ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   ابنتي تمارس العادة وتحب ابن خالها (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=295701)

ابوالوليد المسلم 13-08-2023 03:12 PM

ابنتي تمارس العادة وتحب ابن خالها
 
ابنتي تمارس العادة وتحب ابن خالها
أ. هنا أحمد


السؤال:

الملخص:
أمٌّ عائلتها محافظة، تشكو ابنتها ذات الـ14 عامًا؛ فهي تمارس العادة، وترسل رسائل حبٍّ وغرام لابن عمها، وتسأل: كيف تكفها عما تفعل؟

التفاصيل:
ابنتي في الرابعة عشرة من عمرها، تمارس العادة السرية، وترسل رسائل حبٍّ وغرام لابن أخي، علمًا بأنها متفوقة دراسيًّا ولبِقَة، وأنا شديدة الحرص عليها وعلى إخوتها، ونحن عائلة مستقيمة، وهذا ما زادني ألمًا، وأرهقني نفسيًّا، لا أعرف كيف حصل ذلك، ولا أعرف ما التصرف السليم لمنعها، فما الأسلوب الأمثل والطريقة الصحيحة لكفِّها عن تلك التصرفات؟ وجزاكم الله خيرًا.

https://forum.ashefaa.com/data:image...BJRU5ErkJggg==



الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فقد روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كان قبلكم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ خَرِبٍ لَدَخَلْتُمُوه».

ومن أكبر كوارث اتباع سَنَن الغرب في التعليم أن تأخَّرَت سنُّ زواج الفتيات والفتيان أكثر من اللازم، دون مراعاة لظروف المجتمع، والفروق الجوهرية بيننا وبينهم.

فالفتاة في الغرب في هذه السن لا تعاني الكبت الجنسي، فعادات القوم تسمح لها بممارسة الزنا، فتقضي وَطَرَها أينما شاءت، عادات قبيحة، مجتمع ديوث، ولكنهم لا يعانون الكبت الجنسي.

ولا يقول مسلم عاقل: هلمُّوا بنا نتَّبعهم في غَيِّهم وفسقهم هذا، فلماذا إذًا نتبعهم في طرق حياتهم وتعليمهم بما لا يتناسب مع مجتمعنا المسلم؟!

سن الانتهاء من الدراسة الجامعية في معظم بلادنا العربية والإسلامية لا يقل عن اثنين وعشرين عامًا للفتى أو للفتاة، ثم يبدأ الفتى في العمل، وإن لم تتوافر له مساعدة من أهله في نفقات الزواج، فلربما تتأخر سن الزواج به إلى بعد الثلاثين، والفتيات ينتظِرْنَ!

فكيف بالله عليكم تكتُمُ الفتاة أنوثتها، ويكْبِتُ الفتى فُحُولَتَهُ إلى هذه السن، وهي أشد ما تكون فورة عند البلوغ؟!!

وفي عالمٍ العُرْيُ والسُّفور متاحٌ أمام الجنسين بالليل والنهار، صار المجتمع يُلقي بفِلْذَاتِ أكباده إلى النار بسذاجة دون أن يدريَ.

لو سألتِني عن الحل الأمثل لمثل هذه الفتاة، لقلتُ لكِ بلا تردد: إنه الزواج، فإن كان هذا الذي تراسله يصلح للزواج وترتضونه لها زوجًا، فليكن اليوم قبل الغد، وخاصة أنه قريب لكم وتعرفون عنه الكثير.

فإن قلتِ لي: هذا غير ممكن، فلن أندهش؛ فهذا حال الغالبية، ولكنكِ يا سيدتي تحيدين عن الحل الأمثل لحلول أقل تأثيرًا وفاعلية، وسوف أناقشها معكِ الآن.

أولًا:
1- هناك الكثير من الفتيات يُمارِسْنَ العادة السرية، والأهل لا يعرفون عن هذا الأمر شيئًا؛ لأن الفتاة تُحسِن أن تسْتَتِرَ ولا يراها أحد، وأتوقع أنكِ اكتشفتِ الأمر بالصدفة، وعلاج هذا الموضوع يكون بالتثقيف، وبيان أثر هذه العادة الضار عليها، فلو اعتادت على هذه الطريقة، فلن تجد لذة مع زوجها في المستقبل، وسوف تؤذي جهازها العصبي، وربما سبَّب لها هذا البرود الجنسي، دوركِ كأمٍّ تثقيف نفسكِ حول هذا الموضوع وآثاره الضارة، ومن ثَمَّ توجيهها وتعلميها.

2- التربية الدينية الصحيحة وبيان حرمة هذه الأفعال؛ لِما تشتمل عليه من خيالات وفساد أخلاق ودين، ومعلوم أن الفتيات قد يَقَعْنَ في هذا الذنب؛ بسبب قلة الوازع الديني، وقد يؤدي هذا لانصرافها عن الصلاة؛ ولهذا يجب متابعة موضوع الالتزام بالصلاة بدقة، وصوم النوافل إن أمكن؛ فمن حسنات الصيام حسن مراقبة النفس، وكلما زاد التزامها وتدينها، بعُدت عنها تلك الرغبات، وأيضًا حفظ القرآن، والصحبة الصالحة، والرياضة - عوامل فعَّالة للغاية في طريق الإصلاح.

3- فماذا إن لم تقلع عن هذا الذنب؟ نقول لكِ: تجاهلي الأمر، ولا تُظهري لها أنكِ قد رأيتِها، حتى يستمر خوفها وتستُّرها بالذنب، ولا تستهتر بردَّةِ الفعل، فقد يكون التوبيخ والضرب دافعًا للعناد والتحدي، أو أنها قد تجده ثمنًا لذلك، ويكون عندها استعداد لدفعه، ولنستمر في خطوات الإصلاح، فلا تتوقعي استجابة سريعة؛ فالتربية والثقافة تحتاج إلى وقت، وربما يحدث لها انتكاسات بعد التعافي من هذا الذنب، فلا يصيبنا اليأس أو القلق، فرحلة العلاج هذه رحلة طويلة.

ثانيًا: النقطة الأخطر هي علاقتها مع الجنس الآخر؛ فهذه نقطة حساسة للغاية، وتحتاج لمتابعة دقيقة، ورقابة لصِيقة، وخاصة إذا كان الخروج والاختلاط متاحًا لها بسبب الدراسة ونحوه.

1- فمتابعة مواعيد الخروج والعودة بدقة، ودون تضيق، والتأكد من الصحبة الصالحة في كل تحركاتها.

2- فكرة منعها من استخدام الهاتف، أو مواقع التواصل الاجتماعي قد تأتي بنتيجة عكسية؛ فيكون لها حسابات مجهولة لا تعرفون عنها شيئًا؛ ولهذا فيُسمح لها بالتواصل مع صديقاتها من حساب تتابعينه، وتتابعين تفاعلها مع الأصدقاء، ولا يُسمح لها بإضافة الغرباء.

3- ما زالت هذه الصغيرة تحتاج لتوعية بطبيعة العلاقات مع الرجال، وأن تفهم جيدًا أن الفتاة السهلة لا تلقى احترامَ ولا اهتمامَ الرجال، وأي رجلٍ محترمٍ لا يقبل أن يرتبط بمثلهن.

4- قصص تلك الفتيات التي تعرَّضن للخداع كثيرة ومشهورة، ويجب أن تكون دروسًا لها تتعلمها دون تَلْقِينٍ، فإذا قَصَصَتِ عليها شيئًا كهذا، فلا يكون بصيغة التحذير، ولا تنظري إليها تنتظرين رد الفعل، بل تُلقِين إليها بالعبرة، وتنصرفين عنها إلى موضوع آخر.

5- إذا كان والدها يعرف شيئًا عن الموضوع، فيجب أن يبقى بعيدًا، ويكون التهديد والتخويف من ردة فعله هي آخر ورقة تهددين بها، ولا تستخدميها أبدًا.

وأولًا وأخيرًا إن لم يكن الله في جانبكِ في كل حين، فلن تحققي شيئًا، وهو عز وجل الهادي عباده إلى الحق، فليكُنْ لجوؤكِ إليه في وقت السَّحَرِ، والدعاء هو المَعِينُ الذي تتزودين منه، عسى الله أن يقبل دعاءكِ، ويهديَها، ويُذهِبَ عنها كل سوء.





الساعة الآن : 01:40 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 31.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.98 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.30%)]