حكم مختارات من عيون الشعر والأدب






الشيخ محمد بن صالح الشاوي





حكمٌ مُختاراتٌ


من عيونِ الشِّعرِ والأدبِ


(1)





قال الشاعر:

وأفضلُ الخلق على الإطلاقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


نبينا فمِلْ عن الشقاقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كان الشيخ محمد بن سبيل يستشهد بهذا البيت في درسه في الحرم المكي، ولم ينسبه.



وللفائدة فقد قرأت لأحدهم الأبيات التالية:

فاشكر فضائل صنع الله إذ جُعلت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


إليك لا لك عند الناس حاجات https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





الناسُ بالناس ما دام الحياءُ بهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والسعد لا شكَّ تارات وهبات https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تُقضَى على يده للناس حاجات https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومعلوم أن أفضل الناس والخلق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس في هذا خلاف، كما قال الشيخ محمد بن سبيل في البيت الذي استشهد به:

وأفضلُ الخلق على الإطلاق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


نبينا فمِلْ عن الشقاقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولا شك أن قضاء حاجات الناس من الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها الإنسان أجرًا عظيمًا، خاصَّة إذا احتسب وأحسن وصبر على أذاهم، ولكن هذا الذي يقضي حاجات الناس لا يمكن أن يكون أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.






وقال الشاعر:

والقولَةُ المشهورةُ الصريحةُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


جوازه لكاملِ القريحة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذا البيت استشهد به الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عند كلامه على حكم تعلم المنطق، ولم ينسبه، ومما قال الشيخ: لقد اختلف العلماء في جواز تعلم المنطق، والصحيح جوازه للإنسان الذي درس التوحيد وعقيدته راسخة.



ولا شك أن تعلم المنطق لا يجوز تعلمه إلا لمن كان متمكنًا في اللغة والعلم الشرعي والعقيدة؛ لأن فيه شبهات تخفى على الجاهل أو قليل التعلم.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: علم المنطق: لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد منه البليد.





وقال ابن القيم رحمه الله:

ثَقُلَ الْكِتَابُ عَلَيْهِمُو لَمَّا رَأَوْا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تَقْيِيدَهُ بِأَوَامِرٍ وَنَوَاهِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وحفيده شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمهما الله تعليقًا على هذا البيت لابن قيم الجوزيه:



ومن المعلوم أنه لا يَقْبَلُ الحق إلَّا مَنْ طَلَبَهُ ورغب فيه، أما أهل البدع فقد أشربت قلوبهم حبّ بدعهم، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، وأقفلوا عقولهم عن التفكير في غيره.





وقال الناظم:

علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وخلقُه وهو إيجادٌ وتكوينُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذه أركان الإيمان بالقدر، وهي:

1- العلم.

2- الكتابة.

3- المشيئة.

4- الخلق.






وقال الشاعر:

إذَا شَاءَ رَبِّي الْكُفْرَ مِنِّي مَشِيئَةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَهَلْ أَنَا عَاصٍ فِي اتِّبَاعِ المَشِيئَةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يتبع

هذا البيت جاء في قصيدة نظمها أحد العلماء الذميين معترضًا على القدر، قال في مطلعها:

أَيَا عُلَمَاءَ الدِّينِ ذِمِّيُّ دِينِكُمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تَحَيَّرَ دُلُّوهُ بِأَوْضَحِ حُجَّةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





إذَا مَا قَضَى رَبِّي بِكُفْرِي بِزَعْمِكُمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلَمْ يَرْضَهُ مِنِّي فَمَا وَجْهُ حِيلَتِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




دَعَانِي وَسَدَّ الْبَابَ عَنِّي، فَهَلْ إلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

دُخُولِي سَبِيلٌ بَيِّنُوا لِي قَضِيَّتِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




قَضَى بِضَلَالِي ثُمَّ قَالَ ارْضَ بالقضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَمَا أَنَا رَاضٍ بِاَلَّذِي فِيهِ شِقْوَتِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فَإِنْ كُنْتُ بِالْمَقْضِيِّ يَا قَوْمُ رَاضِيَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَرَبِّي لَا يَرْضَى بِشُؤْمِ بَلِيَّتِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إلى آخر ما قال في قصيدته.




فأجابه شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية بقصيدة مرتجلًا فقال:

سُؤَالُكَ يَا هَذَا سُؤَالُ مُعَانِدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


مُخَاصِمِ رَبِّ الْعَرْشِ بَارِي الْبَرِيَّةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





فَهَذَا سُؤَالٌ خَاصَمَ الْمَلَأَ الْعُلَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قَدِيمًا بِهِ إبْلِيسُ أَصْلُ الْبَلِيَّةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَمَنْ يَكُ خَصْمًا لِلْمُهَيْمِنِ يَرْجِعَنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عَلَى أُمِّ رَأْسٍ هَاوِيًا فِي الْحَفِيرَةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَيُدْعَى خُصُومُ اللَّهِ يَوْمَ مُعَادِهِمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إلَى النَّارِ طَرًّا مَعْشَرَ الْقَدَرِيَّةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




سَوَاءٌ نَفَوْهُ، أَوْ سَعَوْا لِيُخَاصِمُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بِهِ اللَّهَ أَوْ مَارَوْا بِهِ لِلشَّرِيعَةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قول الذمي: (قضي بضلالي ثم قال: ارض بالقضا): هذا هو القضاء الجزائي المبني على الضلال الاختياري، لأن الله جعل العبد مختارًا، كما قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف:٢٩]، فمن اختار الهداية زاده الله هدى، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾[محمد:١٧]، ومن اختار الغواية والضلال أضله الله، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾[الصف:٥].

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب


تحميل ملف الكتاب


الشيخ محمد بن صالح الشاوي





حكمٌ مُختاراتٌ


من عيونِ الشِّعرِ والأدبِ


(2)



يضم الكتاب مختارات من عيون الشعر العربي ونوادره قام بجمعها "محمد صالح عبدالله الشاوي" في دفتره، جلها عبارة عن حكم وأمثال وعبر وعظات وتجارب وخبرات من قديم الزمان وحديثه.



وينوه ابن المُصنِّف في تقديمه الكتاب إلى أن "بعض هذه الأبيات نقلها الوالد من أفواه الرجال الذين كان يقابلهم - كما ذكر ذلك لي".



ونجد أن الأستاذ محمد صالح عبدالله الشاوي - رحمه الله - كان كغيره من أدباء العصر يقوم بجمع كل قول أو بيت شعر يرى فيه فائدة أو حكمة، أو يستلذ حفظه، وذلك في دفتره، إلى جانب أنه قد قام بتسجيل بعضها على أشرطة لحفظها والرجوع إليها، وذلك طيلة ثلاثين سنة، فمن هذه الكناشات والفوائد كان هذا الديوان أو المصنَّف، حيث قام ابن الشيخ محمد صالح عبدالله الشاوي بالعمل على دفتر الشيخ وأشرطته، وجمع كل ما كتبه الوالد في دفتره أو في قصاصات الورق المتفرقة، وتفريغ ما كان مسجلًا على الأشرطة، وترتيب كل هذه الشواهد من الشعر وتنقيحها، وطبعها في هذا الكتاب اللطيف.



ولا نعدم في هذه الشواهد من فائدة تذكر بإيراد تعليقات الشيخ محمد صالح عبدالله الشاوي على كثير منها، حيث قد تناول بعضها بالشرح والتوضيح والتوجيه على كل شاهد وبيان مناسبة القول أو مقصد الشاعر من قوله، مما زاد من ثراء هذه المواد وغناها.



وقد جعل المنصف الكتاب على جزئين أو قسمين:

القسم الأول: ضم حكم ومختارات من عيون الشعر والأدب، إلى جانب مختارات من القصائد الطويلة مثل: قصيدة لابن عبدالبر في آداب العلم، وقصيدة للشاعر محمد الأسمر المصري، وقصيدة للزركلي على إثر سقوط حسين بن علي المكي عن كرسي ملكه وخلافته... وغيرها الكثير.




القسم الثاني: ضم حكم ومختارات من الشعر النبطي الشعبي، وهو أحد فنون الشعر في شبه الجزيرة العربية، يكون باللهجات المحلية لقبائلها، وما زال شائعًا حتى يومنا هذا، وله قواعد وأوزان معروفة خاصة به مثله مثل الشعر العمودي.

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب
الشيخ محمد بن صالح الشاوي

حكمٌ مُختاراتٌ



من عيونِ الشِّعرِ والأدبِ (3)




قال الأعشى المازني:

يا سَيِّدَ الناسِ ودَيَّانَ العَرَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً من الذِّرَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فخَلَفَتْنِي بنِزاعٍ وحَرَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وتَرَكَتْنِي وَسْطَ عِيصٍ ذي أَشَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَسامِيرُ الخَشَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

روى الإمام أحمد في مسنده وغيره بأن رجلًا اشتكى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجته وأنشد عليه هذه الأبيات، فأُعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- بها وأخذ يردد: «وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ»‏[1]، ولكن هذه القصة ضعفها أهل الحديث لجهالة أكثر من راوٍ فيها.



وقال دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله تعالى:

ما أكْثر النَّاسَ! لا بلْ ما أقَلَّهم! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الله يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




إنِّي لأفْتَحُ عيني حِين افتَحُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

على كثير ولكنْ لا أرى أَحدا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الفَنَد هو الكذب، والمعنى: ما أكثر الناس عددًا ولكن أين الصادق والمخلص لأهله وإخوانه؛ بل ولدينه، إنهم قليل جدًّا عندما تحتاجهم، أما كثرتهم فقد وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث فقال: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ»[2]، بسبب بعدهم عن تعاليم دينهم وسنة نبيهم، فهم يتعاملون مع الناس على أساس المصالح الدنيوية والله المستعان.





وقال عبد الله بن المبارك:

العلم صيدٌ والكتابةُ قيده https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قيِّد صيودَك بالحبالِ الواثقة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فمن الحماقةِ أن تصيدَ غزالةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وتتركها بين الخلائقِ طالقة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال عمرو بن معدي كرب عندما ارتد عن الإسلام:

وإِنَّك لو رأيتَ أبا عميرٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


مَلأْتَ يديك من غَدْر وَخَتْر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مناسبة هذا البيت: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-استعمل أبا عمير (فروة) على مراد وزبيد ومذحج وكلها في اليمن، فارتد عمرو بن معدي كرب عن الإسلام، وقال يهجو أبا عمير:

وجدنا مُلْكَ فروةَ شرَّ مُلْكٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

حِمارٌ سافَ مِنْخَرَه بقَذْرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومن شعر حسان بن ثابت في مرثيته للرسول -صلى الله عليه وسلم-قال:

وَمَا فَقَدَ الْمَاضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلَا مِثْلُهُ حَتّى الْقِيَامَةِ يُفْقَدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال الشاعر:

أَهْوَى هَوَى الدِّينِ وَاللَّذَّاتُ تُعْجِبُنِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَكَيْفَ لِي بِهَوَى اللَّذَّاتِ وَالدِّينِ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه مواد التوفيق، وقال بعض العلماء: الكفر في أربعة أشياء: في الغضب، والشهوة، والرغبة، والرهبة، ثم قال: رأيت منهن اثنتين رجلًا غضب فقتل أمه، ورجلًا عشق فتنصر.
يتبع

وكان بعض السلف يطوف بالبيت فنظر إلى امرأة جميلة فمشى إلى جانبها ثم قال هذا البيت، فقالت له المرأة: دع أحدهما تنل الآخر، وفي روضة المحبين للإمام ابن القيم: لكل عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذل والصغار والحرمان والبلاء المتبوع.



وقال الشاعر:

وحقيقةُ الإخلاصِ توحيدُ الم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رادِ فلا يزاحِمُه مرادٌ ثاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الإخلاصُ: هو خلوصُ القلب من تأله من سوى اللهِ وإرادته ومحبته فخلص لله؛ فلم يتمكن الشيطان من إغوائه، وأما إذا صادف قلبًا فارغًا تمكن منه بحسب فراغه وخلوه فيكون جعله مسيئًا مذنبًا في هذه الحالة عقوبة على عدم هذا الإخلاص، وقد قيل: الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا عدو فيفسده، ولا يعجب صاحبه فيبطله.





وقال الشاعر:

من عرفَ اللهَ أزال التُّهْمَةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال كلُّ فِعْلِه للحِكْمَةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

استشهد فضيلة الشيخ محمد بن سبيل بهذا البيت في إحدى دروسه في الحرم الكي، ولم ينسبه، واستشهد به على أن كل ما يقدِّره الله ويعمله لحكمة، والشيخ محمد بن سبيل لديه ثقافة أدبية واسعة، ويقول الشعر، وله قصائد ممتازة، هذا مع أنه ضليع في الفقه والقواعد والتفسير وجميع العلوم الشرعية، ودائمًا في كلّ درس من دروسه يستشهد بأبيات وبأقوال الأئمة والأدباء والمفسرين.



قال الشاعر:

آلُ النبيِّ همُ أتباعُ مِلَّتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

من الأعاجمِ والسودانِ والعربِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

استشهد الشيخ ابن عثيمين بهذا البيت ولم ينسبه عند التعليق على قول: (اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد)، ثم قال: إن (آله) هم: أتباعه.





وقال الشاعر:

فما هو إلا الاستعاذةُ ضارعًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أو الدَّفْعُ بالحُسنى هما خيرُ مطلبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فهذا دواءُ الدّاء من شرّ ما يُرى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وذاك دواء الدّاء من شرّ مُحْجَبٍِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

استشهد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب بهذه الأبيات في تلخيصه لزاد المعاد عند الحديث عن الوساوس المشككة في الله أو في النار أو الجنة أو الأمور الغيبية، فقال: إذا استحكمت هذه الوساوس وأشغلت الشخص فعليه بالاستعاذة، ثم ذكر هذين البيتين.



وهذا البيت أظنُّ أن قائله أراد به حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: «يأتي الشيطانُ أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته»[3]، وفي رواية: «فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه» [4].





قال الشاعر:

ارفعْ حياءَكَ فيما جئتَ طالبَه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إنَّ الحياءَ مع الحِرْمانِ مَقرونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذا البيت استشهد به معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه.



وجاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مما أدرك الناسُ من كلامِ النبوة الأولى: إذا لم تستَحِ فاصنع ما شئت»[5].



والبيت معناه: أن حاجات النفس المشروعة من: علم، أو تعلم، أو طلب حق، أو أداء واجب، ونصح من يستحق، فينبغي أن لا يمنعه من هذه الأمور الحياء، فالحياء نعمة وجمال وخير، لكن لا حياء في أداء الواجب أو طلب العلم ونصح المسلمين ونحو ذلك.



فالحياء كله خير إذا حال بين الشخص وبين القبائح، كما قال الشاعر:

وَرُبَّ قَبِيحَةٍ مَا حَالَ بَيْنِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وبينَ ركوِبها إِلا الحَياءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

[1] أخرجه أحمد في المسند (2/201) رقم (6885)، والبيهقي في السنن (10/240)، عن الأعشى المازني رضي الله عنه. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (5712)، وقال محقق المسند: إسناده ضعيف لجهالة حال صدقة بن طيسلة ومعن بن ثعلبة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبدالله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.




[2] أخرجه أحمد (5/278)، وأبو داود برقم (4297)، عن ثوبان رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (8183).




[3] أخرجه مسلم برقم (134) ـ (214)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.





[4] أخرجه مسلم برقم (134) ـ (212ـ 213)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




[5] أخرجه البخاري برقم (3483)، عن عقبة رضي الله عنه.

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب
الشيخ محمد بن صالح الشاوي

حكم مختارات

من عيون الشعر والأدب (4)


قال الشاعر:

ثلاثٌ يعِزُّ الصبرُ عند حُلولها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويذهبُ عنها عقلُ كلِّ لبيبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

خروجُ اضطرارٍ من بلادٍ تحبها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وفرقةُ إخوانٍ وفقدُ حبيبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قال أبو مسلم الخراساني:

أَدْرَكْتُ بالحَزْمِ والكِتْمان ما عَجَزَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عنه مُلُوكُ بني مَرْوانَ إِذْ حَشَدُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مازِلْتُ أَسْعَى عليهمْ في دِيارهُمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والقَوْمُ في مُلْكِهِمْ في الشَّام قَدْ رَقَدُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

حتَّى ضَرَبْتُهُم بالسَّيفِ فانْتَبَهُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِن رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْها قَبْلَهُمْ أَحَدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومَنْ رَعَى غَنَماً في أَرْضِ مَسْبَعَةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ونامَ عَنْها تَوَلَّى رَعْيَها الأَسَدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قيل لأبي مسلم الخرساني: بأي شيء أدركت ما أدركت؟ قال: ائتزرت بالحزم، وارتديت بالكتمان، وحالفت الصبر، وساعدني القدر، فأدركت مرادي، وحزت ما في نفسي، ثم أنشد هذه الأبيات.

ومعلوم أن أبا مسلم الخراساني خدم العباسيين طويلًا وساعدهم في القضاء على الأمويين وهيأ لهم الحكم، وبعد أن استبد لهم الأمر خافوا منه فأمنوه ثم قتلوه، ولذا قال الشاعر:

وأمَّنتني ثم عاقبتني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فكان أمانَ أبي مسلمٍ!

وعندما قتل استشهد المنصور بالبيت التالي:

فألقت عصاها واستقرَّ بها النوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كما قَرَّ عينًا بالإيابِ المسافرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قال ابن هرمة:

قد يدرك الشرفَ الفتى ورداؤه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
خَلِقٌ وبعضُ قميصِه مرقوعُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كان المنصور ذات يوم لابسًا ثوبًا مرقوعًا، فرأته إحدى جواريه، فقالت: خليفة وقميص مرقوع، فقال: ويحك! أما سمعت ما قال ابن هرمة، ثم أنشد هذا البيت، ولكن قال الشاعر:

قد يعقِلُ القُلّ الفتى دون هِمَّةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقد كان لولا القُلُّ طَلَّاعَ أنجدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال الشاعر:

ما أنت إلا كسارٍ غَرّة قمرٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أو رائدٌ أعجبتْه خضرةُ الدِّمَنِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأقول تعليقًا:

ما أنت إلا كزرعٍ عند خضرتِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بكلِّ نوع من الآفاتِ مقصودُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فإن سلمتَ من الآفاتِ أجمعِها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأنت عند تمامِ الزرعِ محصودُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال قطري بن الفجاءة:

وما للمرء خير في حياة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا ما عد من سقط المتاع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذا الكلام ينطبق على الكفار وأهل الجاهلية، أما في الإسلام فإن المصطفى ﷺ يقول: «خيركم من طال عمره وحسن عمله»[1].

• • • •
وقال الشاعر:

شر المواهب ما تجود به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
في غير محمدة ولا أجر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

• • • •
وقال الشافعي لتلميذه الربيع:

إلى اللهِ أشكو لا إلى الناسِ إنني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أرى الأرضَ تبقى والأخلاءَ تذهبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أخلّاي لو غيرُ المماتِ أصابكم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عتبتُ ولكن ما على الدهر معتبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إذا ما مات بعضُك فابكِ بعضَك https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فإن البعضَ من بعضٍ قريبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لما دخل الربيع على أستاذه الشافعي وهو مريض زائرًا فقال له: قوى الله ضعفك يا إمام، فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال الربيع: لم أقصد، فقال الشافعي: لو شتمتني صراحًا علمت أنك لم تقصد ذلك، ثم أنشد هذه الأبيات.

• • • •
قال عمرو بن معد يكرب:

وكلُّ أخٍ مفارقُه أخوه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لعمر أبيك إلا الفرقدانِ

والصحيح: أن كل واحد سيفارق الآخر حتى الفرقدين.
والفرقدان: هما أبعد نجمين عن النجم القطبي.

• • • •
وقال الشاعر:

قتلُ امريءٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفَر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقتلُ شعبٍ كاملٍ مسألةٌ فيها نظر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذا مذهب المستعمرين والمحتلين المجرمين في كل زمان ومكان.

• • • •
وقال الشاعر:

رويدكِ حتى تنظري عمَّ تنجلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عمايةُ هذا العارضِ المتألقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذا البيت استشهد به الإمام أحمد حينما سأله سائل عن معنى حديث، وكان الإمام مسجونًا ومكبلًا وممتحنًا في قضية القول: بخلق القرآن من قبل الهادي.

• • • •
وقال الشاعر:

يومًا يمانِ إذا لاقيتَ ذا يمنٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإن لقيتَ معديًّا فعدناني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يعني أنه يجري حسب ما تجري الريح، أي: مع من يصادف، وهذا يعني: أنه لا مبدأ له.


[1] أخرجه أحمد (4/188، 190). وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3297).

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب
الشيخ محمد بن صالح الشاوي

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب (5)


وقال الشاعر:

ولو أن نفسي مُذْ براها مليكُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قضتْ وقتَها في سجدةٍ لقليل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أما أنا فياليتني أقوم بالواجبات.


وقال الشاعر:

علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقُك مع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
محبتةٍ وانقيادٍ والقبولِ لها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هذه شروط لا إله إلا الله، وزاد ثامنًا لها: وكفر بالطاغوت ووجوب البراءة من الكفر والكفار.


وقال طرفة بن العبد في معلقته:

لَعَمرُكَ ما الأيّامُ إلاّ مُعارَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فما اسْطَعْتَ مِن مَعرُوفِها فَتَزوّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولا خيرَ في خيرٍ تَرَى الشَّرَّ دُوْنَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا نائلٌ يأْتيكَ بَعْدَ التَّلدُّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عَنِ المَرْءِ لا تَسْأَلْ وَأَبصِرْ قَرينَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فإنَّ القَرينَ بالمُقارِنِ مُقتَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَعَمرُكَ ما أَدري وإنّي لَواجِلٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَفي اليَومِ إقْدامُ المَنيّةِ أَمْ غَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فإنْ تَكُ خَلفي لا يَفُتها سَوادِيا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإنْ تَكُ قُدّامي أَجِدْها بِمَرْصَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إذا أَنتَ لم تَنفَعْ بوُدِّكَ أَهْلَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولم تَنْكِ بالبُؤسىَ عَدوَّكَ فابْعَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال المتنبي:

إلَيْكِ فإنّي لَسْتُ ممّنْ إذا اتّقَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عِضاضَ الأفاعي نامَ فوقَ العقارِبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

في هذا البيت يزجر المتنبي عاذلته على اقتحام المهالك، فيقول لها: (إليك)، أي: كفى لومك؛ فإنى لا أصبرُ على الصغير من الأذى، فرقًا من العظيم؛ وإن كان أيسر من الموت؛ كما أن سم العقارب أخفٌّ من سم الأفاعى.


وقوله:(إليك) كلمة تبعيد وتحذير، أي: تباعدي عني فإني لست ممن إذا اتقى الهلاك صبر على الذل والهوان، فجعل عض الأفاعي مثلًا للهلاك لكونه قاتلًا، وجعل لسع العقارب مثلًا للعار؛ لأنه لا يقتل.



وقال بشار بن برد:

الشّيبُ كُرهٌ وكُرْهٌ أنْ يفارِقَني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أعْجِبْ بشيءٍ على البغضاءِ مَوْدودِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه؛ بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح: «حُفّت النارُ بالشهوات، وحفت الجنةُ بالمكاره»[1]، وقال تعالى" ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»[2].


فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق محبًّا له، يتقرب إليه أولًا بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة؛ بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محابّ محبوبه.
يتبع

والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد منه، فالربّ مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه مكروهًا من وجه، وهذا حقيقة التردد وهو: أن يكون الشيء الواحد مرادًا من وجه مكروهًا من وجه، وإن كان لا بد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)[3].



وقال الشاعر:

رَأَيْت الْهَوَى دَعْوَى مِنْ النَّاسِ كُلِّهِمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلَسْت أَرَى وُدًّا صَحِيحًا مُسَلَّمَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال عبدالعزيز بن زرارة:

قد عشتُ في الدهر أطوارًا على طرقٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
شَتَّى فصادفتُ منها اللينَ والبشعا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كلَّا بلوتُ فلا النعماءُ تُبطِرُني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا تخشعْتُ من لأوائها جَزِعا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عندما أوغل المسلمون في بلاد الروم، حتى بلغوا القسطنطينية، والتقوا بالروم، واقتتلوا واشتدت الحرب بينهم في بعض الأيام؛ فكان عبدالعزيز بن زرارة لم يزل يتعرض للشهادة ولكنه لم يقتل، ثم أنشأ هذه الأبيات.



وأنشد أبو الفضل الرياشي:

لا خَير في المَرْءِ إذا ما غَدا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لا طالبًا عِلمًا ولا عالمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأنشد جعفر بن محمد:

ولا تَظْنُنْ بربِّك ظنَّ سوء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فإن الله أولى بالجميل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وظنَّ بنفسك السوءَ تجدها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كذاك وخيرُِها كالمستحيل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وما بك من تُقًى فيها وخير https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فتلك مواهبُ الربِّ الجليل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وليس لها ولا منها ولكن https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
من الرحمن فاشكر للجميل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال هدبة بن خشرم:

رَأيْتُ أخا الدُّنْيا وإنْ كانَ ثَاويًا[4] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أخا سَفَرٍ يُسْرَى بِه وهْوَ لاَ يَدْرِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وللأرْضِ كم من صالحٍ قد تلمَّأت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عليه فوارَتْه بلمَّاعةٍ قفرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقال قيس بن الملوح (مجنون ليلى):

ألاَ لاَ أُحِبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصَعِّدًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلاَ البَرْقَ إلاَّ أنْ يَكُونَ يَمَانِيَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

[1] أخرجه البخاري برقم (6487)، ومسلم (2823)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظ البخاري: «حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكارة»، وأخرجه مسلم برقم (2822)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري برقم (6487)، ومسلم برقم (2823)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.


[3] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (18/129-131).

[4] ثاويًا: يعني: مقيمًا ثابتًا، قال تعالى لنبيه في سورة القصص: ﴿ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ [القصص: 45]، أي: مقيمًا ثابتًا تدعوهم.

حكم مختارات من عيون الشعر والأدب
الشيخ محمد بن صالح الشاوي





حكم مختارات من عيون الشعر والأدب (6)





قال إيليا أبو ماضي في وصف الكريم:

إن الكريمَ لكالربيعِ تحبّه للحسنِ فيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وتهشُّ عند لقائِه ويغيبُ عنك فتشتهيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




لا يرتضى أبدًا لصاحِبهِ الذي لا يرتَضِيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وإذا الَّليالي ساعَفَتْه لا يدلّ ولا يَتِيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وتراه يبسمُ هازئًا في غمرةِ الخطْبِ الكريه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وإذا تحرّق حاسِدُوه بكى ورقّ لحاسديه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




كالورد ينفحُ بالشّذى حتّى أنوفِ السّارقيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

• • • •

وقال العباس بن الأحنف:



أليسَ من الخسرانِ أنَّ لياليًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تمرُّ بلا نَفع وتُحسبُ من عمري؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif








• • • •

وقال ابن الرومي:



مَنْ سَرَّهُ ألَّا يرى ما يَسُوءُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فلا يَتَّخِذْ شيئًا يخاف له فقدا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif








• • • •

وقال أبو الطيب المتنبي:



ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إنْ مُتُّ شَوْقًا وَلا فيها لهَا ثَمَنُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif







• • • •

وقال أبو الطيب المتنبي أيضًا:



لو فكّرَ العاشقُ في مُنتَهَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

حُسنِ الذي يسْبيه لم يسْبِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif








• • • •

وقالت رابعة العدوية:



أُحبُّ حبيبًا لا أُعابُ بحبِّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأحببتم من في هواه عيوب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif








• • • •

وقال بعضُهم موبخًا نفسه:



دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَكْفِيكَ مَا ضَاعَ مِنْ أَيَّامِكَ الأُوَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif