ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   الاقتصاد في الموعظة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=265125)

ابوالوليد المسلم 13-09-2021 03:57 AM

الاقتصاد في الموعظة
 
الاقتصاد في الموعظة


كيندة حامد التركاوي





يُستحب لمن وعظ جماعة أو ألقى علماً أن يقتصد في ذلك ولا يُطوِّل تطويلاً يُملُّهم، لئلا يضجروا وتذهب حلاوته وجلالتُه من قلوبهم، ولئلا يكرهوا العلم وسماع الخير فيقعوا في المحذور[1].

كَانَ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُ أَصْحَابُهُ بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْهِمْ. وَالْمَوَاعِظُ إذَا كَثُرَتْ لَمْ تُؤْثِرْ فِي الْقُلُوبِ فَيَسْقُطُ بِالْإِكْثَارِ فَائِدَةُ الْوَعْظِ [2].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالاعتدال والتخفيف في الصلاة والخطبة، رحمةً بالمؤتمين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ[3].


وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ للجميع، وهذا الأمر النبوي من أهم الأمور التي يجب على المربين إتباعها، لأن كثرة الوعظ، وكثرة التنبيه للأولاد، تنفرهم من تطبيق الأوامر، خاصة إذا كان الآباء أنفسهم لا يلتزمون بما يطلبونه من أبنائهم، فالتنظير التربوي يعاني من القصور؛ إذا كنا نحن الآباء لا نفعل ما نقول، وكثيراً ما نرى الوالدين يأمرون أبنائهم بأمر ويفعلون نقيضه، والبعض يكثر من التوجيه والتأنيب، وإعطاء النصائح حتى تفقد الكلمة معناها ولا يعود لها الأثر عند الأبناء، وهذا ما دعا إليه النبي الكريم في سنته الشريفة. وعلى الآباء والأمهات الانتباه إلى التقليل من التوبيخ الأوتوماتيكي وغير الضروري.. وإلى التقليل من الرقابة الصارمة على الأطفال، فالطفل ليس آلة نُديرها حسبما نشاء، إن له إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع؟ [4].


[1] النووي، الأذكار، باب استحباب الاقتصاد في الموعظة والعلم،274.

[2] العز بن عبد السلام، قواعد الأحكام في مصالح الأنام،2،387.

[3] البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأذان (10/...)، باب تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود،( 61 /212)، حديث
(702)، 2، 34 .

[4] شمسي باشا، حسان، كيف تربي أبناءك في هذا الزمان، دمشق، دار القلم، ط 6، 1428هـ/2007م، 38.




الساعة الآن : 04:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.79 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]