جزاك الله خيرا

شاكرا لله 30-06-2007 08:48 AM

بارك الله بك اخي الكريم على الموضوع المميز ..
جميع ما ذكر مهم ... واشدد على النقطة الاولى ..
العلم وكفي بالعلم شرفا .. كفى بالعلم منجيا .. كفى بالعلم حارسا..

ابوالفاروق الأثري 30-06-2007 11:13 AM

جزاك الله خيرا


الساعة الآن : 12:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.89 كيلو بايت... تم توفير 0.38 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]