ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   الاحتكام إلى سنته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كالاحتكام إليه حال حياته (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=301673)

ابوالوليد المسلم 27-02-2024 06:16 PM

الاحتكام إلى سنته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كالاحتكام إليه حال حياته
 
الاحتكام إلى سنته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كالاحتكام إليه حال حياته
سعيد مصطفى دياب

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.... ﴾ ! أقسم بذاته العلية، ونسب رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه تشريفًا له، على انتفاء الإيمان عمن لا يحتكم إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند التنازع، ولا يكفيه الاحتكام إليه حتى لا يجد ضيقًا في نفسه من حكمه، ولا يكفيه هذا وذاك حتى يسلِّمَ لحكمه تسليمًا كاملًا.

تأمل هذا، وتعجب ممن ينتسب للإسلام ثم يزعم أنه لا يحتاج إلى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبيان كتاب الله، ومعرفة أحكام شريعته، ولا تلزمه سنته، فينسلخ عن الدين وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، فإن الاحتكام إلى سنته بعد وفاته كالاحتكام إليه حال حياته.

والطعن في سنته طعن في دين رب العالمين، والإعراض عنها ضلال مبين، والتقليل من شأنها سمة المنافقين، وإن تسموا زورًا وبهتانًا بالقرآنيين؛ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا نَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ»[1].

وإنما جعل الله تعالى العصمة من الضلال بأمرين اثنين كتاب الله تعالى وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ»[2].

[1] رواه أحمد- حديث رقم: 23876، وأبو داود- كِتَاب السُّنَّةِ، ‌‌بَابٌ فِي لُزُومِ السُّنَّةِ، حديث رقم: 4605، والترمذي- ‌‌أَبْوَابٌ الْعِلْمِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مَا نُهِيَ عَنْهُ، أَنْ يُقَالَ عِنْدَ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم: 2663، وابن ماجه- المقدمة، بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ، حديث رقم: 13، بسند صحيح.

[2] رواه الحاكم- ‌‌كِتَابُ الْعِلْمِ، حديث رقم: 319، والدارقطني، كِتَابُ الْأَحْبَاسِ، ‌‌فِي الْمَرْأَةِ تُقْتَلُ إِذَا ارْتَدَّتْ، حديث رقم: 4606، والبزار - حديث رقم: 8993، بسند حسن.






الساعة الآن : 11:10 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.88 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]