ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   خطيبي تركني فجأة قبل زواجنا (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=297011)

ابوالوليد المسلم 13-09-2023 06:11 PM

خطيبي تركني فجأة قبل زواجنا
 
خطيبي تركني فجأة قبل زواجنا
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
امرأة تناهز الأربعين، لم تتزوج، عرفت رجلًا مسافرًا ووعدها وأهلها بإتمام الزواج بمجرد نزوله، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي في البداية، لكنه وقبل نزوله لإتمام الزواج، انقطع عن الكلام فجأة، وقال بأنه لا رغبة له فيها، وهي تسأل: مَن المخطئ؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.


أنا أناهز الأربعين من عمري، لم أجد فيمن تقدم لخِطبتي شخصًا مناسبًا، ومن كنت أوافق عليه، كان يرفضني هو، ثم إننا أُرشدنا إلى شخص مسافر، تعرفنا عليه عن طريق الإنترنت، وهو إنسان طيبٌ ومحترم، وأهلي مرتاحون له، حتى إنني لما رفضت المكان الذي قال بأننا سنسكن فيه لبُعده، وقد كنت متوقعة أنه سيُنهي الأمر - تمسَّك بي، أخبرني بأنه سوف يبحث عن شقة قريبة، دائمًا يسأل عليَّ وعلى أهلي، وقد رآني من خلال صورة أرسلتها له، وكان على وشك أن ينزل إجازة، لكن الطيران توقف بسبب كورونا، فبقي لستة أشهر أخرى، وفي أثناء تلك المدة، طلب صورة أخرى لي، فأرسلت له صورة، ومن بعد ذلك بدأت معاملته معي في التغير، فسألته والدتي عن سبب هذا التغير، فأخبرها أن لا شيء، وأنه على وعده بأن يرجع لإتمام الزواج، وخلال تلك الفترة كان يتأرجح في اهتمامه بي، فأحيانًا يسأل، وأحيانًا لا يهتم، وكنا نتشاجر بسبب عدم سؤاله، وفي كل مرة كان حريصًا على أن يتصل بي ويصالحني، واستمر الحال هكذا حتى عودة الطيران، وأخبرني بأنه مشغول في تجهيز الأوراق لنزوله، ثم حدث أنه انقطع عن الكلام فجأة، وتجاهلني، وبعد إلحاحٍ، ردَّ عليَّ قائلًا: "أنا لا أريدكِ"؛ فانكسر قلبي مع كلماته، لا أدري لِمَ فعل ذلك، أنا واثقة من كونه إنسانًا طيبًا محترمًا، يحافظ على الصلاة في المسجد، صوته جميل في قراءة القرآن، يصوم النوافل، ويُخرِج الصدقات، بارًّا بوالديه، مثقفًا جدًّا، كان لا يحتمل أن أكون حزينة، ويسترضيني بشتى الطرق، كان يخبرني كثيرًا بأنه جلب لي الهدايا، حاولت أن أكلمه بعد الذي كان، فأصرَّ على موقفه، حظرني على المواقع، لا أدري لمَ حدث هذا، هل هذا عقاب من الله لي؟ هل هو مخطئٌ فيما فعل أو له الحق في أن يتركني في أي وقت شاء؟ أرجو إجابة مفصلة وكافية؛ لأنني مرهقة نفسيًّا وجسديًّا، وأُصبتُ باكتئاب شديد، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فبعد أن تأملت في مشكلتكِ، أقول ومن الله التوفيق:
أولًا: مشكلتكِ بسيطة جدًّا وعادية، حصلت للكثيرات غيركِ من خاطبيهم، وللكثيرين من مخطوباتهم؛ فليس هناك ما يدعو للقلق والاكتئاب.

ثانيًا: تغير آراء الخاطبين والمخطوبات له أسباب كثيرة؛ منها:
1- استعجالهم في إبداء الرأي دون دراسة ولا تمحيص ولا استخارة.

2- حصولهم على معلومات جديدة غيرت رأيهم.

3- حصول بعضهم على فرص أخرى أفضل.

4- تدخلات وتشويشات من الأقارب والأصدقاء.

ثالثًا: واعلمي يقينًا أن هذا الرجل الذي انصرف عنكِ - مهما كان سبب انصرافه - فقد انصرف بقدرِ الله سبحانه؛ لأنه لم يُكتَبْ زوجًا لكِ، بل ولا يصلح زوجًا لكِ، مهما كان فيه من الصفات الطيبة؛ بدليل قوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقوله عز وجل: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

رابعًا: إذا علمتِ بما سبق، فلا داعيَ للحزن عليه، بل افرحي بصرفه عنكِ، واسجدي شكرًا لله عز وجل، واسترجعي، واسألي الله التعويضَ بأفضلَ منه، وتذكَّري أن صرفه عنكِ الآن أفضل بكثير من تطليقه لكِ بعد الزواج.

خامسًا: ما حصل لكِ من الارتياح له، ومن ارتياحه لكِ في البداية، ثم انصرافه المفاجئ - كله من الابتلاء والامتحان لكِ أتصبرين أم تجزعين، ومما يُعينكِ على الصبر تدبُّرُ قوله سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

سادسًا: أنصحكِ بنسيانه تمامًا، وكأنه غير موجود أبدًا، وقولي لنفسكِ: رجلٌ رغِبَ عني، وزهِد فيَّ، ما الفائدة من التعلق به؟ بل لا يليق بكِ التعلق به أبدًا.

سابعًا: جوابًا لسؤالكِ: هل ما حصل لكِ عقوبة من الله؟ أقول: من الخطأ اعتبار كل ما يحصل للإنسان من أقدار الله عقوباتٍ، بل إنه أنواع؛ منه ما هو قَدَرٌ محضٌ لا علاقة له بالمعاصي، ومنه ما هو رفع لدرجات المؤمن، ومنه ما هو تكفير للخطايا.

ثامنًا: عليكِ بعلاجات شرعية قوية جدًّا جدًّا، بل هي أعظم العلاجات؛ وهي:
1- الدعاء.
2- الاسترجاع.
3- الاستغفار.
4- الصدقة.

تاسعًا: ثم إن كان ببلدكم جهات موثوقة تساعد في البحث عن الأزواج الصالحين، فلا بأس بعرض نفسكِ عليهم، ولا عيبَ في ذلك؛ فقد عرض عمر رضي الله عنه ابنته حفصة رضي الله عنها على بعض الصحابة، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.

عاشرًا: واضح جدًّا أنه كان مترددًا في إتمام الزواج منكِ، بدليل طلبه إرسال صورتكِ مرتين، ثم تغير معاملته وحفاوته، لكن لعله تأخر حتى يتأكد من سلامة قراره.

حادي عشر: ارجعي لحل مشكلة أسرية تم نشرها في صفحتي بشبكة الألوكة بعنوان: (فسخ الخطوبة دون مبرر)؛ ففيها إشارات لحلول مناسبة لكِ.

حفِظكِ الله، ورزقكِ زوجًا صالحًا يسعدكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.





الساعة الآن : 07:00 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.67 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.87%)]