ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=300610)

ابوالوليد المسلم 24-01-2024 12:20 PM

ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رمضان صالح العجرمي

مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله:

16- بَابُ مَا جَاءَ فِي عِمَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم


العِمَامَةُ: لفافة تلف حول الرأس، ولها ذؤابة، وقيل: ما يُعمَّمُ به الرَّأس، ويكوَّرُ عليه، وهي معروفةٌ.

‏ومناسبة الباب بالذي قبله ظاهرة؛ وهي أن المِغْفرَ والعِمَامَةَ كلاهما لباسٌ يُوضَعُ على الرأسِ؛ أحدهما في حال الحرب، والآخر في حال السلم.

‏وذكر النووي رحمه الله: أن عمامة النبي صلى الله عليه وسلم ستة أذْرُع، وكانت له أخرى اثنا عشر ذراعًا.

‏وهي غير الغترة المعروفة الآن، والأصل فيها الإباحة؛ ففي فتاوى اللجنة الدائمة: "لبس العمامة من العادات، وليس من العبادات".

1- في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: "دخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمامةٌ سوداء".

يَوْمُ الْفَتْحِ: وكان في السنة الثامنة من الهجرة.

‏ والجمع بين هذا الحديث وغيره أنه دخل مكة وعلى رأسه المِغْفَر: أنها كانت فوق المِغْفَر.

2- في صحيح مسلم عن عمرو بن حُرَيث رضي الله عنه: "أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سوداء".

يقول ابن القيم رحمه الله: النبي صلى الله عليه وسلم لم يلبسه لبس رواتب.

3- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ" قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمًا يفعلان ذلك؛ [رواه الترمذي، وله طرق وشواهد يتقوَّى بها].

اعْتَمَّ: لبس العمامة.

4- في صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ".

والعِصَابَةُ: هي العمامة؛ كما في لفظ آخر، فهما بمعنى واحد.

‏ دَسْمَاءُ: العمامة البيضاء المتغيِّر لونها، المتلطِّخة بدسومة شعره من الطيب.

فوائد العمامة:
قالوا: العمائم تيجان العرب.

‏وقيل: اختصت العرب بأربع: العمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشعر ديوانها.

‏ ولا يصح رفع شيء في فضل العمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن فوائد العمامة:
1- زينة للرجل، وهي بمثابة التاج على رأسه.
2- تصلح أن تكون رداءً يرتديه في أعلى بدنه.
3- تصلح أن تكون إزارًا يأتزر به في أسفل بدنه.
4- تصلح أن تكون فراشًا يفترشه الشخص تحت بدنه.
5- تصلح أن تكون غطاء، ودفاء على بدنه.
6- تصلح أن تكون وسادةً تحت رأسه.
7- تصلح أن تكون منديلًا يمتخط به.
8- تصلح أن تكون وقايةً وحمايةً يتلثم بها على رأسه ووجهه.
9- تصلح أن تكون حبوةً يحتبي بها على ظهره وركبتيه.
10- تصلح أن تكون ضمادات للجراح، ورباطًا للمفاصل والألم.
11- حماية لأهم أعضاء الحواسِّ التي في الرأس من السمع والبصر وغيرها.

وقد قيل لأحد الأعراب: إنك تكثر من لبس العمامة؟! فقال: "إن شيئًا فيه السمع والبصر لجديرٌ أن يُوَقَى من الحرِّ والقُرِّ".

12- تصلح أن تكون كيسًا لحمل المتاع وحفظه.
13- ترمز للجاه والاحترام فيستشفع بها عند الناس، فهي دليل القدر والمكانة.
14- تصلح أن تكون حبلًا يسحب به الأشياء.
15- سلاح يضرب به ويدافع بها.

وقد سُئلَ أبو الأسود الدؤلي عن العمامة؟ فقال: "هي جُنَّةٌ (وقاية) في الحرب، ومَكَنَّةٌ (حافظة) من الحرِّ، ومِدفأة من القُرِّ (البرد) ووقار في النَّديِّ (المجلس) وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وعادة من عادات العرب".

مسألة: المسح على العمامة:
‏فقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بجواز المسح على العمامة في الوضوء؛ ففي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَعَلَى الْعِمَامَةِ، وَعَلَى الْخُفَّيْنِ"، وفي صحيح البخاري عن عمرو بن أمية رضي الله عنه، قال: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ".

وعند الحنابلة، جواز المسح على العمامة منفردة؛ لكن بشروط؛ منها: أن يكون لها ذؤابة وتُدارُ من تحت الحنك.




الساعة الآن : 10:45 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.51 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.09%)]