ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   احذروا من الانزلاق في الفتن! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=303560)

ابوالوليد المسلم 23-04-2024 12:33 AM

احذروا من الانزلاق في الفتن!
 
احذروا من الانزلاق في الفتن!



كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الفتن التي تحرق الدين وتحرق العقل والبدن وتحرق كل خير، وقد قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} فالفتن لا تصيب الظالم وحده، بل تصيب الجميع ومعها يقل العلم الشرعي والعمل والحكمة وتكثر كلمات القيل والقال ويتطاول فيها اللسان ويزداد المقت والكراهية، وتنذر بمواجهات ما لم يتداركها العقلاء.
كل مسلم بالغ عاقل مسؤول عن تصرفاته فلا يتخذ موقفه وفق دافع قبلي أو طائفي أو حزبي أو موجة سخط عامة، بل يضبط نفسه ويعرف أنه يجب أن يكون صمام أمان ومفتاحا للخير مغلاقا للشر، وليحذر من الإشاعات وثقافة توغير الصدور، والفوضى لا تجر إلى خير أبدا.
والاختلاف واقع بين البشر، ففي الحديث: «إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواخذ».
فالذي يثير الناس نحو الشر هو مشارك في الجريمة والخطأ، والمسلم معصوم الدم والمال والعرض، وما يحبه لنفسه يجب أن يحبه للآخرين فلا أحد يتمنى أن أحدا يضره بشيء.
والشروع بمثل هذه المواجهات سيوقعك في الإثم ويشملك اللعن؛ فكف لسانك وقلمك وكن عونا على التهدئة والسلامة والصبر؛ لأن الفرج يأتي بعد الحلم والدعاء.
الضوابط الشرعية الواجب اتباعها في الفتن
الرفق في القول والعمل والتعامل وضبط ردود الأفعال، ففي الحديث: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه»، فلا تكن غضوبا وإياك والعجلة والتسرع في قرارك، بل كن في تؤدة ورفق وحلم، قال تعالى: {ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}.
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: عندما سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» لأن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً... ذكر منها: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، و أسرعهم إفاقة بعد مصيبة».
فإذا ظهرت فيهم فتنة تجدهم تغير حالهم للأحسن من الحلم وعدم التعجل وعدم الغضب؛ لأن الحكمة تفقد في هذا المشهد.. لذلك ينبغي على المسلم أن يبني قراراته على علم صحيح وثابت وأدلة لا على أوهام ونقل الكلام وأساطير، وفي القاعدة الفقهية: «الحكم على الشيء فرع عن تصوره».
اجعل غضبك لله سبحانه وتعالى، وليس نصرة للنفس؛ لأن الشيطان سيدخل وكذلك الهوى وتفقد عندها العقل السوي وتجر الأهواء والنفس الأمارة بالسوء إلى الهاوية وأمور لا تحمد عقباها. اجعل قدوتك مع العلماء الربانيين الذين تجد فيهم الرحمة وهمهم هو عصمة الدماء والابتعاد عن الفوضى والدعوة إلى الصبر والتحمل.
استند دوما إلى دليل صحيح وثابت، لا إلى أقوال طائشة «واعرف الحق تعرف أهله».
كن منصفا حتى مع الخصم، قال تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، أي تأتي بالأمور الحسنة أو بالأمور السيئة تأتي بهذا الجانب الذي تحبه وذلك الجانب الذي لا تحبه ثم توازن وتعرض لهما عرضا واحدا، وبعد ذلك تحكم حتى تنجو من الفتنة، وإياك ومحدثات الأمور «ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» وفي الحديث: «عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة» «الجماعة رحمة، والفرقة عذاب».
لا تغتر بالشعارات التي ترفع في الفتنة ولا بد للمسلم أن يزنها بالميزان الشرعي الصحيح الذي يوزن به الأمور والأفكار والأحوال، فتزنها من حيث صحة تلك الدعوات وهل ستقربنا للإسلام والاستقامة أم إلى الهاوية، ومن المنتصر حقيقة فيها من حيث درء المفاسد وإحقاق الحق والابتعاد عن الجاهلية بكل صورها؟
من ينصحك هل تقبل نصيحته؟!
هذا معيار مهم، وهل دعوت الله عز وجل وهل شكرت الله عز وجل هل تغير لسانك، وهل تغيرت عبادتك، وهل تذكرت مقارنتك مع الآخرين وتذكرت ما بك من نعمة، هل وقعت في الغيبة واللعن والدخول في الطعن بالعلماء؟! قال ابن مسعود رضي الله عنه: «ما أنت بمحدث قوما حديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة».
هل تشعر بأخوة الإسلام أم بأخوة العصبيات؟! ففي الفتن يبتعد الناس عن أخوة الدين، هل أنت تبتعد عن الفتنة وتحذر منها أم تغشاها وتقرب منها؟! نسأل الله أن يرزقنا الصلاح ويدلنا على الرشاد ويبعد عنا أهل الزيغ والفساد.


اعداد: د.بسام خضر الشطي






الساعة الآن : 07:53 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.81 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]