ملتقى الشفاء الإسلامي

قد تمر بك من الأوقات ..تشعر فيها بالاسى والحزن العميق ..تشعر فيها بان الكون مع سعته قد اطبق راحتيه على صدرك وزاد في التضيق عليك..تشعر بأن قلبك مفطر وان عيناك ملآنة بالدمع الحبيس ..تظل تسأل نفسك ما الجرم الذي ارتكبته حتي يحدث لى ما حدث..تشعر بانك تحيا أسوء الكوابيس ولا تستطيع ان تفق منه مهما حاولت..مازلت مشدوها لا تصدق بأن الاحباب قد فارقوك وانك قد خدعت على أيدي من كنت تظنهم أوفى الأوفياء ..كيف مازلت متمسكا بمن قد هجروك واستغنوا عنك.. لم وكيف ..هكذا وهكذا فقط.. يدور في رأسك طوفان من الأسئلة التى خلقت بلا جواب..تدور هائمة بلا مرشد ومع كل مرة يزاد ذلك الشعور في قلبك..شعور لم أجد ما هو أبغض منه..أهو شعور بالوحدة والعجز..أم انه الم الجراح التي تركها الأحباب في قلوبنا... أظنه خليط بين ذلك وذاك..خليط يدفع المرء دفعا الى البكاء حسرة على الماضى وخوفا من المستقبل.. يشعرك بان العالم قد انتهى و أن الارض قد توقفت عن الدوران وأن ساعات الكون كلها قد غفلت عنك وأن الزمن قد توقف..تشعر بان كونك في انهيار وان ظلام سرمدي قد اتي طاردا نهارك الذي لملم ثوبه وولى مدبرا حتي دون توديعك..تشعر بان ايامك الباقيه قد خبى بريقها وتكدر صفوها..تتمنى لو ينقضي عمرك سريعا سريعا..تشعر بأن ألمك قد تحول الى وحش كاسر لا يمل من النهش في قلبك بلا رحمة ولا أي شفقة.........

ان كنت قد مللت شعورك هذا وضقت به ذرعا ..ان كنت تبحث عن حل لما تعانيه..فما رأيك بوقفة مع النفس ....
اولا: فلتسأل نفسك لما كل هذا ؟!..أفراق أم خديعة أهذا ما يتحق منك كل هذا الألم وهذه المعاناة ، وقد أهداك ربك روحا صافيه وقلبا نقيا.. الم تعلم بان الله قد خلقك من أجل اعمار أرضه واستخلافك فيها..ألم يبث فيك من روحه وكرمك على سائر خلقه حتي تحقق هدفه فيك..ألم تعلم بان الشيطان لا يريدك ابدا ان تحقق هدف الله فيك ..لا يرديك ابدا ان تكون أهلا لثقته ومسؤوليته..لذا فهو يلقي في قلبك من الهموم ويملؤ طرقاتك بالعثرات ماهو كفيل لأن يلهيك عن هدفك الاسمى وحلمك الأكبر .
لذلك أخي فلتعلم انه ليس هناك ما يستحق منك أناتفطر قلبك من أجله..وعندما توجهك تلك الآلام ويتكاثف على قلبك شعور بالخذلان...فلتلجئ وجهك الى الله قائلا: (الاهي قد استغنيت بك عمن سواء فاغنيني)..
واياك اياك والقنوط من رحمته واليأس من كرمه.... أولم تعلم بأن الكريم ما أخد منك الا ليعطيك وأن العظيم ما منعك الا ليجزيك وأن الرحيم ما أحزنك الا ليسعدك....
ولتكن على يقين بان من فارقك واستغنى عنك من الاحباب فانه لا يستحقك وأن الخير مقدرا لك بعيدا عنه وأن الله سوف يبدلك من هو خير منه .. وان كان الله قد أقصى عنك حبيبا فقد أهداك آخرين .. أولم يعطيك الوالدين اللذين انت احب اليهم من روحهم التي بين جنبيهم وأعطاك الاخوان والاصدقاء منهم من هم عندك في مكانة الاخوان وأكثر... فلتكثر من شكر الله على جزيل نعمه.. ولا تأس عمن فاتك وتمسك بمن حولك ..ولتحول ألمك الى امل كالسيف الباتر تقهر به وحش أحزانك
وقل لمن تركك...ان كنتم قد استغنيتم فاني عنكم أغنى
وقل الحزن... أيا أيها الحزن الكئيب مهما كبرت فربي منك أكبر