بخل الزوج على زوجته
بخل الزوج على زوجته أ. لولوة السجا السؤال ♦ الملخص: سيدة متزوجة مِن رجلٍ بخيلٍ، طلبتْ منه أشياء كثيرةً لكنه رفَض، حتى كرهَتْهُ وكرهتْ طفلها! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة، زوجي قبلَ أن يخطبني قام بشراء أرض بمبلغٍ كبير، وبعد عقدِ الزواجِ عندما كنتُ أقول له: أريد كذا، كان يقول ليس لديَّ مال! مع أنه يريد الزواج بسرعة، ويريد أطفالًا، فكنتُ أشعُر ببُخْلِه! عندما كنتُ أحكي لأمي كانتْ تقول: ليس بخيلًا! وكنَّا دائمًا على خلافٍ معًا، ولم أحبه في يوم مِن الأيام! حاولتُ أن أبحثَ عن عملٍ لأعوِّضَ مسألة بُخله ويكون معي مالٌ خاص بي، وطلبتُ منه تأجيلَ الزفاف لهذا السبب، حتى يتحسَّن وضعنا المادي لكنه رفض، حاولتُ أنْ أنفَصِلَ عنه، لكن الأهل لم يسمعوا كلامي، ورَفَضوا! بعد الزفاف زاد كرهي له، وزاد أكثر بعد أنْ أصرَّ على الأولاد، ورفَض عمَلي، وأصبحتُ حاملًا، وللأسف لم تَعُدْ لي فرصة لأعيش حياة كأي فتاة في عمر الشباب. كَرِهْتُ كل شيءٍ في حياتي؛ زوجي وأهلي وابني، وأتمنى أن يعودَ الزمن للخَلْف لكن للأسف لن يعودَ الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فالبخلُ صفةٌ يتفاوَت الناس في تقديرها، فما ترينَه أنتِ بُخلًا قد يراه الآخرون أمرًا عاديًّا، وقد يكون للزوجِ وجهةُ نظَرٍ فيما يتعلق بطلبك الذي طلبتِه ثم رفض توفيره، خصوصًا أن الأجيال الأخيرة مِن الفتيات أصبحتْ تُقيم وزنًا لأشياءَ ليستْ ضروريةً، والتي قد تتكلَّفُ مبلغًا طائلًا برغم تفاهَتِها، لذلك تجدين الخلافاتِ الزوجيةَ تَكْثُر في هذا الشأن. نعم، أنا معك في أنَّ هناك صنفًا مِن الأزواج يعير اهتمامًا شديدًا للمال، فلا يكاد يصرفُه إلا بعد عناءٍ أو قناعة شديدة، وهذه في الحقيقة طباعٌ، لكن... هل يعني ذلك أن الحياةَ قد انتهتْ، وهل ذلك أمرٌ يستحق أن يُهَدِّدَ العلاقةَ الزوجيةَ؟! أنتِ فتاةٌ عاقلة، وتُدركين أن هناك أساسياتٍ يَكفي وجودُها لاستقرار العلاقة الزوجية، أولها: دينُ الزوج وخُلُقه، فإن كان محافظًا على صلاته وركائز الإسلام الأخرى، فذلك يكفي مع بُعدِه عن مقارَفة الفِسقِ والمُنكَرات العظيمة. ويكفي في أخلاقه أنه لا يَضرب ولا يشتم، وانظري مثلًا للآباء ستَجدين أنَّ كلَّ فتاةٍ تُحب أباها، وترى أنه شخصٌ متميِّزٌ في نظرها بالرغم مِن شكوى والدتها منه في بعض الأمور التي ترى البنت بأنها ليستْ مهمةً، وأنه مهما كان حجمُ الحاجة لها فإنَّ ذلك في نظر البنت مِن المفترض ألا يُنْسيَ والدتها الصفات الإيجابية في والدِها، فقيسي ذلك على نفسِك بُنيتي. إنَّ الرجل المحافِظَ على ماله والذي يُوصَف بأنه اقتصاديٌّ يُعتبر رجلًا إيجابيًّا؛ حيث إنه يُحسن التصرُّفَ بالشكل الذي سيظَهرُ أثرُه في المستقبل القريب حين يجمع المال لأبنائه، ويجتهد في تهيئة أوضاعهم المستقبلية مِن سكَنٍ وتعليمٍ وزواجٍ وغير ذلك، ولعل هذا الفهمَ هو الذي جَعَل والدتك تختلف معك في الرأي، فأحْسِني الظنَّ بزوجك. ولا يمنع ذلك مِن مُحاولة إقناع زوجك بحاجتك، وذلك بطريقةٍ مهذبةٍ وهادئةٍ، فكثيرٌ مِن الأزواجِ يحتاج فقط لطريقةٍ مناسبةٍ في عرض الحاجة. واعلمي أنَّ كل شيء سيَتَغَيَّر مع صبرك وحسن تعامُلك، فالزوجُ إن لمس في زوجتِه صفات حكيمةً، فإنه سرعان ما يُبادر في تلبية حاجاتها إرضاءً ومحبةً وثقةً، فلا تجعلي هذا الأمرَ هَمَّك، وتعايَشي مع حياتك بقناعةٍ ورضًا، وتفاؤُلٍ بأنَّ القادمَ أفضل بإذن الله. |
الساعة الآن : 11:01 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour