ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أفكر في خاطبي بعد أن تركني (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=287668)

ابوالوليد المسلم 17-01-2023 05:06 PM

أفكر في خاطبي بعد أن تركني
 
أفكر في خاطبي بعد أن تركني
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة تقدَّم إليها شاب مغترب ليخطبها، وقد حدَّثها عبر الفيديو، فارتاحت له، لكنه بعد ذلك تعلَّل وترَكها، وهي ما زالت تتذكَّره.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل مدة أتت أمٌّ وابنتها لخطبتي لابنهم الذي لم يحضُر معهم؛ لأنه مغترب، وقد أعجبتُهما، فطلَبَا مني أن أُسافر إلى ابنهم، وقد سأل أهلي عن هذا الشاب، فأشاد الجميع بأخلاقه وأدبه.


وبعد أن ردَّت أمي بالموافقة، تحدَّثتُ معه عبر الفيديو مرتين، وكان بيننا قبولٌ وانسجام، وكان يُخبرني بتفاصيل يومه، فأحببتُه ووجدتُ فيه الزوج المناسب.


اتَّفقنا على أننا سنتحدث مرة ثالثة، وستكون الأخيرة، وفوجِئت أثناء الحديث بتوتُّره في البداية، فسألني: هل يكفي الفيديو ليقرِّر أحدهم قرار الزواج؟ فطلبتُ منه أن يأتي إلى البلد ويراني، فأخبرني أنه لا يستطيع، فأنهينا الحديث، وقال لي: سيُقرِّر ويرسل الرد مع أمِّه، وبعد يومين أخبرني - عن طريق رسالة - أنه صلى استخارة وارتاح، لكنه لا يستطيع أن يقرِّر أمر الزواج بناءً على محادثة فيديو، وطلب مني أن أُنهي الموضوع مع أهلي؛ لأن أهله متحرِّجون من أهلي، وقد أخبرتُ أهلي بهذا الأمر، فغضبوا جدًّا لتصرُّفه هذا، وبعد يوم اتَّصلت أمُّ الشاب بنا لتسأل أمي عن رأيي، فتعجَّبنا من الأمر وعرَفنا أن الشاب لم يتواصل مع أمِّه، ولم يُخبرها بشيءٍ، وأن أهله ما زالوا ينتظرون ردِّي! أخبرتْها أمي بما حدَث، فغضِب أهله جدًّا مما فعل، وانتهى الموضوع.


مررتُ بوقتٍ صعب كي أتقبَّل ما حدَث، تقرَّبت من الله، وعلِمت أن الخيرة فيما اختاره الله، وبدأتُ في حفظ القرآن والوِرد اليومي، وممارسة الرياضة، والإكثار من الاستغفار، وسؤال الله أن يصرِفه عن قلبي، لكنه إلى الآن يخطر ببالي يوميًّا، فهل أدعو الله أن يُرجعه إليَّ، أم أدعو الله أن يرزُقني زوجًا صالحًا دون ذكر أسماء؟



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فملخص مشكلتك أن شابًّا في بلد بعيد خطَبك، ثم انصرَف متعذرًا بعدم كفاية مكالمات الفيديو، ثم حزنتِ عليه وتفكِّرين فيه كثيرًا.

فأقول ومن الله التوفيق: يبدو والعلم عند الله أن انصرافه عنك ليس لأنه لم يرك مباشرة كما يتذرَّع بذلك، بل لأنه صرف قلبه، ولكنه لم يستطع التصريح بذلك، لا لكِ ولا لأهله، وهذا واضح جدًّا من قولك: إنه كان في المكالمة الأخيرة متوترًا.

أما تعلُّقك به، فلأنه أعطاك من الكلام الطيب ما شرَح صدرك له، وحبَّبه إلى قلبك، ثم انتُزِع منك فجأة، وعمومًا عليك بالآتي:
الاستمرار في الدعاء بتيسيره إن كان خيرًا وصرفه إن كان شرًّا، وصرف قلبك عنه وتعويضك خيرًا منه.
الاسترجاع، وله شأن عظيمٌ في الثبات، وتعويضك خيرًا مما أُخِذ منك.
الإكثار من الاستغفار.

وتذكَّري قوله سبحانه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

ومما يُسليك أن تتذكري قوله سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، قال علقمة عند هذه الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم لها ويرضى.

ومقتضى الآية أن ما أصابك قدرٌ سابق كتَبه الله، وأنه خير عظيمٌ لك إذا صبرتِ واسترجعتِ، وأنه شرٌّ صرفه الله عنك.

واعلمي أن الزوج الذي كتبه الله سيأتي حتمًا في وقت كتبه الله، لن يَمنعه أحدٌ.

وأخيرًا: لا يصلح التوسع في الكلام بين الخطيبين مع ما قد يصاحبه من ضحكات وتغنُّج ولينِ قولٍ، ولأنه ما زال أجنبيًّا عن المرأة.

حفِظكم الله وفرَّج كُربتكم، وعوَّضك خيرًا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.





الساعة الآن : 03:40 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.90 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]