أخاف من الزواج بسبب جسمي
أخاف من الزواج بسبب جسمي أ. فيصل العشاري السؤال ♦ الملخص: شاب نحيف الجسم، ولديه انطوائية شديدة، يريد الزواج، لكنه لم يَعتَدْ تحمُّل المسؤولية، يريد بعض النصائح التي تجعله يتخطى المشكلات النفسية التي يقع فيها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عمري 27 عامًا، أعيش في أوروبا مع عائلتي وأود الزواج، لكن مشكلتي أني خجول جدًّا وانطوائي، ولم أتعوَّد على تحمل المسؤولية، وكثيرًا ما حاولتُ الابتعاد عن الزواج، لكن لم أعُدْ أستطيع مقاومة هذا الفراغ العاطفي، وأود أن أكوِّن أسرة، علمًا بأني أشغل نفسي بالمطالعة، وأقرأ في اليوم عشر ساعات، ويقولون عني: مثقف! ولعل هذا الأمر هو الشيء الوحيد الإيجابي في شخصيتي. تناولتُ مُهدئًا جنسيًّا كي أتخلَّصَ من هذا الفراغ، لكن النتيجة كانتْ غير محمودة للأسف. مشكلتي الأخرى أني نحيف الجسم، ولا أعاني مِن مرضٍ ولله الحمد، ومن ثَم فلستُ جذابًا، فهل مثلي يجد امرأةً تقبله؟ أفكِّر في الزواج من امرأة عقيم حتى تقبلني! فالمهم عندي أن أحصن نفسي وليس الذرية. المشكلة الثالثة أن دخلي لا يسمح لي حاليًّا بأن أُكوِّن أسرةً، وأنا أبذُل جهدي لأزيد مِن دخلي، فهل سيكون هذا عائقًا؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. جميل أن تنظرَ إلى الإيجابيات في حياتك، وكونك تقرأ يوميًّا عشر ساعات فهذه إيجابية كبيرة في حياتك؛ إذ ستصنع منك رجلًا مثقفًا بالتراكم المعرفي مع مرور الوقت. أما ما أثرتَه من مشاكل تتعلق بشخصيتك الانطوائية، فلا بد مِن الاهتمام بالعلاج السلوكي المعرفي، ومواجَهة هذا الانطواء بما يُضاده مِن وسائل مثل: • حُضور اللقاءات والاجتماعات العائلية والمناسَبات العامة. • المحافَظة على صلاة الجماعة. • الاشتِراك في أعمال جماعية؛ كالأعمال التطوُّعية والرياضيَّة ونحوها. أمَّا موضوع جسمك النحيل، فليس عيبًا ولا حاجزًا في طريق الزواج؛ إذ إن الناحية الجسدية ليس لها اعتبارٌ كبير عند مَن يُقدِّر معنى الروح والفكر، ولأنَّ الجسد لا يدخُل في كسب الإنسان وصنعه، لذلك لا يُقَيّم عليه، وإنما يُقيّم على عمله وفكره وإبداعه، فلا تقلقْ مِن هذه الناحية. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظُر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظُر على قلوبكم)). كما أنه ليس مهمًّا أن تتواضع وتتزوج امرأةً عقيمًا، بل ستجد بغيتك بإذن الله في امرأةٍ تملأ عليك البيت أطفالًا وسعادة. بقيت مشكلتك المادية، وهذه رهينة الترتيب الزمني والإنساني، بمعنى: أن الغنى والفقر لا يدوم، وفي كل يوم يُبَدِّل الله من حالٍ إلى حالٍ، والمطلوبُ منا هو أن نبذُلَ الأسباب المادية المعقولة التي نرى أنها تؤدِّي إلى النتائج التي نبحث عنها، فأنتَ في سنٍّ يسمَح لك بالعمَل والاكتِساب. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأنْ يشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدك التقوى والله الموفق |
الساعة الآن : 01:18 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour