أشك في خطيبي مع أنه حسن الخلق!
أشك في خطيبي مع أنه حسن الخلق! أ. أسماء حما السؤال: ♦ الملخص: فتاة مخطوبة لشابٍّ على خُلُق ودينٍ، أصابَتْها وساوسُ الشك فيه، وأحلام مزعجة، وتريد حلًّا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة مخطوبة، وحياتي أصبحتْ يائسةً تعيسةً سلبيةً، وأفكاري أصبحتْ سوداوية، وأبكي بصورةٍ مستمرة، وأتوقَّع الشرَّ قبل الخير، وأشك في حبِّ الناس لي، وأشعر أنَّ جميع الناس منافقون، ودائمًا أفكِّر في خيانة خطيبي لي، مع أني لَم أرَ منه شيئًا مِن هذا القبيل، وأتخيَّل أنه يخدعني، بالرغم مِن حبه الشديد لي، ومعاملته الحسنة وكرمه وأخلاقه. خطيبي على دين وخلق، وأخبرني أنه لم يفعل الحرام طوال حياته، لكن مِن داخلي أشك فيه، وأقول في نفسي: ربما لا يكون صادقًا معي، وأصبح هذا التفكير يشغَل حيزًا كبيرًا مِن تفكيري، وأُصبتُ بفقدان الشهية، وهبوط شديد في الوزن. أهْمَلْتُ شكلي الخارجي، وأصبحت الأعمال المنزلية صعبة، وأُصبتُ بكسلٍ وإرهاقٍ، وشُحوب في الوجه، ولا أستطيع إكمال دراستي أو دخول الامتحان! تُراودني الكثير مِن الأحلام الغريبة والمخيفة أثناء النوم، وأحيانًا مثل هذه الأحلام تراها أمي وأخواتي، مثل خطبتي لشخصٍ آخر غير خطيبي، وأحلام أخرى مخيفة. وأنا أرتاح عند جلوسي الطويل في الحمام، وأيضاً تأتيني خواطر جنسية وتفكير في ذلك. أما علاقتي بأمي فهي متوترة جدًّا، وأمي تُشعرني أني سيئة، وهذا يُبكيني. فأخبِروني كيف أُغيِّر مِن نفسي وحياتي؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك، ونشكرك على ثقتك في شبكة الألوكة. أتساءل: لماذا تشكِّين في خطيبك؟ رغم أنه لَم يبدُ منه ما يُثير شكك أو يُصدق ظنونك. أتساءل أيضًا عن طبيعة علاقتك بوالدتك؟ ولماذا هي متوترة؟! فهل قبلت خطوبتك مِن هذا الشاب مِن تلقاء نفسها؟ أو وافقت عليه تحت ضغطك وإصرارك وما زالت منه نافرة؟! فتأتيها الأحلام كحديث نفس بسبب رفضها له؟ وهل أحلام والدتك وأختك عنك سبب في زرع هذه التهيؤات في عقلك؟ والأصلُ ألا تخبرك والدتك بما رأتْ في منامها، فالحلمُ الذي يخاف منه الإنسانُ ويرتاب، يستعيذ منه بالله مِن الشيطان الرجيم، وينفث عن شماله، ولا يخبر به أحدًا، وبإذن الله لا يقع، وربما أحلام والدتك وأختك ما هي إلا أضغاث بسبب خوفهما وقلقهما عليك. لماذا تجدين صعوبةً في الصلاة وقراءة القرآن؟ هل لأنك تتثاقلين في أدائها؟ ففي الصلاة الراحة والسكينة، وعلاقة الإنسان الصادقة بربه، ودعوته التي لا ترد بإذن الله، فهلا جعلت الصلاة بابًا لراحتك، ومَنفسًا لهدوئك وخَلاصًا من أحزانك؟ أمَّا بالنسبة لجُلوسك الكثير في الحمام، فلا أدري سببه، فإن كنتِ تُلمحين أنَّ بك مَسًّا أو عينًا أو سحرًا بسبب جلوسك في الحمام أو الأحلام، فليس فيك إلا الخير بإذن الله تعالى، وأنت أدرى بأسباب ذلك. أما تفكيرك في الجنس أختي الكريمة؛ فالجنسُ حاجة فَطَرَها الله في البشَر، وشرع لأجلها الزواج؛ ليعيشَ الإنسان حاجته الفطرية بطُهر وكرامة، وينشئ مِن خلاله بيتًا طيبًا طاهرًا، وأسرة مستقيمةً، ويُنجب أطفالًا يُزَيِّنون حياته، وقد ذكرتِ أنك مخطوبة وعلى وشك الزواج فقد يكون هذا من أسباب التفكير أيضاً. أنت فتاة طيبة بإذن الله، وفقك الله برزق حلال طيب، وهي خطبتك لهذا الشاب، وما الأحلام المخيفة إلا قلقٌ داخلي بسبب حبك لخطيبك، وخوفك أن تبتعدي عنه، وشيء مِن وساوس الشيطان التي تأتي لتنغِّصَ حياة الإنسان. تقرَّبي إلى الله بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، وتعاهدي وخطيبك أن تبنِيَا أسرةً طيبةً مستقيمةً، وأن تصونَا جسدكما عن الحرام، وتَصُونا قلبكما عن التفكير فيما لا يحلُّ خارج إطار الحلال، وأكْثِري مِن قول: "اللهم أغْنِني بحلالك عنْ حرامك، وبفَضْلك عمَّن سِواك". أسأل الله أن يُعَجِّل بزواجك، ويُريح قلبك وقلب والدتك، ويزيل عنه الوساوس والقلق |
الساعة الآن : 03:42 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour