كيف أعيش بين أهل زوجي؟
كيف أعيش بين أهل زوجي؟ أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال أنا فتاة في بداية العشرينيات، متزوِّجة، وأقيم في بيت عائلة زوجي، لكن مشكلتي أنني مِن بداية الزواج أنزل عند أهل زوجي كل يوم؛ لأنَظِّف البيت وأغسل وما إلى ذلك، وتُساعدني في ذلك أختي؛ لكونها زوجة أخي زوجي. أُعاني عندما يأتيني أهلي؛ لأني لا أستطيع ضيافتهم في بيتي، وإن لم أنزلْ لأهل زوجي تحدُث مشكلةٌ كبيرة، كما أنهم لا يُعجبهم شيءٌ مما نفعل، فهذا لا يعجبه الطعام، وهذا لا يعجبه التنظيف... وغير ذلك! طلبتُ مِن زوجي أن نعيشَ وحدنا، فقال: "إن لم ترضي بعيشتي فاذهبي إلى بيت أهلك"، وأنا أحبه، ولا أريد أن أذهبَ مُطلَّقة إلى بيت أهلي. أفيدوني، ماذا أفعل؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أختي العزيزة، أسأل الله الرحمن الرحيم أن يُفرِّج همَّكِ، وينفِّس كربكِ، ويسعدكِ في الدنيا والآخرة، ويؤلِّف بين قلبكِ وقلب زوجكِ وأهل زوجكِ على الخير، آمين. أختي الكريمة، السعادة - حبيبتي - لا تُشترى، إنها تنبع مِنَ النفس الراضية القانعةِ، الرضا بما قَسَمَه اللهُ للإنسان هو حلٌّ لِأَعْتَى المشكلات، وقد قال رسولُنا الحبيب - صلوات الله وسلامه عليه -: ((عَجَبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابتْه سرَّاءُ شَكَر، فكان خيرًا له، أو أصابتْه ضرَّاء صَبَر، فكان خيرًا له)). أختي الحبيبة، أنتِ الآن في هذا الوَضْع الذي أنتِ فيه تحسدكِ عليه كثيرٌ مِنَ البنات، فكثيراتٌ هن البناتُ اللواتي لا يَجِدْنَ فرصةً في الزواج، ارضي - حبيبتي - بما قَسَمه اللهُ لكِ؛ إنها نعمة فلا تتركيها تزول، ولا تعرِّضيها لهزات. أختي الحبيبة، إن توقَّفتِ وسألتِ نفسكِ: مَن هي أم زوجي؟ أولًا: هي أم الزوج الذي اختاركِ على مَن سِواكِ من النساء، ورَضِيكِ زوجةً له وأمًّا لعياله، وهي التي أنجبتْه وكبرتْه وهيَّأَتْه لتقدِّمه لكِ زوجًا عطوفًا وأبًا لأولادكِ، تَعِبتْ وسَهِرتْ ونَاضَلتْ لأجل الزوج الذي أنتِ تتنعَّمين بحبِّه وعطْفِه وحنانه، إنها الأمُّ التي تخاف مِنْ تغيُّر ابنها نحوَها، وانحسار حبه لها واهتمامه بها؛ ولذلك فهي تُترجم مخاوفها ومشاعرها كلماتٍ أو تصرفاتٍ تُضايق بها زوجةَ ابنها، تلك الزوجة التي عليها أن تتعاملَ مع حماتها وكأنها أمٌّ لها، فأمُّ زوجها أمٌّ ثانية لها، فتحسن إليها، وتعطفَ عليها، وتُشعرها بأنها لم تأخذ ابنها وتحرمها منه، بل إنها وزوجها لخدمتها؛ عِرْفانًا منهما بحُسن جميلِها. أختي الحبيبة، لا تُطالبي الزوج بما فوق طاقته، عليه أن يُحْسِنَ لكِ وأن يُحْسِنَ إلى أمه، فإن قصَّرَ في حق الأم فَوَيْلٌ له، وإن ظلَمَكِ وقصَّر في حقكِ فويلٌ له، والحياة صبرُ ساعةٍ، وهذا الوضعُ لا بدَّ أنه في يوم سيتغير، فاصبري واحتسبي الأجر مِنَ الله - تعالى - واشكريه على نِعَمِه، وعلى أنَّ أختكِ معكِ، وليستْ غريبةً عنكِ، تُساندكِ وتخفِّف عنكِ. أختي الحبيبة، تمسُّك زوجكِ بأهله ينبغي أن يُسْعِدَكِ؛ فهذا يدلُّ على وفائِه، وأنه سيُحْسِن مُعاملتكِ في المستقبل، وما دمتِ تحبِّينه فأكرمي أهله إكرامًا له، واعلمي أن عملكِ لن يذهبَ سُدًى أبدًا عند ربكِ أولًا، ثم عند زوجكِ ثانيًا، وأخيرًا عند أهله الذين سيشعرون بالخجل إنْ هم أساؤوا إليكِ، وقابلتِ الإساءة بالإحسان. أختي الحبيبة، اعلمي أن نقطة ضَعْف الرجل هي أمه، فإن أردتِ الوصول إلى زوجكِ فعليكِ بأسرع الطرُق، ألا وهي الإحسانُ إلى أمِّه، وجعلها بكلِّ الوسائل تحبُّكِ، فإن وصلتِ إلى قلبها؛ مَلَكْتِ قلبَ زوجكِ، وحسنت حياتكِ، وهي بِدَوْرِها ستُغَيِّر معاملتها تُجَاهكِ، وستصبحين ابنة لها. وأخيرًا أسأل الله تعالى لكِ الخير والسداد |
الساعة الآن : 10:03 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour