الأسلوب القصصي لدى حميد بن ثور الهلالي
الأسلوب القصصي لدى حميد بن ثور الهلالي د. أحمد الخاني يقول العلامة عبد العزيز الميمني محقق ديوان حميد: [1] (هو حُميد بن ثور الهلالي، شاعر مخضرم، توفي على الأرجح في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال الأصمعي: العظماء من شعراء الإسلام أربعة، ويعد منهم حميد بن ثور).من أروع ما في ديوان حميد قصيدته التي مطلعها: سل الربع أنى يممت أم سالم وهل عادةٌ للربع أن يتكلما؟ وبعد سبعة وسبعين بيتاً، يلجأ الشاعر إلى الأسلوب القصصي:وما هاج هذا الشوق إلا حمامة = دعت ساق حر ترحةً وترنما ثم يصف الغصن الذي بنت عليه عشها، واختارته بيتاً لصغيرها الذي يصفه بقوله:كأن على أشداقه نَور حَنوة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا هو مد الجيد منه ليطعما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تروح عليه والهاً ثم تغتدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مولهة تبغي له الدهر مطعما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تؤمل فيه مؤنساً لانفرادها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتبكي عليه إن زقا أو تألما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلما اكتسى ريشاً سحاماً ولم يجد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif له معها في باحة العش مجثما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أتيح له صقر مسف فلم يدع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لها ولداً إلا رماماً وأعظما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأوفت على غصن ضحيَّ فلم تدع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لباكية في شجوها متلوَّما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عجبت لها، أنى يكون غناؤها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلو أر محزوناً لها مثل صوتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا عربياً شاقه صوت أعجما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يصور هنا حميد مأساة حمامة فجعت بولدها، انقض عليه صقر كاسر (ساق حر)، فلم يبق لها منه إلا العظم والريش.إن تسلط القوي على الضعيف حظ مشترك في آداب الشعوب الإنسانية كلها، فهل كان شاعرنا يهاب ظالماً، فرمز له بالصقر؟.. إن الشاعر نبه إلى معنى فيه الكثير من العمق والإحساس بالآخرين، والرقة والإنسانية عندما شارك الحمامة شعورها الحزين، ولو انفسحت أبعاد النص لجاءت قصة شعرية من الأدب الإنساني الخالد، على كل حال؛ فهذه الأقصوصة الجميلة جمعت بعض عناصر القصة الشعرية في هذه الأبيات القليلة، وإن أهم عنصر فيها عنصر التشويق، والرمز. [1] من مقدمة ديوان حميد بن ثور الهلالي. |
الساعة الآن : 11:00 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour