الشيب والموت في الشعر
الشيب والموت في الشعر محمد حمادة إمام يَحُلُّ المشيبُ، فَيَدِبُّ الوهنُ، ويَسْري العجزُ - غالبًا - في الجسم، عندئذ يكون التفكير في الموت، وكثرة التفكير فيه تؤدِّي إلى الخوف منه، وترقُّبِه وانتظارِه، "فالإنسانُ يموت منه كلَّ يوم شيءٌ، وشجرتُه لا تزال تتساقط ورقاتها وزهراتها واحدة في إثْرِ أخرى حتى تصوَّح وتَعْطَب. "[1]. قال قيس بن عاصم: "الشيب حطام المنيَّة." وقال المعتمر بن سليمان: "الشيب موتُ الشعر، وموت الشعر علة لموت البشَر"[2]. و"عندما يَضعُف جسمُ الفرد في منتصف العمر[3]، وتبدأ علامات الشيخوخة، تسيطر على الإنسان ألوانٌ جديدة من الخوف، لم يألفها من قبل؛ فيخاف من الشيخوخة نفسِها وما تحمله من مرارة، وخوفُه من الشيخوخة هو خوفُه من اقتراب النهاية، ويؤدي به هذا الخوف إلى الهروب من كل حديث، أو حوار، أو تفكير، يدُور حول هذا الموضوع، ويذكِّر به. يخاف الفردُ من المرض لخوفه من الموت؛ فلم تعد صحته من القوة بحيث تقاوم الأمراضَ المختلفة، التي قد تصيبه في شيخوخته، وهو في مرضه كثيرُ الهواجس والأوهام، جَهْمُ الوجه، عابس المحيَّا، يستغلق عليه الأمر، ويقوده إلى الظنون، وينتابُه خوف يهتك حجُب القلوب. ينظر الإنسان حوله، فيرى رفقاءَ صِباهُ يذهبون إلى غير ما رجعة، فيدرك أن جِيلَه قد بدأ ينقضي بموت أفراده؛ ولذا فهو يخاف الوحدة الرهيبة، أو العزلة القاسية، التي لم يتعوَّدها من قبل، وتزداد مرارة هذه الوحدة كلما انفضَّ مِن حوله أولادُه وأهله، وذلك عندما تشغلهم وتلهيهم معارك الكفاح الشديد في سبيل تحقيق مطالب الحياة، وقد يخامره شعور غريب بأنه إنسان غير مرغوب فيه، لا في الدار، ولا في العمل."[4] فهذا "أبو الأصبغ"[5]، يرى أن المشيبَ نذيرُ موتِه، بعد أن ارتآه سالبَه الشباب، ومبليًّا ثوبَه القشيب، وآتيا على عيشه الرطيب؛ لذلك كان هاجرَه، ومسيئًا إليه، وطاردَه، وهذا حال الكثير - إن لم يكن جميعهم. ".. جرى ذكْر المشيب، وذمُّه في مجلس للأمير عبد الله، وكان يكره الشيب، فسأل عن أحسن ما يُروى في هذا الباب؟ فقال له أبو الأصبغ: أحسن ما قيل فيه عندي... قول الأول؛ أي: قول شاعر قديم:[6] [ من الطويل] أقولُ لضِيفِ الشَّيَبِ، إِذْ حَلَّ مَفْرِقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نصيبُكَ مِنِّي جَفْوَةٌ وقُطُوبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حرامٌ علينا أن تنالَك عِنَدَنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كرامةُ بِرِّ أو يمَسَّكَ طِيبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فاستحسَن الأميرُ عبدُ الله البيتين، وأمَر أبا الأصبغ أن يزيد فيهما، فزاد عليهما أبو الأصبغ في المجلس نفسِه أبياتًا هي: فيا شَرَّ ضَيْفٍ حَلَّ بي وحُلُولُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُخَبِّرُنِي أَنَّ المماتَ قَريبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأنَّ جديدي كُلَّ يَوْمٍ إِلى بِلًى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأنِّيَ مِن ثوبِ الشَّباب سَليبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فما طِيبُ عَيْشِ المرْءِ إلا شَبَابُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليس إذا ما بان عنه يَطيبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سأَقْرِيكَ، يا ضيفَ المشيبِ قِرَى القِلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فما لك عندي في سِواهُ نَصيبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأَبْكِي عَلَى مَا قَدْ مَضَى مِن شَبيبَتِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بُكاءَ مُحبٍّ قَدْ جَفَاهُ حَبِيبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مَضَى - مُسْلِمًا - لَهْفِي عليه! مَدَى المدَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فليس إلى يوم التَّنَادِ يَؤوب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فهذه الأبيات وقصَّتُها، توضِّح مدى بُغض البشَر للمشيب؛ لأمور منها: سلبُه ثوبَ الحبيب - الشباب -، وإنذارُه بِقُرْب الممات. وفوق هذا، فهي ناطقة بمقدرة الشاعر على قرْض الشِّعر" رَوِيَّةً وبديهةً، وأنه كان حَسَنَ التحديث في الجدِّ والهزل، وشِعرُه كثيرُ المعاني، سهل، عذب، وأبرز فنونه الأدبُ والوصف"[7]. ويَرى ابن عبد ربه - كذلك - في المشيب شاهدًا على المنيَّة؛ فنجومُه ساطعة لا تغيب، تزداد استحكامًا بمرور الأيام، وتعمل على الفتْك بالأنام؛ فيقول:[8] [ من الوافر] نُجومٌ في المَفَارقِ مَا تَغُورُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا يَجْري بِها فَلَكٌ يَدُورُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنَّ سوادَ لِمَّتِه ظلامٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَغَارَ مِن المَشِيبِ عَلَيْه نورُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: الشيب والموت في الشعر
ألَا إنَّ القَتِيرَ وَعيدُ صِدْقٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لنا لو كانَ يَزْجُرُنَا القَتِيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نذيرُ الموتِ أَرسَلهُ إلينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فكذَّبنا بما جَاءَ النَّذيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقُلنا للنفوسِ لعلَّ عُمْرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يطولُ بنا وأطْولُهُ قَصِيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif متى كُذِبتْ مِواعدُها وخانت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأوَّلُها وآخرُها غُرُور https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ... الخ الأبيات. فشتَّان بين نجوم المشيب، التي لا فلَك لها، ولا تغيب، وبين نجوم السماء؛ فالأولى تدفع فَتَاءَةَ الشباب ونضارته، والأخرى تقع على ظلام الليل وحُلكَته. وخصَّ الشاعر المَفارق بالذكْر؛ إذ إنها أول ما يظهر فيه الشيب، نذير الموت، ودليل الفوت، وزاجر النفسِ عن الآمال والأماني. وهذه الأبيات - في مُجمَلها - توحي بجَزَعِ المرء من المشيب، عظيمِ العدْو في عمود البَدَن، وتدعو الشِّيبَ اللاهين إلى عدم الركون إلى الدنيا والاطمئنان بها؛ فهي خوَّانة، غدَّارة، غرَّارة. وله – أي: ابن عبد ربه - "عندما وَهَتْ شِدَّته، وبليَتْ جِدَّته، وهو آخر شِعر قال، ثم عثَر في أذيال الردى وما استقال، وقد بلغ سنَّ عوف بن محلم، واعترف بذلك اعتراف متألمِّ"، فيقول:[9] [من الطويل] كِلَاني لِمَا بي، عاذليَّ، كَفَاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طَوَيْتُ زَمَاني بُرْهةً وطَوَاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بَليتُ وأبْليْتُ الليالي مُكرهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وصِرْفانِ للأيام مُعْتورانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما لِيَ لا أَبْلى لِسَبْعين حِجَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعشرٍ أَتَتْ مِنْ بَعْدِها سنَتانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلا تسألاني عَنْ تباريحِ عِلَّتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ودونكما مِنِّي الذي تَرَيانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإني بحول الله راجٍ لفضْله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولي مِن ضمانِ اللهِ خيرُ ضَمَانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولستُ أُبالي مِن تباريحِ عِلَّتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا كان عقلي باقيًا ولساني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نستشعر في هذه الأبيات - خاصة خواتيمها - جمالَ معنى قولِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يموتَنَّ أحدُكم إلا وهو يُحْسِن الظنَّ بالله))[10]؛ فهو راجٍ لفضْله، سبحانه وتعالى، ورجاؤه خيرُ ضمان مِن عذابه، جل شأنه. وبعد هذا أو ذاك، يصرِّح بعدم مُبالاته مِن تباريح علَّته وآهاتِه، وما دام عقلُه ولسانُه مشغوليْن بذكْر الله – تعالى - ودعائه، ورحمته، وحسْن ثوابه، وصدَق اللهُ العظيم، إذ يقول: ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87][11]. نُدرك من هذا، تبرُّمَ الكثيرِ - مِن الشعراء خاصة، والناس عامة - بالمشيب، وذمَّه، فهو بمثابة راحلةِ الأوجاع والآلام والأسقام، ونذُر المنَايَا، ورسُلها التي لا ترحم صغيرًا، ولا توقِّر كبيرًا. وقديمًا قالو: "هل بَعد الغايةِ منزلةٌ، أو بَعد الشيب سوى الموتِ مرحلةٌ؟ ما الذي يُرجى ممن كان مثله في تعاجُز الخُطا، وتخاذُل القوى، وتداني المَدى، والتوجُّه إلى الدار الأخرى، أبَعْد دقَّة العظم، ورقَّة الجلد، وضعْف الحسِّ، وتخاذُل الأعضاء، وتفاوُت الاعتدال، والقرْب مِن الزوال..."[12]. ولمَّا كان الموتُ هو المصير المحتوم، كان عُزوفُ العقلاء - خاصة الشِّيب منهم - عن الدنيا وشهواتها، وتمسُّكهم بالهدى والفلاح، وإنكار الطلاح. يتبع |
رد: الشيب والموت في الشعر
فهذا الإلبيري يُنكر على نفسه، وعلى مَن هو مثله - التلذُّذ بعيش أو منام، وقد أصبح ممن طوى بهاءَهم الزمانُ، وسَلَّتْ عليهم سيفَ الردَى الأيامُ، واستعدَّ للهجوم الحِمام. فعمَّا قريبٍ سيكون من ساكني الأجداث، في ضيق هناك، أو انفِساح. فيقول:[13] [ من الوافر] أفي السِّتين أهْجعُ فِي مَقِيلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وحَادي الموتِ يُوقظُ للرَّواحِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقد نَشَر الزمانُ لِواءَ شَيْبي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ليطويَني ويَسْلبَني وشاحي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويحملني إلى الأجداث صحْبي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى ضيقٍ هُنَاك أو انفِساح https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَشِيب قَذَالُه، فيرى وجوبَ ارعِوائِه؛ ففي حُلُوله تيقُّن بالرحيل، فيقول مستصغِرًا زادَه، مستعظِمًا ذُنُوبه، راجيًا رحمة ربه ومغفرتَه:[14] [من الكامل] شابَ القَذَالُ فآنَ لي أَنْ أرعَوي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لو كنتُ مُتَّعِظًا بِشَيبِ قَذَالِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولو أَنَّني مستبصِرٌ إذ حَلَّ بي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَعلِمْتُ أَنَّ حُلُولَه تَرْحَالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَنَظَرْتُ في زَادٍ لِدَارِ إقامتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يحلَّ عِقَالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كان المشيبُ - وما زال - شبحًا مفزعًا لكثيرٍ من النساء والرجال، فإذا ما نزل - بنذير الموت - عندئذ ترتعد الفرائصُ، وينتظر الموت الواقع، الذي لا يفارق خياله ذكْراه، ولو كانت الصحَّة في مبيته ومأواه، هذا بخلاف ما كان عليه في الشبيبة، مزدانًا بالصحة والجمال، حتى ولو ألمَّ به المرض، لم يكن ليخطر الموت له ببال. فيقول "ابن يغمور" [15]:[16] [ من الكامل] قَدْ كُنْتُ أَمْرَضُ في الشَّبيبةِ دائمًّا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والموتُ ليس يَمُرُّ لي في البالِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والآنَ شِبْتُ وصحَّتي موجودةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأرَى كأنَّ الموت في أَذْيالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وهذه العبارات تكشف عن تتبُّع شبح الموت المروِّع له دائمًا وأبدًا بَعد المشيب، مع إنه في تمام الصحة والعافية. يتبع |
رد: الشيب والموت في الشعر
الشيب والموت في الشعر محمد حمادة إمام ويصوِّر الأعمى التطيليُّ أطوارَ حياةِ الإنسان، مبيِّنًا فَزَعَ المرءِ من الموت، مُخْتَرم الجسمِ قبْل قضائه ما يرغب فيه، ونوالِه ما يحبُّه ويشتهيه، ولكنه القضاء الذي لا يبدَّل أو يردُّ، وصُروفُ الدهر، التي لا تُحول عنه أو تُصدُّ، فيقول زاجرًا واعظًا، ومؤدِّبًا معلِّمًا[17]: [ من الطويل] ونُبِّئْتُ أنَّ الموتَ يَخْتَرِمُ الفتَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولَمْ يَقْضِ مِن لذَّاته ما يُؤمِّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإنْ كانَ ما نُبِّئْتُ حَقًّا فإنَّ ذا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَمُنْتَهزٌ، وإنَّ ذا لَمُغَفَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif خليليَّ مِن قيسِ ابْشِرَا فلقد قَضَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صروفُ الليالي بالتي لا تُبَدَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا جاوز المرءُ الثلاثين حِجَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقد جاوز العمْرَ الذي هُو أفْضَلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَإنْ بَلَغ الخمسين فهو على شَفًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فما بالُهُ يَعْتَلُّ أو يَتَعَلَلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولاَ تَبْلُهُ بَعْد الثمانين إنّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يقول على حُكْم الزَّمانِ ويفعلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكُلُّ حياةٍ فالمنيَّةُ بَعْدَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وللمرءِ آمالٌ تجور وتَعْدِلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما كلُّ مَن نَسِيَ الممات مُخَلَّدٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكنَّه مَنْ لَمْ يَمُتْ فَسيُقْتلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومِن دونِ أن يَغْتَرَّ بالعيشِ حازمٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حِمامٌ بإحصاءِ النُّفُوس مُوَكَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يبيِّن الرجل أنَّ ما قبل الثلاثين أفضلُ عمرٍ على مَرِّ السنين، فإذا ما تخطَّى الخمسين، فالأَوْلى به التأهُّب للرحيل، أما بعد الثمانين فليس أهلًا لاختبارٍ في فعلٍ أو قيل (قول)، وليس هناك ميزان للآمال؛ فمرةً تعدِل، وأخرى تجُور، وينبغي عدمُ نسيانِ الكلِّ الرحيلَ موتًا أو قتلًا. بسيف الردَى، وقوس السنين. وهذا ابن حمد يس ينظر في قول سيد المرسلين - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -: ((أعْمار أمَّتي ما بين الستين والسبعين))[18]، فيَنْتَصِح، وينصح. فيقول:[19] [من الوافر] كتبتُ إليك في سِتِّين عامًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فِساحًا في خُطايَ بهِنَّ ضِيقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَمَنْ يَرْحَلْ إلى السَّبْعين عامًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَمُعْتَركُ المَنُونِ لَهُ طريقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: الشيب والموت في الشعر
أما ابن عبدون (ت 529 ه)، فقد جاء واعظًا، وموقظًا مُسْتنْفِرًا مَن نام فِكْرُهُ في ليلِ الشباب، وسرابِ الزمان، وزبدِ الليالي والأيام، وقد شاب رأسُه، وظهر عيبُه؛ ليحترِسَ ويحترِزَ مِن كيد الدهر ومكره، مذكِّرا بمن عُمِّر مِن جَدِيس، وطَسْم، وعاد، وآل مسلمة، وآل عباد، ثم صاروا رُفَاتًا، وقصورهم يَبَابًا، وناهيك عن رُسُومهم مِن جماد قبل الحيوان والنبات، إنها الليالي والأيام، التي تقتل وتصرع الأضداد بالأضداد، فيقول:[20] [ من البسيط] يا نَائمَ الفكرِ في لَيْلِ الشَّباب أَفِقْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَصُبْحُ شَيْبِك في أُفْقِ النُّهَى بَادِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سَلْني عن الدَّهْر تسألْ غيرَ إمَّعة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَأَلقْ سَمْعكَ واستَجْمِعْ لإيرادي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَعَمْ هُوَ الدَّهْرُ ما أَبْقَتْ غَوائِلُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على جَدِيس ولا طَسْمٍ ولا عادِ[21] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَلْقَتْ عَصَاها بنادي مأربِ ورَمَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بآل مَامَةَ من بيضاءَ سِنْدادِ[22] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأَسْلمتْ للمَنَايا آلَ مسلمة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعَبَّدتْ للرَّزَايا آلَ عَبَّادِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما لليالي أَقالَ اللهُ عَثْرَتَنَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif منها تُصَرِّعُ أضدادًا بأضْدَادِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif افتتح الشاعر فنَّه، واعظًا وزاجرًا ومتَّهِمًا، بجناسٍ بين أَفِقْ وأُفْقٍ؛ تطريةً للأسماع والأبصار، وجذبًا للانتباه. فهو يعِظ ويزجُر الأشْيَبَ اللاهِيَ، ويتَّهم الدهر، والموتَ أو نُذُرَهُ، بالاعتداء، وقولُه: "تسألْ غيرَ إمَّعةٍ"؛ زَهْوٌ بخبرته، وفطْنته، وثقافته، واعتدادٌ بتجاربه العلمية والعملية. وهذا "محمد بن أبي العافية"[23]، يتشاءم، ويتأفف مِن بياض المشيب، وما شابَهَهُ، مِن مثل الحَمام وسَجْعه - وقد كان يتعشَّقُه - فسجْعُه نذيرٌ بقُرب الحِمام – الموت -. فيقول[24]: [ من الوافر] لأمرٍ مَا أُكابِدُ كُلَّ شَجْوٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا سَجَعَتْ على الأيْك الحَمَامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لأنَّ بَيَاضَها كبَيَاضِ شَيْبي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فمعنى سَجْعِهِا: قُرُبَ الحِمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتعجَّب الشعراء مِن سكْر لُبِّ الأشيَبِ، واختلالِ فكْره، وقسوةِ قلبه، راتعًا في أودية اللهو والمجون، متناسيًا أن المشيب أمارة المَنُون، متجاهلًا أنَّ عَوِيله وبكاءه، لا ينجي مِن شدائد الموت وهجماته، وفي هذا استبطاءٌ لتوبته وصحوِه من ضلاله وغوايته. وهذا "أبو الربيع بن سالم الكلاعي الأندلسي"[25] (565 - 634 ه) يقرِض القولَ الحسَن الجميل، لمَّا أن أزمع شبابُه على الرحيل، وتولَّت ليالي الغواية والمُجُون، واستعدَّ صباح الرشاد المبين للهجوم، وجهَّز جيشَ المشيبِ المنونُ، فيقول[26]: [من الطويل ] تولَّت ليالٍ للغَواية جُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ووافَي صباحٌ للرَّشَادِ مُبينُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رِكَابُ شبابٍ أزمعتْ عنك رحلةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وجَيْشُ مَشيبٍ جَهَّزَتْه مَنُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: الشيب والموت في الشعر
وجَيْشُ مَشيبٍ جَهَّزَتْه مَنُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا أَكْذِبُ الرَّحْمنَ فيما أجنُّهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَكَيْف؟ ولا يخفَى عليه جَنينُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وآلمَنِي وَخْطُ المَشيبِ بِلِمَّتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَخَطَّتْ بقلبي للشجونِ فُنُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليلُ شَبَابي كان أَنْضَرَ مَنْظَرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وآنَقَ مَهْمَا لاحظَتْه عُيُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فآهٍ على عيشٍ تَكَدَّر صَفْوُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأُنْسٍ خلا منه صَفًا وحَجُون[27] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويا وَيْحَ فَوْدِي أَفُؤَادِي كُلَّما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَزَيَّدَ شَيْبي، كَيْف بَعْدُ يَكُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حرامٌ على قلبي سكونٌ بِغرَّةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكيْف مع الشَّيْب المُمِضِّ سُكونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقالوا شبابُ المرءِ شُعْبُة جِنِّةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فما لي عَرانِي للمَشِيب جُنُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقالوا شَجَاكَ الشَّيْبُ حِدْثان ما أتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولم يَعْلَمُوا أنَّ الحديثَ شُجُونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مع أن المشيب دليلُ الرشاد، وصباحُ الثبات، فهو كتيبةُ الفَناء والدمار؛ ولهذا تنوَّعتِ الحسراتُ على الشباب، الذي جنَى فيه ابن آدم الغواية والمجونَ، وتعددتِ الأشجانُ لمشيبٍ آلمَ بنوازله، وأرَّق بتوابعه، فتكدَّر صَفْوُ العيش، وحلَّ الأرق والهمُّ، وظَعنَ البهاءُ، والحُسن، والأنس. فقوله: "تولَّت ليالي للغواية جُونُ" يصوِّر مدى الآثام التي جناها في الشباب، وفيه ثناء على المشيب - ولو مؤقَّتًا - لتحسُّره بَعْدُ على أطايب شبابه، بقوله: "فآهٍ على عيشٍ تكدَّر صفوُه، وأُنسٍ..." إلى آخر صورته، التي تنمُّ عن حُبِّه للشباب، وضجره مِن المشيب. ندرك إذًا: أن الرجل مرة يسير مع عقله؛ فيمدح المشيب، وأخرى يركَنُ إلى عاطفته، وذكرى الشباب؛ فيتملَّكه الأسَى، ونار الجوى. |
رد: الشيب والموت في الشعر
يزهو المرء بنفسه في شبابه، فإذا اعتراه المشيبُ، وقلاهُ الشباب انتابَهُ اليأسُ، مِن عَوْدِ لذَّاتِ الماضي، والأنس، والهدوء، والعافية، وراحة النفس، وطمأنينة القلب، فيظل متقلِّبًا بين الأرق والقلق، والخوف من الموت والوهن، متجاهلًا أن هذا سُنَّةُ الله في خَلقه، على مدى الدهر، يقول أبو حيان الأندلسي (ت. 753 ه )[28]: [ من الطويل] وَيُزْهَى الفَتَى بالمالِ والجاهِ في الدُّنَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولذَّةِ مَطْعُومٍ وناعمِ مَلْبُوسِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وغايتُه ضَعْفٌ وشَيْبٌ وَمِيتَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقبرٌ وبَعْثٌ لِلنَّعيم أو البُوسِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وهذا المنتشاقري، يصوِّر صنيعَ المشيب بسواد الرأس، وغُصْن المرء، موضحًا أثره على القلب، متمنِّيًا أن لو كان هذا المشيب - بيَّض بالتُّقَى الصحيفة المسودَّةَ بأوزار الشباب وآثامِه، بدلًا مِن تبييضِه سوادَ الرأس؛ فهو إذًا ثوبُ الموت، وحادي الفوتِ. فيقول[29]: [ من الكامل] وَرَدَ المَشيبُ مُبيِّضًا بوُرُودِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما كانَ مِن شَعَرِ الشَّبيبةِ حَالِكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا ليته لو كَان بَيَّضَ بالتُّقَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما سوَّدَتْهُ مآثمٌ مِن حَالِكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّ المشيبَ غَدَا رِدَاءً للرَّدَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإذا عَلَاكَ أَجَدَّ في تَرْحَالِكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولابن الخطيب[30] عبارات تُصَوِّر عُزُوفَه - على يد المشيب - عن الآمال، ويأسَه مِن تحقيق مآربه وأمانيه، ومن نواله ما يرغب فيه ويشتهيه. يتضح لنا مِن تصوير الشعراء في هذا الموضوع - المشيب والمنون - أنه عندما تتسلَّل بوادرُ الشيب إلى الرأس، إذْ به يُسْرع الانتشار، في عمود البدن بجنودٍ لا تقاوَم، عندئذٍ يدبُّ اليأسُ في نفسِ المرء وفؤاده مِن ملذَّات الحياة ومباهجِها، وينمو بل يستفحل خوفُه مِن الموت؛ لذلك كثُر مُبْغِضُوه، خاصة مَن تضمَّخ بخَلُوق الغواية والمجون، وتسربل بسربال الشهوات والملذَّات أيام الشباب. ومع هذا كان منهم دعاة إلى التُّقَى، وتبييض ما بقِيَ في الصحيفة بالصلاح والهدى، بوعظ وزجر - للنفس أو الغير - دائم غير منقطع. ومع بغضهم للمشيب، نلحظ فَضْلَهُ في كفِّهم عن المجون، والتصابي وفي إقلاعهم عن المعايب والمخازي. [1] انظر: الشباب والشيب، د/ عبد الرحمن هيبة: ح 1 / 128. [2] العقد الفريد: ح 3 / 41. [3] "منتصف العمر"؛ لمن تقدَّم به السِّنُّ، وبلغ فيه مبلغًا، وليس المراد به منتصف العمر عامة، فقد يموت المرء وهو في طَور الشبيبة كابن هانئ الأندلسي مثلًا. [4] انظر: الأسس النفسية للنمو. - بتصرُّف - ص 426، 427. [5] هو: "أبو الأصبغ موسى بن محمد بن سعيد بن موسى، لعل مولده كان نحو سنة 250 ه = 864 م، تولى أبو الأصبغ خطة القطع"؛ جباية الأموال من المقاطعات" للأمير عبد الله بن محمد ( 275 – 300 ه )، ثم تقلَّب في عدد من المناصب، ولما جاء الأمير عبد الرحمن بن محمد إلى العرش جعل أبا الأصبغ وزيرًا له، وكانت وفاته في منتصف صفر سنة 310 ه = 921 م". انظر: تاريخ الأدب العربي د/ عمر فروخ ح 4 / ص 162، 163. ط 1 دار العلم للملايين. بيروت 1981 م. [6] انظر الحلة السيراء لابن الأبار (595 – 658 ه) ح 1 / 232: 236، تاريخ الأدب العربي د/ عمر فروخ ح 4 / 162، 163، قضايا أندلسية د/ بدير متولي حميد ص 349. ط 1 دار المعرفة. القاهرة 1964 م، والبيتان الأولان للخريمي ( ت 214 ه ). انظر: الشباب والشيب د/ عبد الرحمن هيبة ح 2 / 484. [7] انظر: تاريخ الأدب العربي د/ عمر فروخ ح 4 / 162. [8] ديوانه ص 158، العقد الفريد ح 3 / 44، 45، قضية الزمن في الشعر العربي. د/ فاطمة محجوب ص 52، 53، وفي مطمح الأنفس. ص 78، 79. منسوبة للرمادي، وله في المعنى نفسه في ديوانه ص 311، العقد ح 3 / 44، قضية الزمن في الشعر العربي د/ فاطمة محجوب ص 52، 53 – أبيات منها: [ من البسيط ] أطْلالُ لهْوك قد أقوَتْ مغانيها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لم يَبْق مِن عهدها إلا أثافيها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هذي المفارق قد قامت شواهدها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على فنائك والدنيا تُزَكّيها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أقوَت الأرضُ، وأقوَت الدارُ: إذا خلَتْ مِن أهلها. اللسان: ق. و. ا. المغاني: المنازل، التي كان بها أهلوها. اللسان: غ. ن. ا. وله في هذا المعنى – أيضًا – أبيات في ديوانه ص 211: [ من الكامل ] أما الشباب فَوُدِّعَتْ أيَّامُه***ووداعُهُن مُوَكَّلُ بوداعي [9] ديوان ابن عبد ربه ص 297، انظر: جذوة المقتبس ص 103، 104، بغية الملتمس ص 150، المطرب ص 145، نفح الطيب ح 7 / 52، 53، قصة الأدب في الأندلس د/ محمد عبد المنعم خفاجي ح 3 / 71، المطبعة المنيرية ط 1 سنة 1955، بروايات مختلفة، من تقديم وتأخير، وزيادة ونقصان. [10] مسلم برقم 2877، شرح السنة برقم 1455 ط 1 المكتب الإسلامى – بيروت، ابن ماجة عن جابر برقم 4167. [11] سورة يوسف: 87. [12] انظر: زهر الآداب. ح 2 / 900. [13] ديوان الإلبيري ص 49، وله في مثل هذا المعنى في ديوانه ص 24: 31، 105، 106. [14] انظر: ديوان الإلبيري ص 45، وله في هذا المعنى – في ديوانه ص 117 – أبيات منها: [ من السريع ] يا عجبًا مِنْ غفلتي بعد أَنْ *** ناداني الشيبُ ألا فارحلن! [15] هو: "أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أبي يغمور قاضٍ زاهد. شاعر. نَدَبَهُ أهلُ الأمر لولاية القضاء بمدينة فاس". انظر: النفح ح 3 / 230، 231، ح 7 / 276. [16] نفح الطيب ح 3 / 231، ونفس المعنى نراه عند ابن حمديس – في ديوانه ص 67 – فيقول: [ من الوافر ] وكُنُتُ إذا مَرِضْتُ رجوتُ عيشًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لياليَ كُنْتُ في شَرْخِ الشَّبابِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَصِرُت إذا مَرِضْتُ خَشِيتُ مَوْتًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَقُلْتُ: قَدِ انْقَضَى عَدَدُ الحِسَابِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَنَفْسُ الشَّيْخِ تَضْعُفُ كُلَّ حِينٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَقُوَّتُهُ عَلَى طَرَفِ الذَّهَابِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [17] انظر: ديوان الأعمى التطيلي ص 126. [18] ابن ماجه برقم 1415. ص. ح. 1073. [19] انظر: ديوان ابن حمديس ص 333، 334. [20] الذخيرة ق 1 ح 2 / 313، 314، نفح الطيب ح 4 / 225. [21] "جَدِيسٌ" حَيٌّ مِن عاد، وهم إخوة طَسْمٍ، وقيل: قبيلة كانت في الدهر الأول، فانقرضتْ. انظر: اللسان "ج. د. س". [22] مامَةُ: اسمٌ. انظر: اللسان: "م. و. م". [23] هو: الوزير الأجلُّ، أبو بكر محمد بن أبي العافية الأزدي القتندي الأصل الأغرناطي المنشأ. كان من بقايا الأدباء، وفحُول الشعراء، ورواة الحديث عن العلماء. سمع كتاب الملخص، وصحيح مسلم. عاش ما بين ( 513 – 584 ه ). انظر: المطرب لابن دحية ص 85، 86، ولابن الجنان أبيات – هي والترجمة في تحفة القادم ص 93 – في المعنى نفسه، وانظر أيضا: القصائد العشريات ص81، ص 56، 57، ص 85، 86، ص 143. [24] انظر: المرجع السابق. [25] "أندلسي، يُنسب إلى ذي الكلاع، أحد ملوك اليمن القدماء، ولد في خارج بلنسية، ثم حمل إليها سنة 565 ه، وتجول في الأندلس والمغرب، حارب الأسبان المحاصرين بلنسية على رأس جيش في معركة أنيجة، وكان يصيح إذا رأى تراخيًا خلفه: أمِن الجَنَّة تفرُّون! حتى سقط شهيدًا في ذي الحجة سنة 634 ه". انظر: نفح الطيب ح 4 / 473، 474، تاريخ الأدب العربي د/ عمر فروخ ح 5 / 693. [26] نفح الطيب ح 4 / 473، 474، تاريخ الأدب العربي د/ عمر فروخ ح 5 / 695، 696. [27] الحَجُون: جبل بمكة. وهي مقبرة. قال عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمر يتأسف على البيت، وقيل: هو للحارث الجرهمي: [ من الطويل ]. كأنْ لم يكُن بَيْنَ الحَجُون إلى الصفا *** أنيسٌ، ولم يَسْمَرْ بمكةَ سامرُ انظر: لسان العرب "ح. ج. ن". [28] انظر: ديوان أبي حيان ص 224، 225، وانظر – له – في المعنى نفسه: ص 88، 127، من الديوان، وهو ما يبيِّن عظيمَ يأسِه مِن الحياة، بعد هجوم المشيب. [29] انظر: نفح الطيب ح 6 / 144. [30] انظر: نفح الطيب ح 6 / 423، ولم أجدها في الصيب والجهام، ومثل هذا المعنى وسابقه لدى محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعد الخير عياش (ابن عيشون ت. بعد 725 ه) – الترجمة في الإحاطة ح 2 / 143: 149 في أبيات في المرجع السابق ص 154. |
| الساعة الآن : 12:48 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour