ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=27741)

جمال الشرباتي 19-05-2007 05:08 AM

وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
 
وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم

قال تعالى

(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ ) 217 البقرة

ما التوجيه المناسب لقوله تعالى "وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

هل نستطيع أن نقول بأنّ الجار محذوف والعطف على كفر به فيكون الكلام المتوقّع "كفر به و كفربالمسجد الحرام"؟؟

والجواب لا نستطيع لأنّ الكفر يكون بمعتقدات لا بأماكن--

إذن كيف السبيل لفهم الكلام؟؟

السبيل لفهم الكلام أن يقال بأنّ جملة "كفر به" معترضة بين الجملتين "وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ " و "وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "--

أعني أنّ معنى الكلام يؤول إلى "وصد عن سبيل الله الذي يطابق الكفر به وصدّ عن المسجد الحرام"

وهل يمكن أن يحذف الجّار في عطف للمجرور في كلام العرب ؟؟
قال أبو حيّان في البحر المحيط مجيبا

(ونقول: العطف المضمر المجرور فيه مذاهب:

أحدها: أنه لا يجوز إلاَّ بإعادة الجار إلاَّ في الضرورة، فإنه يجوز بغير إعادة الجار فيها، وهذا مذهب جمهور البصريين.

الثاني: أنه يجوز ذلك في الكلام، وهو مذهب الكوفيين، ويونس، وأبي الحسن، والأستاذ أبي علي الشلوبين.

الثالث: أنه يجوز ذلك في الكلام إن أكد الضمير، وإلاَّ لم يجز في الكلام، نحو: مررت بك نفسك وزيد، وهذا مذهب الجرمي.

والذي نختاره أن يجوز ذلك في الكلام مطلقاً، لأن السماع يعضده، والقياس يقويه. أما السماع فما روي من قول العرب: ما فيها غيره وفرسه، بجر الفرس عطفاً على الضمير في غيره، والتقدير: ما فيها غيره وغير فرسه،)

وأردف أبو حيّان بلغة شديدة عنيفة داعما رأيه باستعراض آية "{ تساءلون به والأرحام }


( والقراءة الثانية في السبعة:
{ تساءلون به والأرحام }
[النساء: 1] أي: وبالأرحام وتأويلها على غير العطف على الضمير، مما يخرج الكلام عن الفصاحة، فلا يلتفت إلى التأويل. قرأها كذلك ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والنخعي، ويحيى بن وثاب، والأعمش، وأبو رزين، وحمزة.

ومن ادعى اللحن فيها أو الغلط على حمزة فقد كذب، وقد ورد من ذلك في أشعار العرب كثير يخرج عن أن يجعل ذلك ضرورة، )

فهو إذن يجيزه--

قال إبن عاشور شارحا الآية شرحا لا مزيد عليه

(وعلم أن مقتضى ظاهر ترتيب نظم الكلام أن يقال: وصدٌّ عن سبيل الله وكفر به وصد عن المسجد الحرام وإخراجُ أهله منه أكبر عند الله، فخولف مقتضى هذا النظم إلى الصورة التي جاءت الآية عليها، بأن قُدم قوله (وكفر به) فجعل معطوفاً على (صد) قبل أن يستوفَى صد ما تعلق به وهو (والمسجِد الحرام) فإنه معطوف على (سبيل الله) المتعلق بـــ (صد) إذ المعطوف على المتعلَّق متعلِّقٌ فهو أولى بالتقديم من المعطوف على الاسم المتعلَّق به، لأن المعطوف على المتعلَّق به أجنبي عن المعطوف عليه، وأما المعطوف على المتعلِّق فهو من صلة المعطوف عليه، والداعي إلى هذا الترتيب هو أن يكون نظم الكلام على أسلوب أدق من مقتضى الظاهر وهو الاهتمام بتقديم ما هو أفظع من جرائمهم، فإن الكفر بالله أفظع من الصد عن المسجد الحرام، فكان ترتيب النظم على تقديم الأهمِّ فالأهمِّ، فإن الصد عن سبيل الإسلام يجمع مظالم كثيرة؛ لأنه اعتداء على الناس في ما يختارونه لأنفسهم، وجحد لرسالة رسول الله، والباعث عليه انتصارهم لأصنامهم
{ أجعل الآلهة إلهاً وَاحداً إنَّ هٰذا لَشَيْءٌ عُجاب }
[ص: 5] فليس الكفر بالله إلا ركناً من أركان الصد عن الإسلام فلذلك قدم الصد عن سبيل الله ثم ثنَّى بالكفر بالله ليفاد بدلالة المطابقة بعد أن دَلَّ عليه الصدُّ عن سبيل الله بدلالة التضمن، ثم عد عليهم الصد عن المسجد الحرام ثم إخراج أهله منه. )
__________________

--------------------

شاكرا لله 19-05-2007 08:18 AM

جزاكم الله خير الجزاء استاذنا الفاضل جمال الشرباتي على هذه التوضيحات واللفتات الكريمة
ولا حرمنا الله من علمكم ..

بسمة شهيد 20-05-2007 12:05 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اول مرة افكر بالايات بهذه الطريقة

جزاك الله خيري الدنيا والاخرة


الساعة الآن : 06:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.92 كيلو بايت... تم توفير 0.16 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]