ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   الفضفضة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=288684)

ابوالوليد المسلم 07-02-2023 05:05 PM

الفضفضة
 
الفضفضة
نهى فرج

الفضفضة يراها البعض أنها احتياجٌ ضروريٌّ للبشر، ولكن:
مع مَنْ يُمكن أن تكون الفضفضة؟
وما هدفُنا من الفضفضة؟
هل من أجل معرفة حلٍّ لما يشغلُنا ويُرهقُنا؟
أم أنها فضفضةٌ فقط لمجرد الفضفضة؟

أحيانًا نحتاج إلى مَنْ يساعدُنا، ويُرشدنا ويُوجِّهُنا إلى السبيل الأمثل، وربَّما نكون بحاجةٍ إلى مَنْ يُؤكِّد لنا أنَّ ما توصَّل إليه ذهنُنا هو الصواب والخيار الأفضل؛ فنُريد أن نسمعَ صوتًا يُشجِّعُنا ويقول لنا: حقًّا رأيُكَ هذا سليمٌ، ولا تتردَّد فيما عزمْتَ عليه.

وتارة تكون الأمورُ غامضةً مُظلمةً، وقد نشعُر بالعجز عن إيجاد وسيلة مناسبة، فنحتاج إلى مشاركة مَنْ نثِقُ بهم؛ لعلَّهم يأتوننا بما هو مناسبٌ لنا.

أتعرفين يا حبيبتي؟ للنفس حواراتٌ وكلماتٌ وأفكارٌ تراوِدُها وتُداعِبُها، وربَّما تُناديها، فأنصتي إليها إن كانت أفكارًا إيجابيةً مُحفِّزةً لكِ، أمَّا إن كانت أفكارًا تجلب عليكِ الهمومَ والقلقَ أو الغضب والمشاعر السلبية، فتوقَّفي عن سماعها، ولا تسمحي لها بالسيطرة عليكِ؛ فتلك الأفكارُ ضارَّةٌ ومؤذيةٌ لكِ.

ميِّزي بين أفكاركِ الإيجابية النافعة وأفكاركِ السلبية.
قد تكون لكِ أختٌ مُقرَّبةٌ إلى قلبكِ، تثقين بها وبرزانة تفكيرها، أو صديقةٌ وفيَّةٌ تسمعُكِ وتنصحُكِ نصيحةً صادقةً نافعةً لكِ، فتُفكِّرين في سماع مشورتهما والاستفادة منهما.

وقد يتعذَّر عليكِ وجودُ مَنْ تُفضفضين معه، وقد ينتابُكِ شعورٌ أن لن يفهمَكِ أحدٌ، أو يقدر على معرفة غرضك من الفضفضة معه، حينها ستفضِّلين الفضفضة مع نفسك والتحدُّث إليها وحدها.

أفضل أنواع الفضفضة هي الدعاء إلى الله ومناجاته، اطلُبي منه المعاونة فهو المالك الخالق لكِ، وهو وحدَه الأعلم بنفسكِ وبدواخلها وبما هو أفضل لكِ.

حتمًا سيرتاح بالُكِ وعقلُكِ وقلبُكِ، وستزول حيرتُكِ إن استعنتِ بالله العليِّ العظيم؛ فهو الصمَد القادر على تلبية مقاصدِكِ وحوائجكِ.

ولا تنسي فضل الاستخارة إن تعذَّر عليكِ إيجادُ حلولٍ لما في خاطركِ، وحتى إنْ لم يتعذَّرْ عليكِ، فاستخيري الله في كل أموركِ، فمن شأنه إرشادكِ نحو السبيل المستقيم.

لا تتسرَّعي بطلب يد العون من البشر، ولا تُرهقي نفسَكِ في كيفية تدبير أموركِ، وابتعدي عن القلق الزائف.
كوني على يقينٍ أنَّ مَنْ توكَّل على الله فهو حسبُه وكفى.


الساعة الآن : 12:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.05 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]