كن إيجابيا في الحياة تكن فاعلا في العطاء
كن إيجابيا في الحياة تكن فاعلا في العطاء (1) يسعدني لمن يطالع هذا المقال، بهذا العنوان الجاذب لكل من يريد أن يعيش في إيجابية وعطاء، وأن يكون مصدرًا لإسعاد نفسه، والمساهمة في إسعاد الآخرين، وبناء المجتمعات البناء الإيجابي الفاعل - أن أقدم له مقتطفات من رسالتي للدكتوراة؛ بعنوان: "التفكير الإيجابي من منظور التربية الإسلامية مع إعداد حقيبة تدريبية لطلاب الجامعات السعودية"؛ فعسى أنَّ من يطالع هذا المقال المقتطف أن يجد فائدةً وإضافةً، تنير الطريق، وتجدد الفاعلية في الحياة بمنظورها العام: الشخصي والأسري، والمجتمعي والمؤسسي؛ فالإنسان في سلوكه هو نتاج لتصوره وتفكيره؛ فسلوك الشخص تابع لتصوره وتفكيره إيجابًا وسلبًا؛ لذا كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل التحديات والصعوبات التي مر بها خلال حياته الشريفة، بعيدة كل البعد عن التشاؤم والنظرة السلبية للأحداث والمواقف؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يمتلك تفكيرًا إيجابيًّا، ويربي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بعد ذلك إلى يوم القيامة على ذلك الجانب المضيء؛ فكان هديُهُ صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب الإيجابية في كل أموره، فكان صلى الله عليه وسلم إيجابيًّا في جميع حياته، ولو أن القيامة تلوح في الآفاق بنهاية الحياة الدنيا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: (( «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا تقوم حتى يغرسها؛ فليغرسها» ))؛ [ (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني) ]. فأي إيجابية أدل من هذا التوجيه النبوي في التعامل مع الأحداث والمواقف بالمنظور الإيجابي، حتى ولو قامت الساعة؟! أي: ظن الإنسان المسلم ظنًّا أكيدًا، أن القيامة بأشراطها ومواصفاتها التي جلاها الله في كتابه العزيز، وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة بقيامها؛ فإن التوجيه النبوي يكون بهذا الفكر الإيجابي، والنظرة الإيجابية؛ (( «فليغرسها» ))؛ أي يزرعها في التربة، ولا يترك عمل الخير والنفع، وإن لم يَرَه ويشاهده لقيام الساعة، وما يتعلق بها من أحداث مهولة ومرعبة. إن هذه النظرة الإيجابية، بعيدة المدى، التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم، على تربية صحابته وأمته عليها، من خلال هذا التوجيه النبوي – لهي - أي التفكير الإيجابي - وسام يتقلده كل مسلم ومسلمة، يعي هذا التوجيه في هذه اللحظات العصيبة، التي يتخلى كل أصحاب المنافع الدنيوية البحتة عنها؛ لأنها بجميع المقاييس والمعايير المنفعية الذاتية الآنية لا يصل صاحبها شيءٌ منها، ومن ثَمَّ فلا داعي لإضاعة الوقت فيها، إن كان هناك بقية وقت، فكيف والساعة تقوم، وتختل كل المقاييس البشرية؟ إن هذه التربية النبوية الإيجابية؛ لتوسيع الأفق والفكر والارتقاء بتفكير المسلم إلى هذه الدرجة الواعية المنتجة الإيجابية - لهي من الأسس الجوهرية في المساهمة الفاعلة في إعادة النهضة الحضارية الإسلامية إلى رونقها وأمجادها؛ فالتخلف الفكري الذي تعيشه الأمة الإسلامية في بعض جوانبها ناتج من ضيق الأفق الفكري، بسبب ضعف أو عدم توفر المعلومات الكافية للقيام بتفكير صحيح ومستمر، أو بسبب قصور العقل وتشوهاته مما يجعله عاجزًا عن القيام بعمليات تفكير إيجابي، وكثيرًا ما يجتمع السببان معًا، والأمم والمجتمعات التي تعاني من تخلف فكري واضح تجد نفسها في كثير من الأحيان عاجزة عن أن تفكر تفكيرًا سويًّا. ولذا أصبح تعليم التفكير في هذا العصر هدفًا عامًّا من أهداف التربية في كثير من دول العالم المتقدمة، وحق لكل فرد من أفراد المجتمع دون تفرقة بين فئة من فئاته، أو طبقة من طبقاته، ويتفق المسؤولون التربويون في تلك الدول المتقدمة على ضرورة تعليمه، وتعد اليابان من أبرز دول العالم التي تبنَّت سياسات وإستراتيجيات واضحة لتنمية التفكير لدى أبنائها؛ فتعليم التفكير والتعرف على طبيعته وماهيته من القضايا الجوهرية في التربية الحديثة، وزاد الاهتمام بهذا الجانب، بشكل ملحوظ في النصف الثاني من القرن العشرين، سيما عقد الثمانينيات منه؛ وذلك بسبب تغير الظروف والمعطيات، وبسبب ما تم اكتشافه على صعيد الطبيعة البشرية، مما يستدعي الانفتاح على الأفكار والمعلومات والملاحظات التربوية الجديدة، والاستفادة منها على أفضل وجه ممكن. لذلك فإن مسألة الاهتمام والعناية بجانب التفكير في العموم، والتفكير الإيجابي في الخصوص، لها أثر بالغ في تقدم الشعوب ورُقيِّ الأمم، وصناعة المواطنين الصالحين، القادرين على التعامل مع المشكلات التي يعاني منها المجتمع، بكل إيجابية، ورؤية وحكمة، وفاعلية مجدية لأنفسهم وأوطانهم ومجتمعاتهم، ويتحقق ذلك عندما يكون ذلك التفكير مرتكزًا على الموضوعية، وعلى عدد كافٍ من المقومات والقوانين النيرة المعترف بها. إن التفكير الإيجابي ضرورة في كل وقت وزمان، وتتأكد ضرورته في عالم اليوم، الذي أصبح يمثل قرية واحدة صغيرة، بل بيتًا واحدًا، بل ربما أضيق من ذلك؛ فلا يمكن التحكم بحال فيما يدخل وفيما يخرج منها، من خلال وصول وسائل الإعلام والتواصل إلى أضيق مكان محتمل؛ فهي تعج بكل جديد، وتناقش كل شيء يهم حياة الناس، بغض النظر عما يحمل ذلك الفكر المطروح من خلالها، من إيجابيات أو سلبيات على الصغير والكبير معًا. وهنا يتجلى دور التفكير الإيجابي في بناء شخصية الإنسان في العموم، والمسلم في الخصوص؛ فمن يمتلك تفكيرًا إيجابيًا، فهو يستطيع أن يتعايش مع ذلك الزخم، بعقل وفكر واعٍ؛ فيأخذ كل ما هو مفيد وإيجابي، فيوظفه لصالح نفسه ومجتمعه وأمته، ويطور ذاته، ويبتعد عن كل ما هو سلبي ضار على الفرد والمجتمع في نفس الوقت. لذا حرصت على طرح هذا المقال بهذا العنوان؛ فتبني الأفكار الإيجابية والحرص عليها، من العوامل الجوهرية المؤدية إلى تحقيق النجاح في الحياة؛ يقول جيوتمر: "في بداية أية مهمة سيكون توجهك هو العامل المؤثر، أكثر من أي عامل آخر، على نجاحك فيها"، ويقول أمرسون: "إذا أخبرتني بم يفكر الرجل؟ أقول لك: أي رجل هو؟" ويقول ماركوس أدريليوس: "حياتنا من صنع أفكارنا". فإن كانت تلك الأفكار إيجابية، كان واقع صاحبها كذلك، وإن كانت تلك الأفكار انهزامية وسلبية، كان واقع صاحبها كذلك بالضبط؛ فليحرص العاقل على اكتساب التفكير الإيجابي في جميع أموره، فهو مصدر قوة وحياة آمنة، ومن أعظم تلك المصادر للتفكير الإيجابي التفكيرُ الإيجابي من وحي الكتاب والسنة من منظور التربية الإسلامية؛ لأنه سيساعدك على التفكير الآمن في حل معضلات الحياة وتحدياتها التي هي جزء من طبيعة الحياة وتكوينها، فعند ذلك يزداد المسلم الإيجابي إقبالًا وتفاؤلًا، وثقة وقوة، ومهارة وتعاملًا مع تحديات الحياة وصعوباتها؛ لأنه سيتحرر من معاناة وآلام سجن التفكير السلبي وآثاره الجسيمة بهذا الفكر الإيجابي الذي يمتلكه، وبهذه الروح الإيجابية، فالإيجابي يستمتع أكثر، وينظر إلى الجانب المضيء بدلًا من أن يملئ رأسه بالأفكار السلبية، ويختار أن يكون سعيدًا بدلًا من أن يكون حزينًا؛ فكن إيجابيًّا في حياتك، تكن فاعلًا في العطاء. وقد أشرت فيما سبق إلى دور التصور والتفكير لدى الشخص في تبنِّي السلوك التابع له؛ فالسلوك الصادر من الإنسان أيًّا كان وضعه، وأيًّا كانت تلك السلوكات إيجابية أم سلبية؛ فالأصل لا تصدر إلا عن تصورات فكرية مسبقة في العقل الإنساني، تتحول منه إلى بقية الجوارح؛ كسلوكات عملية مشاهَدة للعيان؛ فالتربية الإسلامية من خلال مصدريها الأساسيين؛ الكتاب والسنة، تهتم بالبناء الفكري الإيجابي في كل نصوصها؛ وذلك لأن العقل عليه مدار التكليف والأحكام الشرعية ثبوتًا وعدمًا؛ لذا كان الخطاب القرآني موجهًا إليه مباشرة؛ فقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ} [محمد: 24]، {أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50]، {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس: 68]، {أَفَلَا يَنْظُرُونَ} [الغاشية: 17]، وغير ذلك؛ فالعقل هو الآلة المادية للتفكير، وفيه تتولد قدرة الإنسان على التصور وعلى التعبير، وكذلك على فهم المعاني والاستجابة للتعليمات؛ ولذا رفع الشارع القلم عن ثلاثة؛ كما ورد في الحديث، عن عليِّ بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (( «رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ» ))؛ [ (رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني) ]. ووجه الدَّلالة من إيراد هذا الحديث أنَّ المجنونَ لا عقلَ له، يفهم ويدرك به الخطاب ولا نيَّة، ولا خطابَ للشَّارِعِ بدونهما، وكذلك حال الصبي لم يكمل بعد إدراكه وفهمه للمعاني والخطاب، وكذلك النائم حتى يصحو ويستيقظ من نومه. فالإنسان - كما قال باسكال - ليس سوى آلة مفكرة، والفكر هو الذي يشكل عظمة الإنسان، ولأن الفكر هو الذي يشكل عظمة الإنسان، وهذه العظمة الإنسانية ترتبط بمقدار ما يحمل ذلك الفكر من إيجابية وفاعلية في الحياة، فإن من التقسيمات المشهورة لدى علماء الاختصاص، أن التفكير من حيث الفاعلية ينقسم إلى قسمين: • التفكير الفاعل؛ وهو الذي يتصف بأنه يتبع أساليب ومنهجية سليمة، ويستخدم أفضل المعلومات الدقيقة والكافية، وهو بحاجة إلى التدريب لفهم الأساليب، وتطوير مهارات استخدامها، وتوافر عدد من القابليات التي يمكن تطويرها من خلال التدريب. • التفكير غير الفاعل؛ وهو تفكير غير منهجي مبني على افتراضات باطلة أو متناقضة؛ للتوصل إلى استنتاجات غير مبررة، وإعطاء أحكام متسرعة، ويشمل التضليل واللجوء إلى فرض الرأي على الآخرين، والابتعاد عن صلب الموضوع، ويحكم على هذه الأشياء بمنظور أبيض أو أسود، ولا وسط بينهما. وأرى أن من خلال التقسيم السابق أن التفكير الفاعل هو الأقرب إلى التفكير الإيجابي، الذي يعلو بصاحبه في المكان والزمان، ويسمو به إلى خير الأقوال والفعال، وهو تفكير سليم، يمكِّن صاحبه من التكيف مع الظروف المحيطة به، والتعامل مع المشكلات والصعوبات والتحديات التي تواجهه، وذلك باستدعاء وتوظيف ما يملكه من معلومات ومهارات وخبرات، وكلما كانت هذه الأدوات صحيحة ومتطورة، كان مفعولها أقوى وأبقى، وعدَّد بعض الباحثين مجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية التي يمتاز بها أصحاب هذا التفكير الإيجابي، ومن الجميل ونحن نتطرق لهذا الموضوع الشائق، أن نتعرف على بعضها؛ لتكون شخصيتنا إيجابية، وتفكيرنا إيجابي؛ ومن ثَمَّ نكون مصادر إسعاد لأنفسنا ومجتمعاتنا، ولعل التعرف على تلك الخصائص الشخصية والفكرية لأصحاب التفكير الإيجابي، وصفاتهم، والعلاقة بين التفكير الإيجابي والإيجابية، نتطرق لها إن شاء الله في تكملة المقال في لقاء آخر؛ فكن جميلًا، ترَ الوجود جميلًا. ______________________________ _______________________ الكاتب: د. عوض بن حمد الحسني |
رد: كن إيجابيا في الحياة تكن فاعلا في العطاء
كن إيجابيا في الحياة تكن فاعلا في العطاء (2) الكاتب: د. عوض بن حمد الحسني استكمالًا للمقال السابق كن إيجابيًّا في الحياة تكن فاعلًا في العطاء (1) فيسعدنا أن نستكمل المقال، سائلين الله عز وجل للجميع العلم النافع والعمل الصالح. إن من الحقائق القرآنية التي لفت القرآن الكريم إليها الأنظار، قبل خمسة عشر قرنًا من الزمان، أن عملية التغيُّر من الإيجاب إلى السلب، أو العكس، لا تكون إلا عن طريق المبادرة الداخلية الذاتية للإنسان؛ ولذا عقب الله في أكثر من آية بهذه الحقيقة ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]. إن هذه الحقيقة المدوية في الأفق البعيد للبشرية جمعاء إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، تحمل في طياتها تفكيرًا إيجابيًّا؛ لمن يحمل أفكارًا إيجابية ويفكر فيها؛ فتكون حياتُه مستقرةً مريحةً آمنةً مطمئنةً والعكس كذلك ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]. وكان من حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يُربِّي صحابته رضي الله عنهم ثم أُمَّتَه من بعدهم على الفِكْر الإيجابي والنظرة الإيجابية التفاؤلية للتعامل مع الأحداث والمواقف حتى في أصعب الظروف والمحكات؛ فتأمَّل على سبيل المثال وليس الحصر في حديث زراعة الفسيلة والحث على ذلك حتى وإن كانت القيامة ستقوم، فهي تربية عقلية للمسلم على هذا النمط التفكيري والتعامل مع الأحداث والمواقف والمحكات بالنظرة الإيجابية التفاؤلية؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنْ قامَت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا يقوم حتى يغرسها فليغرسها))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد، وصحَّحه الألباني. إن هذه النظرة الإيجابية بعيدة المدى من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لتربيته أصحابه ثم لأمته من خلال هذا التوجيه النبوي؛ لهي- الإيجابية الحقَّة - ووسام يتقلَّده كل مسلم ومسلمة، يعي هذا التوجيه في هذه اللحظات العصيبة والمحكات المحرجة، التي يتخلَّى كل أصحاب المنافع الدنيوية البحتة عنها؛ لأنها بجميع المقاييس والمعايير المنفعية الذاتية الآنية لا يصل صاحبها شيء منها، ومن ثَمَّ لا داعي لإضاعة الوقت فيها، إن كان هناك بقية وقت، فكيف والساعة تقوم؟! وتختلُّ كل المقاييس والمعايير البشرية عند ذلك الحدث العظيم! إن هذه التربية النبويَّة لتوسيع الأُفُق والفِكْر والارتقاء بتفكير المسلم إلى هذه الدرجة الواعية المنتجة الإيجابية؛ لهي من الأُسُس الجوهرية في المساهمة الفاعلة في إعادة النهضة الحضارية الإسلامية إلى رونقها وأمجادها، إنْ وعينا وفهمنا تلك التربية النبوية! فالتخلُّف الفكري الذي تعيشه بعض أفراد الأُمَّة الإسلامية في بعض جوانبها، ناتجًا من ضيق الأُفُق الفكري، بسبب ضعف أو عدم توفُّر المعلومات الكافية للقيام بتفكير صحيح ومستمر، أو بسبب قصور العقل وتشوُّهاته؛ ممَّا يجعله عاجزًا عن القيام بعمليات تفكير إيجابي تفاؤلي، وكثيرًا ما يجتمع السببانِ معًا، والأمم والمجتمعات التي تُعاني من تخلُّف فكري واضح تجد نفسها في كثيرٍ من الأحيان عاجزةً عن أن تُفكِّر تفكيرًا سويًّا إيجابيًّا؛ ولذا أصبح تعليم التفكير في هذا العصر هدفًا عامًّا من أهداف التربية في كثيرٍ من دول العالم المُتقدِّمة، وحق لكل فرد من أفراد المجتمع دون تفرقةٍ بين فئةٍ من فئاته أو طبقة من طبقاته، واتفق المسئولون التربويُّون أيضًا في تلك الدول المتقدِّمة على ضرورة تعليمه، وتُعَدُّ اليابان من أبرز دول العالم التي تبنَّت سياسات واستراتيجيات واضحة لتنمية التفكير لدى أبنائها؛ فتعليم التفكير والتعرف على طبيعته وماهيته من القضايا الجوهرية في التربية الحديثة، وزاد الاهتمام بهذا الجانب، بشكل ملحوظ في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالذات عقد الثمانينيات منه، وذلك بسبب تغيُّر الظروف والمعطيات، وبسبب ما تم اكتشافه على صعيد الطبيعة البشرية؛ مما يستدعي الانفتاح على الأفكار والمعلومات والملاحظات التربوية الجديدة والاستفادة منها على أفضل وجه ممكن. لذلك فإن مسألة الاهتمام والعناية بجانب التفكير في العموم، والتفكير الإيجابي في الخصوص، لها أثر بالغ في تقدُّم الشعوب ورقي الأُمَم، وصناعة المواطنين الصالحين، القادرين على التعامل مع المشكلات التي يُعاني منها المجتمع، بكل إيجابية، ورؤية وحكمة وفاعلية مجدية؛ لأنفسهم وأوطانهم ومجتمعاتهم، ويتحقَّق ذلك عندما يكون ذلك التفكير مرتكزًا على الموضوعية، وعلى عددٍ كافٍ من المقومات والقِيَم والمبادئ والقوانين النيِّرة والمعترف بها، وما أوسع نطاق تربيتنا الإسلامية المستمدة من الكِتاب والسُّنَّة النبويَّة الصحيحة، على هذه التربية الإيجابية التي تصنع الفارق في حياة أتباعها، كما كان ذلك واقعًا مشاهدًا للعيان في فترة توهُّج التربية الإسلامية وملامستها لتطبيقات الحياة اليومية كجانب عملي سلوكي يرتبط بالدنيا والآخرة معًا، قال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]. فالتفكير الإيجابي هدف سامٍ يحُثُّ عليه الإسلام ويُنمِّيه في حياة أتباعه؛ ليعيشوا حياةً فاعلةً آمنةً مستقرةً نفسيًّا، تستند على أسس مقومات علمية واضحة، من كتاب الله ربِّها وسُنَّة رسولِها، صلى الله عليه وسلَّم في تعامُلِها مع الأحداث والمواقف اليومية والمحكات الحياتية، بنظرة تفاؤلية ترى الجانب الإيجابي لها وإن لم يكن ظاهرًا، وتتجاوز الجانب السلبي وتُقلِّصه من خلال تركيزها وتنميتها للجانب الإيجابي في كل ما يقدم لها الخير والفلاح في الدارين معًا؛ فَلْنَعِش حياةً إيجابيةً، تحمل المشاعر التفاؤلية، وتتغنَّى بالكلمات التحفيزية، وتتولَّد عنها الأفكار الإبداعية، وتسعى للنجاح في شتَّى مجالاتها، بخُطًا ثابتة وثَّابة مُتَّزنة واعية. وبعد هذه المُقدِّمة التأصيلية للتفكير الإيجابي؛ فجميل ونحن نتطرَّق لهذا الموضوع، أن نتعرف على بعض خصائص الشخصية الفكرية التي يمتاز بها أصحاب التفكير الإيجابي؛ لتكون شخصيتنا إيجابية، وتفكيرنا إيجابيًّا؛ ومن ثَمَّ نكون مصادر إسعاد لأنفسنا ومجتمعاتنا والآخرين، ولعل التعرُّف على تلك الخصائص الشخصية والفكرية لأصحاب التفكير الإيجابي، وصفاتهم، وكذلك العلاقة بين التفكير الإيجابي والإيجابية، تساهم في توجيه تفكيرنا لتبني هذا التفكير الفاعل في حياتنا وممارساتنا الحياتية كاستراتيجية فاعلة في حياتنا اليومية؛ لإسعاد أنفسنا ومجتمعاتنا بوهج هذا التفكير الفاعل في الحياة؛ فهيا نُحلِّق سويًّا أيها المتابع والقارئ؛ لنتعرف معًا على أبرز الخصائص الشخصية الفكرية التي يمتاز بها أصحاب التفكير الإيجابي، ومنها: • الرغبة في تحديد المشكلة، بكل دقة ووضوح، والمشكلة في مصطلحنا البحثي هي الشيء المحير الذي يحتاج إلى تفسير وحل مقنع بخطوات مدروسة ومحددة. • الحرص على متابعة الاطلاع الجيد على موضوع التفكير، وما يتعلق به من معطيات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191]. • استخدام مصادر موثوقة للمعلومات؛ فالإيجابي لا يعتمد على القيل والقال، ولا على ردود الأفعال، ولا على المصادر الواهية، إنما على مصادر موثوقة؛ فالحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره. • البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ "غزوة بدر، ورأي الحُبَاب بن المنذر رضي الله عنه في تغيير موقع جيش المسلمين، قال: يا رسول الله "ننزل أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم نصنع الحياض، ونغور - أي ندفن - ما عداها من الآبار؛ ثم نقاتل القوم؛ فنشرب ولا يشربون؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ أَشَرْت بِالرَّأْيِ)). • الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة والاستفادة منها في ضوء المحدِّدات القيمية والأخلاقية للمجتمع المسلم "سلمان الفارسي رضي الله عنه وفكرة حفر الخندق في عزوة الأحزاب لم تكن معروفة سابقًا في المجتمع العربي، وإنما هي فكرة جديدة وافدة من ثقافة أخرى". • البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة والاستفادة من الآراء المطروحة أثناء النقاش دون شخصنة، وتقزيم هذا أو إقصاء ذاك؛ فحديث أبي هريرة رضي عنه، وقِصَّته مع الشيطان، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكره الشيطان، وهو عدوُّ البشرية والإنسانية عن عظمة آية الكرسي وفضلها، وحفظها للإنسان من الشيطان، بقوله صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب)). • الاستعداد لتعديل الموقف أو القرار عند معطيات وأدلة موجبة لذلك (غزوة بدر ورأي الحُبَاب بن المنذر رضي الله عنه في تغيير موقع جيش المسلمين، عندما تحرَّك رسول الله إلى موقع ماء بدر، وبالقرب من مكان المعركة، نزل بالجيش عند أدنى بئر من آبار بدر، وهنا قام الْحُبَاب بْن الْمُنْذِرِ وأشار على النبي بموقع آخر أفضل من هذا الموقع قائًلا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ، لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ ولا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ: ((بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ...". • إصدار الأحكام واتخاذ القرارات في ضوء الأهداف المرسومة، وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المُتقلِّبة، حديث أسامة بن زيد حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((.. أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ))، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: ((إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا...))؛ رواه البخاري. • الالتزام بالموضوعية منهجًا للبحث والنقاش، ودراسة وجهات النظر المختلفة دراسةً مُتأنِّيةً باحثةً عن الحق والصواب، قال الإمام الشافعي رحمه الله: ((رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ)). • الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات، وإثارة التفكير باستمرار. • تأجيل اتخاذ القرار أو الحكم عند الافتقار للأدلة الكافية أو الاستدلال المناسب. وبعد استعراضنا لبعض خصائص الشخصية الفكرية التي يمتاز بها أصحاب التفكير الإيجابي، نتطرق للعلاقة بين التفكير الإيجابي والإيجابية؛ فمن خلال ما سبق عرضه في الموضوع، يتضح جليًّا العلاقة بين الإيجابية والتفكير الإيجابي؛ فلن يكون هناك تفكير إيجابيٌّ إلا من خلال وجود الإيجابية ابتداءً في تكوين النفس الإنسانية، ولن تكون هناك إيجابية إلا من خلال وجود تصور إيجابي، وهذا التصور هو عملية عقلية فكرية ابتداءً؛ لذا فإن العلاقة بينهما، هي علاقة الجزء بالكل؛ حيث إن التفكير الإيجابي هو جزء من الإيجابية، كما أن التفكير الإيجابي جزء من إيجابية الشخص الذي يفكر بطريقة إيجابية، ويمكن أن نقول: إن بينهما نوعًا من التطابق والتقاطع؛ فالإيجابية من وجهة نظري: اكتساب الفرد المسلم القدرة الذاتية، على التعامل مع المواقف الحياتية التي تمرُّ به في غالب أمره، مستقبلًا أو مرسلًا لها، مبرزًا وموظفًا الجانب الإيجابي لتلك المواقف؛ للارتقاء نحو الأفضل، ملتزمًا بالعلاقات الجيدة المنتجة مع النفس والآخرين، وفق السنن الإلهية في الأفراد والجماعات، أما التفكير الإيجابي فهو من وجهة نظري: التفكير المنبثق من الرؤية التفاؤلية للأحداث والمواقف اليومية التي يمُرُّ بها الفرد، من خلال اكتسابه القدرة الفكرية على اكتشاف الجانب الإيجابي لها، وإبرازه بطريقة تضفي إيجابية على الحياة دون وضع أي عائق سلبي من أفكار أو شعور أو تصرُّف، كل ذلك مؤطرًا بالنظرة الشمولية لمفهوم الإسلام بوصفه عقيدةً وشريعةً ومنهجًا للحياة الإنسانية. فالعلاقة بين الإيجابية والتفكير الإيجابي علاقة تكاملية كلية جزئية، فالإيجابية كل في سائر الإنسان، في فكره ونفسه وسلوكه المترجم في واقع الحياة، والتفكير الإيجابي جزء يتوقَّف على الجانب الفكري في الإنسان الذي يكون له انعكاسه المباشر على الجوانب الأخرى للإنسان النفسية والسلوكية في تمثُّل الجانب الإيجابي، وهذه المزية لا يتصف به سوى الفكر، فهو الذي يُوجِّه السلوك إيجابًا وسلبًا على حسب ما غُذِّي عليه من معتقدات وقِيَم ومبادئ وأفكار ورؤى. وقبل أن نختم مقالنا هذا بذكر خصائص وصفات المفكرين الإيجابيين؛ ليكتمل النسيج الفكري لبناء وعرض هذا الموضوع لتحقيق الهدف المرجو من نشره، نستريح معًا مع هذه الاستراحة "موقف وحدث"؛ لنتدارس ما فيها من فوائد تتعلَّق بطرحنا لهذا الموضوع. استراحة إيجابية: "وموقف وحدث": الموقف يقول: عندما تشعل قطع الفحم المخصص للبخور، تشتعل أطراف وتبقى أطراف أخرى أو قطع أخرى معتمة مظلمة، لم تشتعل؛ فهل ستنفخ على الجزء الصغير المشتعل، أم توجه جهدك بالنفخ على الجزء الكبير المنطفئ؛ ليشتعل ويُضئ لك المكان، وينبعث البخور بشكل أفضل؟! هذا سؤال مطروح للمناقشة، كل منا يناقش إجابته من خلال ما سيفعل هو من إجراء مع هذا الموقف، على أن يعدد بعض الفوائد التربوية المستنبطة من هذا الموقف والحدث، قبل أن يطالع ما لدي من طرح ووجهات للإجابة عن هذا التساؤل، خلال هذه الاستراحة. للإجابة عن هذا التساؤل خلال هذه الاستراحة أقول من وجهة نظري: لو حاول شخص ما، أن ينفخ في الجزء الكبير المُعْتم المظلم، فإنه لن يصل إلى شيء، وسيضيع جهوده، وطاقاته، ووقته، وربما يمل وينصرف قبل أن يتطيَّب بالبخور ذي الرائحة الجميلة، وسيكون من السذاجة بمكان أن نرى شخصًا ينفخ على الجزء غير المشتعل؛ لأنه لن ينجز هدفًا، أو يُحقِّق نتيجة، أو يقطع أرضًا، أو يُبقي ظهرًا، "كالمُنْبَتِّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى". ومن الفوائد التربوية المستنبطة من المثل السابق، ما يلي: • من الضروري للإنسان أن يُركِّز على الجزء المُضيء في حياته وفي عمله، حتى في مجتمعه، لكي يُضخِّمه ويكبره ويزيده اتساعًا؛ ليشمل باقي مناطق حياته المُعْتمة. • على الشخص أن يعرف أن الكل ينفخ، وليست هذه المشكلة؛ بل المشكلة في أن البعض ينفخ في الاتجاه الخاطئ، وهذا يعطي درسًا أن كون الإنسان ينفخ، فهذا لا يعني أنه على الطريق الصحيح، وهكذا الناس، تراهم ينهضون من النوم، ويتحرَّكون ويذهبون للعمل، ويتعبون، ويُكِدُّون؛ لكنهم ليسوا بالضرورة، أنهم "ينفخون" في الاتجاه الصحيح؛ لذا تضيع حياتهم سُدًى، وأعمارهم هباء، وأحلامهم أدراج الرياح، فليس المُهِمُّ أن تعيش؛ بل المهم كيف تعيش. • فالإيجابي يعيش والسلبي يعيش، والمتفائل يعيش، والمتشائم يعيش، والسعيد يعيش، والحزين يعيش، والطموح يعيش، والذي لا هدف له أيضًا يعيش، كلنا نعيش؛ لأن هذا شيء طبيعي، المهم كيف نقضي أيامنا؟ وفي أي اتجاه أو منطقة ننفخ؟! • إن التركيز على الشيء الإيجابي في الحياة (الجزء الصغير المشتعل)، ونفخ فيه؛ لهو الاستثمار الحقيقي للوقت والجهد، لكي يتسع ويزيد، ويعود الشخص نفسه على التركيز على الإيجابيات في شخصيته، والأشياء الناجحة في عمله، واللحظات السعيدة في عمره، والصفات الجميلة في أولاده، والإنجازات المفيدة في مجتمعه ووطنه، فبالنفخ فيها والعمل عليها، والتحدُّث بها، يتشجَّع الآخرون السلبيُّون المعتمون، ذوو النظارات السوداء للخروج من بؤرة نظرتهم السوداوية المعتمة ليتوقفوا عن النفخ في الجزء المظلم السلبي في حياتهم (الجزء الكبير المعتم). • إن من القضايا الثقافية المهمة في تنمية التفكير الإيجابي في الفرد والمجتمع إشاعة تقدير الذات، وتقدير الشيء الإيجابي وإن كان صغيرًا، والتغاضي عن الشيء السلبي وإن كان كبيرًا، حتى يستطيع الشخص تجاوُزه، والتعامُل معه، وتغييره، لكي يضيء، ويشتعل من جديد، فبدلًا من أن تلعن الظلام، أوْقِد شمعةً تُضيء الطريق للسائرين! أخيرًا: وبعد الإلمام بما سبق عن التفكير الإيجابي من حيث النشأة والمفهوم، والفلسفة، والعلاقة بين التفكير الإيجابي والإيجابية إلى الاستراحة "موقف وحدث" السابق ذكرها؛ فأرى أن نختم هذا المقال بزبدة الموضوع، وهي خصائص وصفات المفكر الإيجابي؛ ليتسنَّى الاستفادة منها في واقع حياة الفرد ليكون إيجابيًّا في تفكيره وحياته اليومية، ومن هذه الخصائص والصفات ما يلي: • يبحثون عن الأفكار قبل أن يحصلوا عليها. • لديهم الميل والقوة الدافعة بعد توفيق الله وطلب العون منه لتحقيق ذواتهم وتحسين صُورِهم لأنفسهم أولًا وللآخرين ثانيًا. • أكثر وَعْيًا بجوانب القوى المُشْرِقة لديهم، وكذلك في نفس معرفتهم بالجوانب التي تحتاج إلى تطوير وتحسين في أدائهم، ففاقِدُ الشيء لا يُعطيه. • يحبُّون التحدِّي المعقول، فيقبلون الأمور الصعبة على أنها طريق لنجاحٍ غالٍ. • لديهم القدرة على العودة إلى أوضاعهم الطبيعية بعد المواقف الضاغطة، ولا يستمر لديهم الإحساس بالضغط أو الغضب أو القلق أو الإحباط فترةً طويلةً. • لديهم وعي واضح بالعلاقة التفاعلية بين المشاعر والأفكار والسلوك. • الإحساس المستمر بالحيويَّة والحماس وسرعة تجديده. • يُشجِّعون أنفسهم على اكتساب فرصٍ للتغيير والتطوير. • يقبلون وجهات نظر الآخرين ويُقدِّرون أصحابها، وإن لم يتقبَّلوها كفكرةٍ وسلوكٍ إيجابيٍّ. • أهدافهم محددة، وأولويَّاتهم معينة. • النظرة الشمولية للأحداث والأشخاص والبُعْد عن النظرة الأحادية المتطرفة. • لديهم القدرة على الاسترخاء الطبيعي والتحكُّم في التغيرات التي تحدث في الوجه والتنفُّس، وضغط الدم أثناء المواقف والأحداث الصعبة. • دائمًا ما يُركِّزون على نجاحاتهم ويستخدمون جملًا لفظية تدعم هذا النجاح في أبسط صورة ممكنة. • لديهم القابلية للتدريب والتطوير على كل ما هو مفيد وجديد من أي مصدر كان ما لم يخالف أو يُعارض دينهم وعقيدتهم التي يؤمنون بها. والحمد لله ربِّ العالمين. |
الساعة الآن : 06:32 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour