هل أترك وظيفتي ؟
هل أترك وظيفتي ؟ أ. فيصل العشاري السؤال ♦ الملخص: فتاة تخرجتْ في كلية الحُقوق وتعمل في مكتب للمحاماة، لكنها لم تستفدْ شيئًا ولم تتقدَّمْ في العمل، وكل مَن حولها يعدُّونها سكرتيرةً، مع أنها حاصلة على الماجستير في الحقوق، وتسأل: هل أترك العمل أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ أعمل محامية منذ 4 سنوات، لكن المشكلة أن الجوَّ الذي أعمل فيه جَوٌّ كئيبٌ ومُمِلٌّ جدًّا، ولا أحصل على حقوقي القانونية، مع أنني أعمل في قضايا حقوق العمال مِن أصحاب الأعمال! أشعُر بضيقٍ شديدٍ كل يوم في الصباح عندما أذهب للعمل، وصاحبُ العمل يَستغلني، ويمنعني مِن الاختلاط بالعالَم الخارجيِّ؛ حتى لا أرى كيف يعمل ويعيش الآخرون، ولكي أبقى تحت رحمتِه! أشعُر أنَّ العالَم أكبر مِن هذا المكتب الذي لا يحتوي على أي مُقومات لأماكن العمل، وهذا أدى إلى أنَّ كل الناس لا يعلمون أنني محامية، بل يَعُدونني سكرتيرة فقط! مع أني حاصلة على الماجستير في الحقوق، فأشعر بيأسٍ شديدٍ مِن هذا العمل! المشكلة أنني وُعدتُ بعملٍ في مكتبٍ آخر، لكن أتحمَّل العمل في هذا المكان رجاءَ أنْ أتعلَّم، لكن مرَّت السنوات ولم أتقدمْ ولم أتعلمْ شيئًا. والمشكلة في المكتب الجديد أنه سيكون بعيدًا جدًّا، وسيكون الحال أسوأ، وسأكون مُتعَبَةً ومُرهَقةً بسبب بُعد المكان، ولا أعلم كيف أُقَرِّر؟ أرجو نصيحتكم للخروج مِن هذه الدوامة الفكرية التي شغلَتْني وجزاكم الله خيرًا الجواب الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. لا يوجد أفضل مِن الحرية والاستقلالية إذا وَجَد الإنسانُ إليهما سبيلًا. لكن ما يحصُل عادةً هو أن ظروفًا معينةً تُجبرنا على اتخاذ وضعٍ واحدٍ، ونمطٍ وظيفيٍّ معينٍ لا نُغيِّره، ونكون في انتظار تحسُّن الظروف. وهذه الظروفُ في الواقع لا تَتَحَسَّن إذا لم نُبادِرْ نحن إلى تحسينها، والعمل مِن أجْلها. بل إنَّ طُولَ العمَل في مكتبٍ واحدٍ، ونمطٍ واحدٍ يجعل الإنسانَ يأسن؛ (كالماء الآسِنِ الراكد)، فيتطبع على خُلُق الركود الوظيفي، ويظل أداةً في يدِ غيره فحسبُ. اتخاذُ قرارِ التغيير ينبغي أن يكونَ اليوم قبلَ غدٍ؛ ولكن... بعد أداة الاستدراكِ (لكن) تكمُن مشكلتك وظروفك التي لا نعلَمُها جيدًا. في العادة في مِثْل هذه الحالة ينبغي إخراجُ قلم وورقة، وكتابة مشكلتك باستخدام تحليل swot، فتكتبين كل ما يتعلق بنقاط: • القوة. • الضعف. • الفُرَص. • التهديدات. ويُمكن الرجوع للإنترنت لكيفية استخدام أداة التحليل هذه، وبحكم كونك محامية لا أعتقد أنَّ مِثْلَ هذه الأداة الإدارية تَخفى عليك، أو على الأقل فكرة التحليل نفسها، بغَضِّ النظر عن الاتباع الحرفي لنظام التحليل. إذا اتضح لك أن هناك فرصةً للاستقلالية والابتعاد عن الارتهان الدائم للآخرين، فبادِري فورًا، ولا تنسَي الاستخارة وإحسان التوكُّل على الله تعالى، والإلحاح عليه سبحانه وتعالى أن يجعلَ لك فرَجًا ومخرجًا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]. نسأل الله تعالى أن يُيسرَ لك أمرَك واللهُ الموفق |
الساعة الآن : 02:48 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour