ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في السنة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=263307)

ابوالوليد المسلم 01-08-2021 04:32 PM

حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في السنة
 
حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في السنة (خطبة)













رافع العنزي








عباد الله إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ امْتَنَّ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ بِبِعْثَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].








أَرْسَلَهُ اللهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28].







أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، فَخَتَمَ بِهِ الرِّسَالَةَ، وَهَدَى بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَعَلَّمَ بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَفَتَحَ بِرِسَالَتِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا، فَأَشْرَقَتْ بِرِسَالَتِهِ الأَرْضُ بَعْدَ ظُلُمَاتِهَا، وَتَأَلَّفَتْ بِهَا الْقُلُوبُ بَعْدَ شَتَاتِهَا، فَأَقَامَ بِهَا الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، وَأَوْضَحَ بِهَا الْمَحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ، وَشَرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، وَوَضَعَ عَنْهُ وِزْرَهُ، وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ، وَجَعَلَ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ، أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَذَهَابٍ مِنَ الْكُتُبِ، حِينَ حُرِّفَ الْكَلِمُ وَبُدِّلَتِ الشَّرَائِعُ،، فَهَدَى اللهُ بِهِ الْخَلاَئِقَ، وَبَصَّرَ بِهِ مِنَ الْعَمَى، وَأَرْشَدَ بِهِ مِنَ الْغَيِّ، وَفَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الأَبْرَارِ وَالفُجَّارِ، وَجَعَلَ الْهُدَى وَالفَلاَحَ فِي اتِّبَاعِهِ وَمُوَافَقَتِهِ، وَالضَّلاَلَ وَالشَّقَاءَ فِي مَعْصِيَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ.







إن محبةَ اللهِ ورسولهِ من أعظمِ واجبات الإيمان، وأكبرِ أصوله، وأجلِ قواعده.







دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وأطبقت عليه الأمة قال تعالى ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة:24] فالآية نص على أن محبةَ الله تعالى ومحبةَ رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن تقدم على كل محبوب مهما كان.







روى البخاري من حديث عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ فقال له عُمَرُ يا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إلي من كل شَيْءٍ إلا من نَفْسِي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وَالَّذِي نَفْسِي بيده حتى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ من نَفْسِكَ فقال له عُمَرُ فإنه الْآنَ والله لَأَنْتَ أَحَبُّ إلي من نَفْسِي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآنَ يا عُمَرُ).







وبهذه المحبة الخالصة للرسول صلى الله عليه وسلم، ينال العبدُ شفاعتَه، ويُحشر في زمرته، ويرافقه في الجنة؛ كما روى أنس رضي الله عنه فقال: "جاء رَجُلٌ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قال وما أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ قال حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قال فَإِنَّكَ مع من أَحْبَبْتَ قال أَنَسٌ فما فَرِحْنَا بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ من قَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم فَإِنَّكَ مع من أَحْبَبْتَ قال أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ وَإِنْ لم أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ" رواه البخاري ومسلم.







وَمِنْ حُقُوقِهِ صلى الله عليه وسلم:



طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَالانْتِهَاءُ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ وعَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟، قَالَ: ((مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)) وَقَدْ جَعَلَ اللهُ الْهِدَايَةَ فِي طَاعَتِهِ؛ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54].







ويجب علينا الحذر من مخالفته فهي حفرة من حفر النار قال تعالى: ﴿ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].







بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...







الخطبة الثانية







أما بعد: فيا أيها المسلمون:



إن للسُّنَّة النبوية الشريفة مكانةً عالية كبرى، ومنزلةً سامية عظمى؛ إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي؛ فأحكامنا الشرعية التي أُمِرْنَا أن نعمل بها إنما نستقيها من وحي ربنا الذي يشمل القرآنَ الكريمَ والسُّنَّة المطهرة، ومما يدل على أن السنة وحي من الله قوله -تعالى-: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النَّجْمِ: 4]، وقوله -تعالى-: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 231]، وقوله -تعالى-: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الْأَحْزَابِ: 34]، قال أهل التفسير: “الحكمة السنة”.







ومما أخبر عنه الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- أنه سيأتي من بعده أقوام يَرُدُّون أحاديثَه ويطعنون فيها، فعن المقداد بن معد يكرب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا إني أوتيتُ القرآنَ ومثلَه معه، ألا يوشك رجلٌ شَبْعَانُ على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتُم فيه من حلال فَأَحِلُّوه، وما وجدتُم فيه من حرام فَحَرِّمُوهُ” (رواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وأحمد).







والواجب على كل مسلم أن يحذر من دعاة الضلالة الذين يَرُدُّونَ أحاديثَ رسولِ اللهِ الثابتةَ، ويشكِّكُون في السُّنَّة ويطعنون فيها.







قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خَلَف عدولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).







قال الإمام النووي: وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بصيانة العلم وحفظه وعدالة ناقليه وأن الله تعالى يوفق له في كل عصر خلفًا من العدول يحملونه وينفون عنه التحريف وما بعد فلا يضيع وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر وهكذا وقع ولله الحمد وهذا من أعلام النبوة. اهـ







وحين يذكرُ الاحتجاجُ بالسنة يأتي في مقدمتها صحيحا البخاري ومسلم، الذي تلقتهما الأمة بالقبول، وعلى العمل بهما طوال العصور، وأجمع العلماء على أن أحاديثهما قد قالها النبي -صلى الله عليه وسلم- قطعيًا.







قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: “وَأَمَّا كُتُبُ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةُ: مِثْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، فَلَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ“.







وبقي أهل السنة عبر كل جيل على هذا المنهج لا يضرهم من خاصمهم أو خالفهم، وفي كل عصر وجيل تنبت نوابت تطعن في السنة أو في كتب الصحاح، بتبريرات عبثية، ونقد غير علمي خارج منهجية المحدثين المختصين.







إن الطعن في صحيح البخاري لا لذات البخاري وإنما يقصدون به الطعن في السنة ولذلك يعمدون الى أصح كتاب فيطعنون فيه لأن مادونه أسهل.







يذهب جيل ويأتي جيل ويبقى صحيح البخاري باقيًا مابقي الليل والنهار.







وصلوا رحمكم الله...




الساعة الآن : 03:01 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.98 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.72%)]