من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه أحمد قوشتي عبد الرحيم من القواعد العظيمة المطردة التي دلت عليها نصوص الشرع ، وحقائق الواقع ، وتجارب الخلق : أن ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) لكن بعض الناس يضيقون هذا المعنى الجليل والواسع ، حينما يظنون أن العوض محصور فقط في أمور مادية عاجلة ، مثل المال أو الصحة أو الجاه أو الزوجة والولد أو تيسر أمور الدنيا عموما . وصحيح أن تلك الأمور قد تحصل لبعض الناس ، ويرون أثرها العاجل هنا في الدنيا جزاء ما تركوه ابتغاء وجه الله ، لكن يبقى أن العوض - كما نبه أهل العلم - أنواع مختلفة ، منها المادي ومنها المعنوي ، ومنها المعجل والمؤجل . وأجل ما يعوض به الرب عبده الذي ترك شيئا ابتغاء وجهه : المعرفة الحقة بالله ، وأسمائه وصفاته وأحكام دينه ، ومحبته سبحانه ، وطمأنينة القلب به والاستغناء به عن كل ما سواه ، والرضا به ربا وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا ، وقوة القلب ، ونشاطه ، وفرحه ، والبركة في العمر ولو قصر زمانا ، وذاك كله من النعيم المعجل ، ورحمة ربك خير مما يجمعون . |
الساعة الآن : 05:17 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour