ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   حديث: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=284389)

ابوالوليد المسلم 23-10-2022 07:24 PM

حديث: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة
 
حديث: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك

عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها؛ فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة".

قوله: (لا تلبسوا الحرير ولا الديباج) إلى آخره، كان حذيفة بالمدائن فاستسقى فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به، فقال: إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينتهِ، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: هي لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة.

تمسك به من منع استعمال النساء للحرير والديباج؛ لأن حذيفة استدل به على تحريم الشرب في إناء الفضة، وهو حرام على النساء والرجال جميعًا، والصحيح إباحة لُبسه لهنَّ.

قال ابن أبي جمرة: الذي يظهر أنه سبحانه وتعالى علم قلة صبرهنَّ عن التزين، فلطف بهنَّ في إباحته، ولأن تزيينهنَّ غالبًا إنما هو للأزواج، وقد ورد أن حسن التبعل من الإيمان.

قال الحافظ: وفي هذه الأحاديث تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة على كل مكلف رجلًا كان أو امرأة، ولا يلتحق ذلك بالحلي للنساء؛ لأنه ليس من التزين الذي أُبيح لها في شيء، قال القرطبي وغيره: في الحديث تحريم استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب، ويلحق بهما ما في معناهما مثل التطيب والتكحل وسائر وجوه الاستعمالات، وبهذا قال الجمهور.

قال الحافظ: واختلف في اتخاذ الأواني دون استعمالها والأشهر المنع، وهو قول الجمهور.

قوله: (فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة)؛ أي: الكفار يستعملونها في الدنيا، "وهي لكم في الآخرة مكافأةً لكم على تركها في الدنيا، ويمنعها من يستعملها في الدنيا جزاءً لهم على معصيتهم.

واختلف في علة المنع، فقيل: إن ذلك يرجع إلى عينهما، ويؤيده قوله: فإنها لهم.

وقيل: لما فيه من كسر قلوب الفقراء أو من الخيلاء والسرف، أو من تضييق النقدين[1]، والله أعلم.

[1] فتح الباري: (10/ 97، 98).





الساعة الآن : 10:26 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.04 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]