ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   تقدم لي شيعي فهل أوافق عليه؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=261770)

ابوالوليد المسلم 02-07-2021 01:44 AM

تقدم لي شيعي فهل أوافق عليه؟
 
تقدم لي شيعي فهل أوافق عليه؟


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال

الملخص:
فتاةٌ تقدَّم لها شيعي للزواج منها، وأخبرها أنه ليس كالشيعة المعروفين الآن، وتسأل: هل أقبله أو لا؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة سُنية، تعرَّفتُ إلى رجلٍ شيعي، أخلاقُه جيدة جدًّا، حتى إنني كنتُ أظنُّه سُنيًّا.
أَحَبَّ كلٌّ منا الآخر، ووعدني بأنه سيتقدَّم لخطبتي، لكن مِن علاقتي وقُربي منه عرَفتُ أنه مِن الشيعة الذين يُوالون علي بن أبي طالب فقط، وليس مِن الشيعة المعروفين لدينا.


عندما كنتُ أسأله عن معتقدات الشيعة المشهورة الذين يسبُّون الصحابة... إلخ، كان يتعجَّب مِن أسئلتي، ويقول: أنا شيعي، لكني أتبِع نهجَ الله ورسوله، وكانتْ أفعالُه أيضًا تُثبِت لي ذلك، حتى إنه يوم اللطم لا يلطم ولا يضرب نفسه مثل الشيعة، بل يوم التطبير كان يذهب ويتبرَّع بالدم ليستفيدَ منه غيره!!


اقتنعتُ مِن كلامه أنَّ الشيعة طوائفُ كثيرة؛ منها السيئ، ومنها الجيد الذي لا يوجد بينه وبين السُّنة فرقٌ إلا في موالاة عليٍّ، وشيعة العراق غير بقيَّة الشيعة.
الآن تقدَّم لي، لكني مُتردِّدة، وأهلي يَرْفُضونه كونه شيعيًّا، فأتمنى أن تشيروا عليَّ برأيكم بارك الله فيكم.

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أيتها الابنة الكريمة أنَّ مِن أكثر ما يُعينك على تخطِّي تلك الحيرة والتردُّد: تغليب جانب العقل على الجانب العاطفيِّ، وأن تنظري فيما يؤول إليه الأمرُ، وتؤثري ما يقتضي العقل السليم رُجحانه، وإن كان على خلافِ هوى نفسك؛ فالإغراقُ في الحبِّ يَجعل المعروفَ منكرًا، والمنكرَ معروفًا، ويصم الآذان عن سماع قبائحه، ويعمي عن رؤية المعايب، كما رُوي: ((حبُّك الشيء يعمي ويصم))؛ رواه أحمد وأبو داود، وهذا حالُ كلِّ مَن غلب قلبُه عقلَه، فيصير لا يُبصر قبيحَ ما يفعله، ولا قُبح الحبيب، ولا يسمع نهي مَن ينصحه، وقد أحسن الشاعر في قوله:


وحُبُّك الشيءَ يُعمي عن قَبائحِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويَمْنَع الأُذْن أن تُصغي إلى العذَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وفي كتاب الأمثال لابن سلام (ص: 224): قال بعض الحكماء: إذا أشكل عليك أمران، فلم تَدْرِ أيهما أدنى إلى الصواب والسداد؛ فانظُر أثقلَهما عليك فاتبعه، ودَع الذي تهوى؛ فإنك لا تدري لعل الهوى هو الذي زيَّنَه في قلبك، وحسَّنه عندك!


وقد أحسنتِ بارك الله فيك بلُجوئك إلى الاستشارة؛ فما خاب مَن استخار، ولا نَدِم مَن استشار، فجزاك الله خيرًا على هذا الأدب الإسلامي الراقي؛ أعني: طلَب النُّصح والمشورة، وغالبُ ظني أنَّ وراء ذاك عقلًا راجحًا، وقلبًا حيًّا، أسأل الله أن يُلْهِمَك رُشدك، ويُعيذك مِن شرِّ نفسك.


الابنة الكريمة، لا تُحاولي خداعَ نفسك، ولا تُكرِّري الخطأ مرتين؛ فقد أخطأتِ أولًا لما تساهَلْتِ وخالفتِ الشرع والعُرف بإقامة علاقة مع رجلٍ أجنبي، ولو بغرَض الزواج؛ فليس في الإسلام ما يُعرَف بعَلاقات الحبِّ العفيف قبل الزواج، فيجب عليك التوبة مِن هذا الذنب.


وعدم تَكرارك للخطأ يعني: أن تكفِّي وتقطعي كل اتصال مع هذا الرجل، فإنه لا يحلُّ لك، ولا تحلين له؛ لِمَا سأذْكُره وأُبَيِّنه بالدليل الشرعي والعقلي بعد هذه الوقفة العابرة.
أولًا: ظنُّك أنَّ الشيعة طوائف وفِرَق كثيرة غير دقيقٍ؛ لأن الشيعة الموجودين في زماننا هذا كلُّهم مِن الشيعة الإماميَّة الجعفرية الاثنَيْ عشرية، وهم مِن أَشَرِّ الفرَق وأكذبهم وأظلمهم وأشدهم نفاقًا؛ حيث يَعتقدون أنَّ القرآن الكريم دَخَلَهُ التحريفُ والنقصُ والزِّيادة، ويستحلون الزِّنا باسم نكاح المُتعة، ويُكفِّرون عامَّةَ أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، خصوصًا الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما - مع تزكية القُرآن الكريم لهما - ويَزْعُمون أنهم رضي الله عنهم ارتدوا بعد وفاة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، إلا نزرًا يسيرًا مِن آلِ البيت، وهذا القولُ يلزم منه الطعن في دين الإسلام رأسًا، والقدح في الشَّريعة؛ فالطعنُ في نقَلَةِ الشَّريعة الذين شرَّفهم الله بصُحبة نبيه، وأخذ الدين عنه نقله لِمَنْ بعدهم - يَمنع الثقة في القرآن العظيم وسُنة سيد المرسلين صلَّى الله عليه وسلَّم، عياذًا بالله مِن هذا!


كما أنهم يَقذفون أُمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ وهذا بمُفردِه كفرٌ مجرد؛ لأنه تكذيب للقرآن الكريم الذي برَّأها، إلى غير ذلك مِن العقائد الباطلة المدوَّنة في كتبِهم القديمة والحديث.


غير أنَّ مِن أصول الدين عند الشيعة: ما يُعرف بالتقيَّة، وهي مرادِفة للكذب والنفاق، فيُظهرون خلافَ ما يُبطنون مِن العداوة؛ مُشابَهة لليهود، وهم يُقَرِّرون في كتبهم أنها ركنٌ مِن أركان دينهم؛ كالصلاة أو أعظم! ويقولون: مَن لا تقية له لا إيمان له، كما في كتبِهم، وفيها: (عليكم بالتقيَّة؛ فإنه ليس منَّا مَن لم يجعلها شعاره ودثاره، مع مَن يأمن جانبه؛ لتكونَ سَجِيَّة مع مَن يحذره)، (تارك التقيَّة كتارك الصلاة)؛ (بحار الأنوار75/ 421، مستدرك الوسائل12/ 254)، وأن (تسعةَ أعشار الدين هو التقية)؛ (الكافي2/ 217، بحار الأنوار75/ 423).


فتأمَّلي ذلك جيدًا سلمك الله؛ إذ كيف تثقين في صحة كلام مَن تسعة أعشار دينه الكذب والنِّفاق؟ أم كيف تُصدقين مَن يدين بنحلةٍ توجب على صاحبها أن يُظهرَ خلاف ما يبطن؟


وهي - أعني: التقية - نفاقٌ محضٌ، لا يمتُّ للإسلام بصلة، وهي السببُ الرئيس في عدم الوثوق في أيِّ كلامٍ أو وعدٍ أو عهد مِن الشيعة؛ فهم كالمنافقين تمامًا الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [الفتح: 11]، ولتلك الخصلة الذميمة أجمع أهلُ المعرفة بأحوال الرجال على أنَّ الرافضة أكذب الطوائف، ومِن أشر فِرَق المُبْتدِعة وأكذبهم وأظلمهم وأجهلهم، وأقربهم إلى الكفر والنفاق؛ حتى قال الإمامُ الشَّعبي كما في "منهاج السنة النبوية" (1/ 23): (أُحذِّركم هذه الأهواء المضلَّة، وشرُّها الرافضة؛ لم يدخلوا في الإسلام رغبةً ولا رهبةً، ولكن مقتًا لأهل الإسلام، وبغيًا عليهم، قد حرَّقهم عليٌّ رضي الله عنه بالنار، ونفاهم إلى البلدان...، إلى أن قال: وفُضِّلت اليهودُ والنصارى على الرافضة بخصلتَينِ: سُئلت اليهود: مَن خير أهل مِلتكم؟ قالوا: أصحابُ موسى، وسُئلت النصارى: مَن خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسُئلت الرافضة: مَن شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم! أُمِروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم"!


وعلى فرض صِدق ذلك الرجل، وأنه يختلف عن بقية الشيعة، وهذا أمرٌ قد يُتَصَوَّر في الذهن، وليس في خارجه؛ لأنَّ مِن شأن كل إنسان أنه لما يظهر له قُبح الطائفة التي ينسب إليها يتركها، بل ويذمها ويتوب إلى الله، ويُعلن البراءة منهم، وهذا أمر لا يسع عوام الشيعة غيره، خصوصًا مَن قد تربَّى بين الشيعة، ويعلم من مَخازيهم وفسادهم العقدي وبَطْشهم بأهل السنة أكثر منا ومنك، وإلا كان مِن الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23]؟! فليس معهم مستندٌ ولا دليل فيما هم فيه مِن الضلال، إلا تقليد الآباء والأجداد!


ومما يَدُلك على تمسُّكه بنحلتِه: تبَرُّعه بالدم يوم التطبير؛ لأنه يوم الإدماء، فلم يتركه بالكلية، وإنما أخرج الدماءَ بطريقة عصرية أو طبية!


الابنة الكريمة، احذري أن تُخادعي نفسك، ولا تُصدقي تلك الفِرية التي يُروِّج لها مِن مدةٍ طويلة؛ أعني قوله: إن شيعة العراق يختلفون عن غيرهم، أو: إن الشيعة العرب يُخالفون الشيعةَ الأعاجم؛ فهذا كذب محضٌ، فكلنا يرى ويسمع كل يوم عن الفظائع والوَيْلات والمذابح التي يرتكبونها مع أهل السنة، وهي غيرُ خافية على أحد، وانظري كيف تَجَمَّع الشيعة مِن بلدان العالم عرَبهم وعجَمهم لنُصرة الشيعة الإسماعلية في سورية؟!


الابنة الكريمة، أنصحك بقراءة كُتيب: "لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتَبْرِئَةُ الأئمةِ الأَطهارِ"؛ تأليف حسين الموسوي، وهو أحدُ أبناء الشيعة الذين لم يسعهم السكوتُ على عقائدهم الباطلة، فتاب، وألَّفَ تلك الرسالةَ إعذارًا إلى الله تعالى، وتحذيرًا للمسلمين.



وفي الختام، آمل أن تتذكري دائمًا أنَّ النظرَ في العواقب شأن العقلاء، فالشارعُ الحكيمُ أوجب علينا أن يكونَ الزوجُ مَرضيَّ الدين والخلُق، ولحكمة أن الزوج هو رئيس البيت، ولا يؤمن أن يُفسدَ على الزوجة والأبناء دينهم، والسلامةُ في الدين لا يَعدلها شيء، ومَن تَرَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه.
أسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يُعيذك مِن شر نفسك




الساعة الآن : 11:26 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 15.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.59 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.60%)]