القصة الشعرية لدى أبي ذؤيب الهذلي
القصة الشعرية لدى أبي ذؤيب الهذلي د. أحمد الخاني أبو ذؤيب الهذلي شاعر مخضرم، خرج مع عبد الله بن أبي سرح لفتح إفريقيا في عهد عثمان رضي الله عنه، وتوفي في مصر[1]. ويبدو أن قصيدته هذه قالها في الجاهلية؛ إذ لا أثر للتأثر الإسلامي في شكلها ولا في مضمونها، ومطلعها: أمن المنون وريبها تتوجعُ؟ = والدهر ليس بمعتب من يجزعُ فقد هلك له أبناؤه الخمسة بالطاعون، أو أنهم شربوا لبناً مسموماً، غرقت فيه حية، أو نفثت فيه، فقال هذه القصيدة، وضمنها ثلاث قصص شعرية: القصة الأولى: صراع حمار الوحش مع الصائد إذ يقول: والدهر لا يبقي على حدثانه =جون السراة له جدائد أربعُ (قص علينا الشاعر قصة حمار الوحش الذي ذهب مع أتنه الأربع إلى مكان خصب كثير العشب والماء..سمع السرب صوتاً؛ إنه صوت الصائد الذي كان للسرب بالمرصاد، ودارت معركة بين الطرفين.. ولكن سهم الصائد كان أسرع ولم تلبث الضربة القاضية أن نالته فخر مضرجاً بدمائه)[2]. القصة الثانية: صراع الثور الوحشي والكلاب التي تطارده فيقول: والدهر لا يبقي على حدثانه =شبب أفزته الكلاب مروعُ التفت الثور، فرأى كلاب الصيد حوله، فركض هارباً من الموت، وركضت الكلاب خلفه، والتقى الخصمان، وحاول الثور أن يدافع عن نفسه، وكانت وسيلة الدفاع عند قرنيه الحادين اللذين نفذا إلى جنبي الكلب، وكاد ينتصر لولا تدخل الصائد الذي رماه بسهمه فأرداه قتيلاً. القصة الثالثة: لقاء بطلين وكل قتل صاحبه: والدهر لا يبقي على حدثانه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مستشعر حلق الحديد مقنعُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حميت عليه الدرع حتى وجهه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif من حرها يوم الكريهة أسفع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بينا تعانقه الكماة وروغه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يوماً أتيح له جريء سلفع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فتنازلا وتواقفت خيلاهما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكلاهما بطل اللقاء مخدَّع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتناهبان المجد كل واثق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ببلائه واليوم يوم أشنع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكلاهما في كفه يزنية https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فيها سنان كالمنارة أصلع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعليهما ماذيتان قضاهما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif داود أو صنع السوابغ تبع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فتخالسا نفسيهما بنوافذ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كنوافذ العبط التي لا ترقع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكلاهما قد عاش عيشة ماجد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وجنى العلاء لو ان شيئا ينفع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [1] المنجد ط26. [2] أبو ذؤيب حياته وشعره: نورة الشملان ص 65 ط1. |
الساعة الآن : 03:35 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour