الإعجاب بالنفس بعد العمل الصالح
الإعجاب بالنفس بعد العمل الصالح محمد الحمود النجدي إذا دخل على الإنسان عُجب بعد العمل الصالح ، أو خوف من الرياء فعليه أن يطرده ويحاربه ويستعيذ منه بقوله “اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم ” كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومثل هذا الشعور ينتاب كل إنسان ، لكن عليه أن يستحضر الإخلاص ، ويستغفر الله تعالى ، ويتذكر أنه لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، فلولا أن الله تعالى أعانه على أداء هذا العمل ما أطاق فعله ، فلله الحمد أولا وآخرًا . وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : ” يا معاذ والله إني لأحبك ، أوصيك يامعاذ : لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم وهو صحيح . ولايجوز أن يترك العمل الصالح خوفا من الرياء ، لأن هذا من خطوات الشيطان ، لتخذيله عما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال . أما مجرد الفرح بالعمل الصالح فإنه لا ينافي الإخلاص والإيمان ، فقد قال سبحانه : ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ( سورة يونس : 58 ) أي إذا حصل الهدى والإيمان والعمل الصالح ، وحلت الرحمة الناشئة عنه ، حصلت السعادة والفلاح ، ولذلك أمر تعالى بالفرح بذلك . وقال عليه الصلاة والسلام : ” إذا سرَّتْك حسنتُك وساءتْك سيئتُك فأنت مؤمن ” . رواه أحمد وابن حبان وغيرهما من حديث أبي أمامة وهو حديث صحيح . وكذا لو أثنى الناس عليه وعلى عمله الصالح ، فإن هذا من بشرى الله تعالى له العاجلة ، فقد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟ قال : ” تلك عاجل بشرى المؤمن “. رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه . وهو دليل رضي الله تعالى عنه ومحبته له ، فيحببه إلى الخلق . نسأل الله تعالى للجميع صلاح النية والعمل . |
الساعة الآن : 03:41 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour