مختارات من قصيدة (عنوان الحكم)
مختارات من قصيدة (عنوان الحكم) د. محمد بن علي بن جميل المطري أبو الفتح علي بن محمد البُسْتي الكاتِب، له نَظْم في غاية الجودة، توفي رحمه الله في بُخارى سنة 401 هـ، ومن أشهر قصائده قصيدة "عنوان الحكم"، عدد أبياتها 63 بيتًا، وهذه 26 بيتًا مختارة منها: زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخيرِ خُسْرانُ[1] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكُلُّ وِجْدَانِ حظٍّ لا ثَباتَ له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإنَّ معناه في التحقيق فِقْدانُ[2] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا عامرًا لخَرابِ الدَّارِ مجتهدًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بالله هل لخرابِ العُمْر عُمْرانُ[3] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويا حريصًا على الأموالِ تجمعُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَنَسِيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ[4] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلن يَدومَ على الإحسانِ إمكانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكُن على الدَّهرِ مِعْوانًا لذِي أَمَلٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يرجو نَداك فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ[5] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مَنْ جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إليه والمالُ للإنسانِ فَتَّانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا خادمَ الجِسمِ كم تَشقى بِخِدمتِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ[6] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَقبِل على النَّفْسِ واستَكْمِل فضائلَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجسمِ إنسانُ[7] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif واشْدُدْ يديك بحبلِ الله[8] مُعتصِمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإنَّه الرُّكْنُ إن خانَتْكَ أَرْكانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مَنِ استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإنَّ ناصِرَه عَجْزٌ وخِذْلانُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لا تحسَبِ الناسَ طبعًا واحدًا فلَهُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غرائِزٌ لستَ تُحْصِيهنَّ ألوانُ[9] |
رد: مختارات من قصيدة (عنوان الحكم)
https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويا أخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكُلُّ كَسْرٍ فإنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gifيكن لِمثلِكَ في اللَّذَّاتِ إمعانُ[16] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما لِكَسْرِ قناةِ الدِّينِ جُبرانُ[17] ------------------------------------ [1] أي: الزيادة من متاع الدنيا إن شغل الإنسان عن طاعة الله خسران ونقص من حظِّه في آخرته، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]. [2] أي: كُلُّ ما يحصله الإنسان من متاع دُنْياه لا يثبت معه، فهو في الحقيقة فاقدٌ له عاجلًا أو آجلًا. [3] أي: يا مجتهدًا في عمارة الدنيا وهي فانية، هل لضياع عمرك عُمران؟! كلا، ما مضى من العمر لا يرجع. [4] أي: أنسيت أن سرور المال هموم وأحزان: في جمعه، وحفظه، وتصريفه، ومسؤولياته، وفقده؟! [5] أي: أعِنْ بمالك مَنْ يرجو كرمك وعطاءك، فالحُرُّ إنَّ وسَّع الله رزقه يعين الناس على شدائد الدُّنْيا بمعروفه. [6] أي: أيها المجتهد في خدمة جسده بالملذَّات والشهوات المُحرَّمة، عجبًا لك تطلب الربح فيما فيه خسران! [7] أي: احرص على تزكية نفسك بالإيمان والعمل الصالح وترك المُحرَّمات، فالنفس أنفس من الجسد، وهي الباقية بعد الموت في البرزخ، فالموت هو مفارقة الروح الجسد، وتبقى الروح إلى أن يعيدها الله إلى الجسد يوم القيامة، ولا يعني هذا ترك الاعتناء بالجسد بالمباحات، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]، ومن دعاء المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. [8] حبل الله هو القرآن الكريم، فاعتصم به بتعلُّمه وتدبُّره والعمل به واتِّباعه؛ فإنَّه يهدي للتي هي أقوم. [9] يعني: الناس طبائعهم مختلفة، فينبغي أن تراعي طبائعهم في معاشرتهم ومعاملتهم. [10] جذلان: فرحان، قال الله سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]. [11] إبَّان: وقت محدَّد، فالله يُمهل ولا يُهمِل، كما قال الله عز وجل: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38]. [12] البِشْر: طلاقة الوجه، والصحيفة: الوجه؛ أي: كن مبتسمًا بشوشًا، ولا تكن عبوسًا مقطب الجبين. [13] أي: الأمور لها أوقات مقدرة، وموازين دقيقة، فلا تستعجل حصول الأشياء قبل وقتها، ففي العجلة الندامة، قال الله تعالى: ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]. [14] أي: إن حصل لك فيها جفاء من أهلها أو لم يناسبك هواؤها وطعامها. [15] أكثر ما يكون الموت في سِنِّ الشباب والقوة، وقلَّ من يصل إلى سِنِّ الشيخوخة، فكبار السِّنِّ هم القلة الذين بقوا بعد موت أقرانهم الذين ماتوا في طفولتهم أو في شبابهم. [16] الشَّيب ينهى العاقل عن المبالغة في طلب الدنيا، فهو دليل اقتراب أجله، كفى الشَّيبُ والإسلامُ للمرء ناهيًا. [17] القناة: الرمح، والمعنى: مصيبة الدِّين بترك الفرائض واقتراف الآثام أعظمُ من مصائب الدنيا الفانية. |
الساعة الآن : 01:27 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour