لا تغش


أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد





لتكن ناجحًا (13)

لا تغش




(الغش) كلمة تتداولها الألسن في مثل هذه الأيام على اختلاف في طبيعة التناول لها، وبالأخص في الأوساط الطلابية التي تعيش معترك الامتحانات في مثل هذه الأيام، ومن الغريب أن البعض من الطلاب - هداهم الله - يبحث عن النجاح عن طريق الغش، وهو في حقيقة الأمر يبحث عن الفشل بطوعه واختياره، لأن (الغش) هو الفشل بعينه أو طريق للفشل، ولو تجاوز الطالب المقرر بدرجة مرتفعة أو حصل على معدل مرتفع في نتيجة الفصل الدراسي، فإن الفشل ربما لا يكون ظاهراً في هذا الوقت بالذات ولكنه سيقع فيه يوماً من الأيام إن كان ذلك سلوكه. ويكفي نفوراً من الغش أنه بمعنى الكذب والخداع والتزوير، فمن يرضى لنفسه أن يكون كذلك، والغش إساءة إلى أطراف متعددة فهو أولاً إساءة للشخص نفسه - طالب أو طالبة - وثانياً إساءة لأستاذ أو أستاذة المقرر، وثالثاً إساءة للمؤسسة التعليمية التي ينتمي لها الطالب أو الطالبة، ورابعاً إساءة للوطن الذي يريد من أبنائه الصدق والأمانة، وأخيراً - وهو الأهم - صاحبه آثم لمخالفته هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول: "من غش فليس مني" رواه مسلم.

ثم إن الغش ليس مقصوراً على الامتحانات فقط، بل يكون الغش في أشياء كثيرة، فهو مثلاً في الوظيفة فالذي لا يؤدي وظيفته على الوجه المطلوب سواءً ما يتعلق بوقت الدوام أو طبيعة العمل ويوهم مرؤوسيه أنه يقوم بعمله بشكل صحيح غش في العمل، وكذلك صاحب السلعة الذي يخفي عيوبها أو يصفها بما لا تستحق غش للمشتري، وكذلك الخاطب أو المخطوبة عندما تُخفى العيوب أو يوصف الإنسان بما لا يستحق من الأوصاف هو غش للطرف الآخر، ونحو ذلك من النماذج، وبالجملة فإن الإسلام يحارب الغش وأهله ويدعو إلى الصدق والإخلاص والإحسان إلى الآخرين والنصح لهم، ففي الصدق قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" رواه البخاري.

أخي القارئ أقول لك:
• لتكن ناجحاً في دراستك لا تغش

• لتكن ناحجاً في عملك لا تغش


• لتكن ناجحاً في زواجك لا تغش

• لتكن ناجحاً في معاملاتك لا تغش..

وفقك الله وسدد خطاك.