أريد العودة لزوجي شارب الخمر
أريد العودة لزوجي شارب الخمر أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: امرأة تزوجت ثلاث مرات، وطُلِّقت، زوجها الأول الذي كان يعاقر الخمر يريد إرجاعها بعد طلاقها من زوجها الثالث، وهي مترددة بين الخوف والرغبة؛ فلديها خوف من تهديداته القديمة الضرب والتشويه، ولديها رغبة في لقائه؛ إذ إنها تحبه، ولم يتخلَّ عنها حتى بعد أن خلعتْهُ، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: تزوجت وأنا في التاسعة عشرة من عمري، وأنجبت بنتًا، ثم خلعت زوجي بعد سنة ونصف من الزواج؛ لعصبيَّته وشربه الخمر، وتزوجت بعد ستِّ سنوات برجل آخر، وأنجبتُ منه بنتًا، ثم طلَّقني، وبعد عشرين سنة تزوجت برجل ثالث، وظللتُ معه خمس سنوات، ثم طلَّقني، وراجعني، ورفضت الرجوع له، الآن وبعد كل هذه السنين طليقي الأول يريد إرجاعي، وأنا ما زلت أشعر بشعور الخوف القديم منه، مع حبي له، ورغبتي بالرجوع له؛ لأنه أحسن صفاتٍ ممن تزوجت بهم، ولأنني أحببتُه، لكني أعجب من شعور الخوف الشديد الذي يعتريني لمجرد التفكير في الرجوع إليه، خاصة إذا أصبح الأمر حقيقيًّا بمجيئه، أو مجيء ناسٍ من طرفه، أريد معرفة السبب؛ هل هو نفسي فقط وممكن زواله؟ هل يمكن أن يكون خوفًا لشرٍّ يُضْمِره لي، مع أن له مواقفَ طيبة معي خلال هذه السنوات؛ إذ لم يتخلَّ عني؟ هل من الممكن أن يكون مظهرًا خلافَ ما يبطن؛ فقد رأيته في المنام قبل طلاقي، وهو يقول لي: تستحقين ذلك؟ لا أستطيع الرجوع إليه؛ لخوفي من العيش معه؛ فقد كان يهددني بالضرب والتشويه، وربما هو من زرع الخوف فيَّ، مع ذلك لدي رغبة في لقائه والحديث معه، أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أهلًا بكِ أختنا الفاضلة، نسأل الله أن يوفقكِ لاختيار الصالح لحياتكِ، وأن يرزقكِ السعادة وراحة البال. بداية قرار العودة لزوجٍ عشتِ معه لفترة ثم انفصلتِ عنه يعتمد على قدرتكِ أولًا وأخيرًا على التعايش مع هذا الرجل باستقرار نفسي وأمان وسلام؛ لذلك فأنتِ وحدكِ من يمكنه أن يختار شكل الحياة التي يريد أن يعيشها بناء على تجاربكِ مع هذا الرجل؛ فهناك مِنَ النساء مَن يشغل بالها أولًا وأخيرًا ألَّا تعيش بلقب "مُطلقة"، وأن تتزوج أيًّا كان الوضع، وهناك من لا ترضى لنفسها بهذا الاختيار المدمِّر للنفسية وللسكينة في الحياة الزوجية، فلا تركز كثيرًا في هذه الألقاب، بل تركز في كيفية الاختيار، فتختار من تتوسَّم فيه الصلاح وحسن الخلق والتدين والتقوى؛ لذلك تأملي حال طليقكِ أثناء علاقتكما الزوجية السابقة، وانظري هل كان يتقي الله في نفسه فيبعدها عن الرذائل، وما يقربها إلى النار وغضب العزيز الجبار؟ هل كان يتقي الله فيكِ، ويعاملكِ كما يحب الله ويرضى؟ هل كان يتقي الله في ابنتكما؟ ثم انظري لحاله معكِ بعد الطلاق، هل أدى لكِ حقوقكِ كاملة؟ هل كان إنسانًا راقيًا ذا خلق عند الانفصال، أو كان ممن يتصفون بصفة من صفات المنافق: ((إذا خَاصَمَ فَجَرَ))؟ هل كان يراعي ابنته رعاية حقيقية، ويتابعها ويتعاهدها ويحسن إليها؟ كل هذه الأسئلة يمكنها أن تكون مقياسًا يساعدكِ على الاختيار الصحيح الذي لا يُعرضكِ لكل هذه المخاوف والحَيرة والقلق. الآن أنتقل بكِ إلى جزئية في غاية الأهمية، أنتِ تقولين: إنه كان يشرب الخمر، فعليكِ التثبُّت أولًا وقبل أي شيء من أنه قد أقلع عن هذه المعصية تمامًا؛ فإن كان كما هو في حاله مع شرب الخمر، فسؤالي لكِ: هل تطيقين أن تتزوجي من رجل أنتِ على يقين بأنه شارب للخمر عاصٍ لله، مرتكب لكبيرة من الكبائر؟ هل تتحملين أن تتزوجي من رجل يجاهر الله بالمعصية؟ إن كان هذا الرجل ما زال يشرب الخمر حتى بعد مرور عشرين سنة، ولم يغير حاله، تُرى هل سيتغير حاله في معاملتكِ، ولن يهددكِ بالضرب والتشويه وغير ذلك؟! الواقع أنه لو كان على حاله القديمة في شرب الخمر، فإن أخلاقه ربما تكون قد صارت أسوأ وأبشع؛ وذلك لأن طول اعتياد المعاصي يصيب القلب بالظلمة التي يصبح بعدها صاحبُ هذا القلب بعيدًا كلَّ البعد عن الله عز وجل؛ فتسوء طِباعه وأخلاقه مع الوقت بسبب هذا البعد، فهل سترضين لنفسكِ بالعيش في هذه الحياة؟! أعتقد أن الأمر صار واضحًا أمام عينيكِ، وبإمكانكِ بإذن الله الاختيار وفقًا لاحتياجاتكِ وقناعاتكِ، أسأل الله أن يلهمكِ رشدكِ، وأن يوفقكِ لحسن الاختيار. |
الساعة الآن : 02:52 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour