ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أحب صديقتي، وتريد قطع علاقتنا (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=274459)

ابوالوليد المسلم 21-02-2022 02:38 PM

أحب صديقتي، وتريد قطع علاقتنا
 
أحب صديقتي، وتريد قطع علاقتنا
أ. أسماء مصطفى

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبةٌ جامعيَّةٌ، ولديَّ صديقة أكبر مني بعامٍ، تعرَّفتُ عليها، وكان الجميعُ متعجِّبًا؛ كيف أقيم عَلاقة مع هذه؟! فهي شخصيَّة عقلانية جدًّا، ولا تُقيم عَلاقات أخويَّة خاصَّة!


لم تُظهِر لي أي شيء، بل كانتْ تمنحني كثيرًا مِن وقتِها، وكانتْ عَلاقتُنا كلها مشاعر صادقة، وكانتْ أروع أختٍ بالنسبة لي.


كانتْ شخصية واعيةً جدًّا، وكانتْ تعلم أنني أتعلَّق بها؛ فكانتْ تخفِّف مِن عَلاقتنا، وكنتُ لا أقبل ذلك في البداية، ولكن بعد ذلك اقتنعتُ، مع ما أصابني منَ الألَم!


كنا كثيرًا ما نتشاجَر بسبب اختِلاف وجهات النظَر؛ فهي عقلانيَّة جدًّا، وأنا عاطفيَّة جدًّا، ومع ذلك كنَّا إذا التقَيْنا تعانَقْنا بشدَّة، وتكرَّر هذا الأمرُ أكثر مِن مرة!


وفي يومٍ كتبتْ لي رسالةً طويلةً مفادها: إنَّ أُخوَّتنا تضعف، ولا ترضي الله! آلمتني رسالتُها جدًّا، وأعلم أني أخطأتُ، وقد تعلَّمتُ مِن خطَئِي، ونَدِمتُ على ما فعلتُ، ولا أريد أن أخسرَها؛ لأنني أحبُّها بصِدْقٍ، فماذا أفعل لتكون علاقتنا صحيحة؟



الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الحبيبة، أهلًا ومرحبًا بكِ، وكم يسعدنا تواصلك!
أما بعدُ:
فمنَ الواضح مِن سؤالكِ أنكِ اقتنعتِ بأن العَلاقةَ بينكما علاقة تعلُّق، وغيرُ صحيحة، وأصبحتْ ترفضها صديقتُكِ، وعلى هذا الأساس قرَّرتْ تغييرَ شكْل العَلاقة، وهذه أول خطوة في التغيير الإيجابي، ولكن لا بد أن يكونَ عن اقتناعٍ بالأسباب، وأنَّ شكْل هذه العَلاقة ليس بالشكل الطبيعيِّ.


إنَّ الله خلَق الإنسان كائنًا اجتماعيًّا، يحبُّ الناس، ويسعد بهم، ولكنْ لكلِّ عَلاقةٍ أسسٌ لكي تكونَ سليمةً، وهناك فرقٌ بين العَلاقةِ والتعلُّق؛ فالعَلاقةُ تتمُّ بين أشخاص يتواصَلون معًا، ويتعاوَنون في العَلاقة التي يكون أساسها الحب والعطاء المتبادل بأسلوبٍ سويٍّ، وغير زائد عن حدِّه الطبيعيِّ، ولا تتطلَّب هذه العَلاقةُ التفكير في الآخر أكثر مِنَ اللازم، والعمل لأجله، وفي الغالب يكون هناك طرفٌ مُسَيْطِرٌ، وطرفٌ متلقٍّ، وتكون هناك سيطرةٌ وحبُّ تملُّك مِن المحبوب على الحبيب؛ حيثُ إنَّ المحبوب ينهار إذا ابتعد الحبيبُ عنه، وهذا نوعٌ غير ناضجٍ من العَلاقات الاجتماعية السَّويَّة.


وغالبًا ما يكون سببه:
وجود حرمانٍ شديدٍ مِن احتياجاتٍ نفسيَّة لَدَى الشخص، لا يستطيع إشباعها، أو أشبعها زيادة عنْ حدها؛ فتعوَّد على أخْذ العاطفة بكثرةٍ، أو عدم ثقة بالنفس، فيحدُث ما نسميه بالتعلُّق؛ هذه بعضُ التوضيحات لشكل العلاقة وأسبابها.


أمَّا بالنسبة لتوبتكِ مِن تعلُّقكِ بهذه الفتاة التي تريد أن تتخلَّص مِن تعلقكِ بها؛ فهذا شيءٌ جميلٌ، ولكن ليس مِن مَصلحتكِ أن تُعَاوِدي العَلاقة مع هذه الشخصيَّة مرة أخرى؛ لأنها سوف تُذكِّرك بكلِّ ما حدَث معها في الماضي، بالإضافة إلى أنَّ مشاعرك تُجَاهها سيكون مِن الصعب عليك تغييرُها!


إذًا عليكِ بالاقتناع بأن عَلاقةَ التعلُّق لا بد أن تنتهي بأيِّ طريقة، كما فعلتْ صديقتُكِ، وأرى أنها كانتْ صريحةً جدًّا معكِ ومع نفسِها، جزاها الله خيرًا، كما أنها أعطتْكِ أكثر مِن فرصةٍ لتغيير نفسكِ، وتغيير شكْل العَلاقة بينكما؛ فهي تخاف مِن مشاعر التعلُّق ولا تُريده، وذكرتْ لكِ أنها ضعيفة، فلا تفَكِّري في نفسكِ فقط، ولا بد في أيِّ عَلاقة صداقة أن تكونَ العلاقةُ متبادَلة، فلكِ أولًا أن تقتنعي بأن تتركيها بحريتها، وتحترمي رغبتها، وألا تجبريها على العودة، حتى لو في صورة عَلاقة صحيحة؛ لأنك بهذا تستطيعين أن تقولي: إنه مِن المستحيلات، وإن لم تريدي القطيعة معها، فعليكِ أن تتصلي عليها في المناسَبات فحسْب!


أدعوكِ - أختي - أن تُحَكِّمي عقلكِ، وتُدرِكي خطورةَ ما ترتَّب على هذا الانشغال بهذه الفتاةِ، ولن تستفيدي مِن ذلك إلا التعَبَ والمعاناةَ النفسيةَ، فأنصحكِ بأخْذِ خطوة تتخلصين بها مِن كلِّ ما يُمكن أن يُذكِّركِ بهذه الصديقةِ، وأن تتفادي وتتصدي لأي دخول في عَلاقة مع أخرى تكون بهذه الصورة المشابهة، فلتعتبريها تجرِبةً وتعلمتِ منها الكثير؛ فعليك طَيّ هذه الصفحة، وبَدْء صفحة جديدة، يغمرها التعلُّق بالله، وتقوية عَلاقتك به، وأيضًا عليك بـتقوية وتنويع عَلاقاتك الاجتماعيَّة، ولا تقصريها على فردٍ واحدٍ، بل اجعليها جماعات، وافتحي مساراتٍ متعددةً في العلاقات الإنسانية المتَّزنة مع الناس.



إذًا أنتِ تحتاجين إلى توسيع دائرة الصداقة، والتعرُّف على صديقات جديداتٍ، والاختلاط بالناس بشكلٍ مستمرٍّ وسطحيٍّ، هذا بالإضافة إلى الانشغال بالأعمال التطوعيَّة، وتنمية المهارات والخبرات، وممارسة الرياضة.


وأخيرًا عليكِ بكثرة اللجوء والإلحاح على الله في الدعاء، بأن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يغمركِ بعاطفتِه، وتتبادلين معه المشاعر الجميلة، ويملأ عليك حياتك, ومن ثَمَّ يرزقك بالذرية الصالحة.


وفَّقنا الله وإياكِ، ونسأل الله لكِ كل الخير والسَّداد









الساعة الآن : 12:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.06 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.92%)]