ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أهلي يريدون طلاقي من زوجي بسبب أخي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=273947)

ابوالوليد المسلم 09-02-2022 04:54 PM

أهلي يريدون طلاقي من زوجي بسبب أخي
 
أهلي يريدون طلاقي من زوجي بسبب أخي
أ. عائشة الحكمي

السؤال:
أنا امرأةٌ متزوجة منذ سنوات، وزوجي طيبٌ وخَلُوق، لم أرَ منه شرًّا.

مشكلتي مع إخوتي، فهم متزوجون مِن أخوات زوجي، إذا حدثتْ مشكلةٌ أثرتْ على بيتي.

حدث خلاف بين أخي وزوجتِه، وضربها، وعلى إثرها أهل زوجته ضربوه، وأبلغوا الشرطة عنه، والآن أهلي يريدون طلاقي من زوجي، وأهل زوجي غاضبون من أخي، وحاولتُ إقناعهم بأنه لا دخل لي بالمشكلة، لكن المشكلة تزيد.

أبي مُصَمِّم على ذلك، وزوجي يرى أننا لا دخْل بالمشكلة.

فماذا أفعل؟


الجواب:
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فإنه لا يحقُّ لوالدك أن يجبركِ على زيارة أخيك، وكأنك لا تزالين تحت ولايته! كما أنه لا يحقُّ لأهلك في كلِّ ما فعلوه بك وكأنه ليس لك زوجٌ يملك عقدة النكاح والطلاق والارتجاع! قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة الحرَّاني في "الفتاوى الكبرى": "المرأة إذا تزوجتْ كان زوجُها أملك بها مِن أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب".

ولا ريب، أن طاعة الوالدين واجبة، إلا أنه متى تعارضتْ مع طاعة الزوج قدمتْ طاعة الزوج في غير معصية الله - عز وجل - على طاعة الوالدين؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند قوله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، "يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مطلقًا؛ من خدمةٍ وسفرٍ معه، وتمكينٍ له وغير ذلك، كما دلَّتْ عليه سنةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث "الجبل الأحمر"، وفي "السجود" وغير ذلك؛ كما تجب طاعة الأبوين؛ فإنَّ كل طاعةٍ كانتْ للوالدين انتقلتْ إلى الزوج؛ ولم يبقَ للأبوين عليها طاعةٌ: تلك وجبت بالأرحام وهذه وجبت بالعهود".

وبناءً عليه، إذا مَنَعَك زوجك من زيارة أخيك فليس لك أن تعصيه وتخرجي من منزل الزوجية إلا أن يأذن لك بذلك، قال ابن قدامة في "المغني": "وللزوج منْعُها من الخروج من منزله، إلا ما لها منه بدٌّ، سواء أرادت زيارة والديها، أو عيادتهما، أو حضور جنازة أحدهما؛ قال أحمد - في امرأةٍ لها زوجٌ وأمٌ مريضةٌ -: "طاعة زوجها أوجب عليها من أمها، إلا أن يأذن لها"، والحل عندي أن تتعللي بأشياء، وتتعذري بأعذارٍ وظروف تعرفينها من نفسك وبيتك بعيدًا عن حقيقة رفض زوجك، وبعيدًا عن الكذب على ربك وأهلك، ولا تعديهم بالزيارة في وقتٍ معلوم، بل اجعليها في مشيئة الله - عز وجل - حتى تتم مشيئته تعالى، ولا تقطعي اتصالك بهم، والسؤال عن أحوالهم، وفي الوقت نفسه، اعطفي قلب زوجك عليك؛ بإظهار حرصك على طاعته، ومحاولة استرضائه، وتقديم رغبته على رغبتك، ثم امنحيه إشارةً ذكية بأنه متى وجد الوقت مناسبًا لزيارة أخيك فستكونين شاكرةً لهٌ وذاكرةً لمعروفه، والزوجة العاقلة هي التي توفق بين حقوق ربها، وحقوق زوجها، وحقوق أهلها، وحقوق نفسها.

وعسى الله أن يصلح الحال، وينعم البال، ويرزقك وزوجك لذة السعادة والاستقرار، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب







الساعة الآن : 12:44 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.91 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.34%)]