لا أحب زوجي ، فهل أطلب الطلاق ؟!
لا أحب زوجي ، فهل أطلب الطلاق ؟! أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة متزوِّجة منذ أشهر، وأنا حاملٌ الآن، وهذا أول حمْلٍ لي، لا يمرُّ يومٌ إلا وبيني وبين زوجي مشاكل لا يعلم بها إلا الله! لا أريد أن أخوضَ في التفاصيل، لكنني منذ مدَّة قصيرة وأنا أعاني مِن كآبةٍ لا يعلم بها إلا ربي، فلا أستطيع النومَ، وإن نمتُ يأتيني ألف "كابوس"، لا أشعر بالراحة مع زوجي، أو مع غيره من الأهل! أبكي بسبب وبلا سبب! لا أنام قبل أن يُراودني ألف تفكير، أحيانًا أتمنى الموت! وأحيانًا أفكِّر في أن أُجهِض الجنين؛ لكيلا يكونَ هناك شيءٌ يَربِطني بزوجي! على الرغم مِن أنه يحبني، وخَلوق جدًّا، ولا يُقَصِّر معي، لكن - للأسف - لا يوجد أمانٌ في العيش معه؛ لعدَّة أسباب، وهذه الأسباب لا أستطيع البوح بها إلا لأحدٍ أضمن الكلام معه؛ لذلك أفكِّر في أنْ أعرض نفسي على طبيبةٍ نفسيةٍ؛ لأن ما بداخلي تجاه زوجي كثيرٌ، ويحتاج إلى صفحات وصفحات لأكتبها، وأكبر أسباب كآبتي أني لا أحب زوجي، ولا أستطيع أن أحبه! سؤالي الآن: هل أنا بحاجة للذَّهاب إلى طبيبة نفسية؟! وهل ذَهابي إلى طبيبة نفسية سيكون فيه خصوصية؛ يعني: لو قلتُ لها كلامًا لا أريد لأحد - حتى زوجي - أن يعلمَ به، هل سيكون فيه خصوصية؟! وماذا أقول لزوجي بخصوص ذَهابي هذا، خاصة وأنه يلاحظ تغييري، وعدم الكلام معه؟! الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان (لا يجوز للطبيب أن يُفشِي سرًّا وصل إلى علمِه بسبب مزاولته المهنة، سواء كان المريض قد عَهِد إليه بهذا السر، أو كان الطبيب قد اطَّلع عليه بحُكم عمله، وذلك فيما عدا الحالات الآتية، وأمثالها مما تنص عليه التشريعات الوطنية: (أ) إذا كان إفشاء السر بناءً على طلب صاحبه خطيًّا، أو كان في إفشائه مصلحة للمريض، أو مصلحة للمجتمع. (ب) إذا كانت القوانين النافذة تنصُّ على إفشاء مثل هذا السر، أو صدر قرار بإفشائه من جهة قضائية. (ج) إذا كان الغرض مِن إفشاء السر منْعَ وقوعِ جريمة، فيكون الإفشاء في هذه الحالة للسلطة الرسمية المختصة فقط. (د) إذا كان إفشاء السر لدَفْع الضرر عن الزوج أو الزوجة، على أن يبلغَ به في حضورهما معًا، وليس لأحدهما دون الآخر. (ه) إذا كان الغرضُ مِن إفشاء السر هو دفاعَ الطبيب عن نفسه أمام جهة قضائية، وبناءً على طلبها بحسب ما تقتضيه حاجةُ الدِّفاع. (و) إذا كان الغرضُ من إفشاء السر منعَ تفشِّي مرض معدٍ يضرُّ بأفراد المجتمع، ويكون إفشاء السر في هذه الحالة للسلطة الصحية المختصة فقط). كما ورد في (الباب الخامس: المحافظة على سر المهنة) مِن "الدستور الإسلامي للمهن الطبية" الصادر عن "المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية" ما نصه: (حفْظُ أسرار الناس وستر عوراتهم واجبٌ على كل مؤمن، وهو على الأطباء أوجب؛ لأن الناس يكشفون لهم عن خباياهم ويودعونهم أسرارهم طواعيةً، مُستندين على ركائز متينة مِن قدسية حفْظِ السر، اعتنقته المهنة مِن أقدم العصور، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعَد أخلف, وإذا ائتمن خان))؛ رواه البخاري ومسلم، وواجبُ الطبيب أن يصونَ أيَّة معلومات وصلتْ إليه خلال مزاولة مهنته عن طريق السمع، أو البصر، أو الفؤاد، أو الاستنتاج، وأن يحيطَها بسياجٍ كامل مِن الكتمان، وأن روحَ الإسلام تُوجِب أن تتضمَّن القوانين تأكيدَ حماية حقِّ المريض في أن يصونَ الطبيب سرَّه الذي ائتمنه عليه؛ إذ إنه ما لم يأمنِ المريضُ على ذلك فلن يقضي للطبيب بدقائق قد تحدد سير العلاج، فضلًا عن أن طوائف مِن المرضى ستضطر لعدم اللجوء إلى الأطباء). أما زوجكِ، فأخبريه بحاجتكِ للعلاج لأجل متاعبِ الحمل، وليس هذا من الكذب - إن شاء الله تعالى - فقد يكونُ للتغيرِ الهرموني دورٌ رئيس في ضيقكِ واكتئابكِ النفسي، ولا بأس عليكِ، طهور - إن شاء الله تعالى. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين |
الساعة الآن : 11:20 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour