القصة الشعرية لدى تأبط شرا
القصة الشعرية لدى تأبط شرا د. أحمد الخاني الشاعر هو: ثابت بن جابر.. يقول: أقول للحيان وقد صفرت لهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وطابي، ويومي ضيق الحِجْر معورُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هما خطتا؛ إما إسار ومنَّة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإما دم، والقتل بالحر أجدرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأخرى أصادي النفس عنها وإنها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لمورد حزم إن فعلت ومصدر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فرشت لها صدري فزل عن الصفا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif به جؤجؤ عبل ومتن مخصَّر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif به كدحة والموت خزيان ينظر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأُبت إلى فهم ولم أك آيباً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكم مثلها فارقتها وهي تصفر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يقول الدكتور محمد بركات حمدي[1]: يصور قبيلة لحيان وهم بطن من هذيل، حين راغمهم ووترهم، فكانوا يطلبون غفلته، حتى اتفق منه الصعود إلى الجبل الذي وصفه، ليشتار منه العسل، ولم يكن له إلا طريق واحد، فأخذوا عليه ذلك الطريق، فقال: أقول لهم، وهو على الجبل: هما خطتا؛ إما إسار ومنة = وإما دم، والقتل بالحر أجدر إما الأسر، وتمنون بعده بالعفو عني، أو القتل، وهذا أجدر لحر مثلي، ولكنه لا يرضى بهاتين الخطتين؛ لأن أحلاهما مر، فثلَّث بخطة لا تخطر لهم على بال، ولا يلتفتون إليها: وأخرى أصادي النفس عنها وإنها لمورد حزم إن فعلت ومصدر وما هذه القصة التي أدار رأيه حولها، وأعمل فكره بها؟ هنا العقدة في القصة والكل يتشوق إلى الخروج من هذا المأزق الحرج الذي كان فيه، وهو في أعلى الجبل، وجميع المنافذ أُخذت عليه، والذين ينظرونه أعداؤه، فهو مخير بين أمرين كلاهما غير مفيد، ويدخل في حل هذه العقدة قائلاً: فرشت لها صدري فزل عن الصفا به = جؤجؤ عبل ومتن مخصَّر وهذه الخطة الثالثة التي فيها عقدة القصة، قد سخَّر لها صدره الضخم، ومتنه الدقيق، بعد أن صب العسل على الصفا، فساعده ذلك على التزحلق من أعلى الجبل إلى مستوى الأرض، فعندما وصل إلى الأرض بسلام أطلق لنفسه العنان، ورجع إلى قبيلته (فهم) وإلى أهله بسلام، وهو المعروف بسرعة الجري. في هذه القصة نلاحظ من بنائها الفني، البداية والموضوع والنهاية وتسلسل وتلاحم هذه الأسس، ثم وضع أمامنا الشاعر عقدة، وأخذ في حلها. عرض علينا الشاعر تجربة صادقة قد عاناها في ثوب أدبي رائع من استعارات وكنايات وظلال وعلائق في الأسلوب والصور، والألفاظ والمعاني والموسيقا الداخلية بين الحروف، يرجع لأسماعنا ألفاظاً فيها حروف في البحر الطويل، وهذا البحر بطول تفعيلاته يستوعب التجارب ذات النفس الطويل، وبهذا يكون نموذجنا مثالاً للناحية القصصية. فشعر الصعاليك في مجموعه شعر قصصي، يسجل فيه الشاعر الصعلوك كل ما يدور في حياته الحافلة بالحوادث المثيرة التي تصلح مادة طيبة لفنه القصصي. [1] في كتابه: أبو تمام بين أشعاره وحماسته ط1 ص611.. |
الساعة الآن : 03:17 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour