التوفيق بين الدراسة والبيت
التوفيق بين الدراسة والبيت أ. شروق الجبوري السؤال ♦ الملخص: سيدة تدرس في مرحلة الدكتوراه، لديها مشكلات في دراستها، ولا تستطيع التوفيق بين دراستها وبيتها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا في السنة الرابعة من الدكتوراه، مشكلتي أن بحثي الجامعي ينقسم إلى جزأين ليس بينهما صلةٌ! وقد قمتُ بإهدار 3 سنوات في الجزء الأول من البحث فقط، ولم يكنْ بيني وبين المُشرِف تواصلٌ جيدٌ ربما لانشغاله أو لتقصيري؛ هذا أمر. الأمر الثاني: أنَّي تزوجتُ ولدي طفل، وللأسف أصبح التقصير شديدًا في البحث، وأيضًا مع زوجي وابني. لا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أوفق بيني الدراسة وبيتي؟ وكيف أسير في دراستي بخطوات ثابتة؟ أشيروا عليَّ بارك الله فيكم الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. وأَوَدُّ أن أشيدَ وبتقديرٍ كبيرٍ بجهودك واجتهادك المميزين على صعيد العائلة والدراسة، ولا يَخْفَى على أحد صعوبة وثقل متطلباتها. وقبل أن أشرعَ في الرد على رسالتك: أَوَدُّ التعليق على عبارةٍ استَوْقَفَتْني في رسالتك، وهي قولك: (مشكلتي أن بحثي الجامعي ينقسم جزأين ليس بينهما صلةٌ)! فالمعروفُ في البحث العلمي أن الباحث يدرس فيه تأثيرَ متغير/ أو متغيرات على أخرى، وحتى في الأبحاث التي لا تدخل مجال دراسة العلاقات أو التأثيرات، فهي تسير على ذات المنهجية التي يُبنى فيها هيكل البحث بشكل هرمي؛ أي: إن جميع أجزائه تصب في نفس الموضوع الذي تناوله البحث، فإذا لم يكنْ ما فهمته خطأ في التعبير، ووجدتِ في هذه الملاحظة ما يستوقفك، فأنصحك باستشارة مختصٍّ في مجالك الدراسي قبل مفاتحة المشرف بذلك لاستيضاح الأمر ومعالجته. عزيزتي، رغم إشادتي بطموحك وجهدك المميَّز الذي تبذلينه، لكن ذلك لا يمنع أن أشيرَ إلى وجود ضعف في (التخطيط) لديكِ، فالنجاحُ في الحياة يتوقَّف على ركائزَ عديدةٍ، وليس فقط على البذل والاجتهاد، ومن بين تلك الركائز: التخطيط الجيد، الذي يأخُذ بعين الاعتبار جميع الظروف والتفاصيل الحاضرة، والتوقع الصائب لما سيأتي من ظروف، وهذا ما استَشْفَفْتُه من سياق رسالتك أنك قد أخفقتِ فيه. وهذا لا يعني قطعًا استسلامك للظرف الحالي، ولكني أشير إليه بدافع تبصيرك بأسباب المشكلة، وكذلك لتجاوز الوقوع في مثل هذه الإخفاقات مستقبلًا، وفي جميع المجالات، وليست الدراسية منها فقط، خاصة وأنك قد تحتلين وظيفة في المستقبل لها أعباؤها والتزاماتها الخاصة أيضًا. ولكونك قد استنفذتِ ثلاث سنوات من مدة الدراسة، فإني أنصحك في الوقت الحالي أن تتقدَّمي بطلَب تأجيل فصل دراسي واحد، على أن تستغلي هذا الفصل بالتركيز على جانبين مهمين هما: مراجعة مُكَثَّفة للنتائج التي توصلتِ إليها في الجزء الأول من البحث، ثم الانتهاء من كتابته، وعلى القيام بالخطوات الأساسية من الجزء الثاني من البحث؛ بمعنى: أن التأجيل يكون فقط بسبب إيقاف حساب الفترة الدراسية مِن جهة، ولتتأكدي مِن سلامة النتائج التي تحصَّلْتِ عليها في المرحلة السابقة، وهما أمران سيُعطيانك ارتياحًا وثقة تُيَسِّران لك التقدُّم في خطوات عملك في الجزء الثاني مِن البحث، ثم في جلسة مناقشة الأطروحة بإذن الله تعالى. كما أنَّ لديك خيارًا آخر، يَكْمُن في تقدمك بطلب لرئاسة الجامعة بواسطة الكلية لتمديد المدة الدراسية والتقدم بأسباب مقنعةٍ لطلبك، وهو أمرٌ تأخذ به أغلبُ الجامعات العربية وغيرها، وإن تَمَّت الموافقة فأنصحك باتباع نفس الخطوات التي أشرت إليها في موضوع تأجيل فصل دراسي. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يفتحَ لك أبواب العلم والخير، ويُيسِّرَ أمورك، وينفع بك وبعلمك وسنكون سُعداء بسَماع أخبارك الطيبة |
الساعة الآن : 11:03 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour