هل أصبح زوجة ثانية ؟
هل أصبح زوجة ثانية ؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: فتاة لم تتزوج بعدُ، تفكر في الزواج من باب العفة وإنجاب الأطفال، لكنها لا تريد أن تكون زوجة أولى، بل تريد أن تكون زوجة ثانية؛ وذلك حتى تنتبه لنفسها وأمورها، وحتى لا تأخذ مسؤوليات البيت كل وقتها، وتريد المشورة والنصيحة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدايةً جزاكم الله خيرًا على ما تُقدِّمونه لنا مِن مجهودٍ عظيمٍ، وأرجو من الله أن يزيدكم علمًا. أنا فتاة عمري 28 عامًا، لم يسبق لي الارتباط من قبل، مشكلتي أنني أكره فكرة الزواج؛ بسبب مَواقف تعرَّضْتُ لها مِن قبلُ مع خطَّابٍ تقدموا لي. الحمد لله أنا مَعروفة بطيبتي وتديُّني، ومن أسرةٍ ميسورة الحال، لكن المشكلة أن كل مَن تقدم لي كان يتصيد لي أخطاء وينفر مني ويتقدم لغيري. أنا موقنة أن كل شيء بقدر، لكن أصبحتُ لا أستطيع تقبُّل فكرة الزواج، وشعرتُ أنه لا يمكنني أن ائتمن أي رجلٍ على نفسي. توجهتُ للمشاركة في الجمعيات الخيرية، وكنتُ سعيدةً، وبدأتْ نفسيتي تتحسَّن كثيرًا، وكان يتقدم لي خطاب كثيرون لكني كنتُ أرفضهم. ما يَدفعني للزواج الآن هو تحقيق العفة وإنجاب أطفال أباشر تربيتهم بنفسي، وأفكر أن أكونَ زوجةً ثانية لشاب مناسبٍ؛ حتى لا أتفرغ كليًّا لمهام البيت، ولأركِّز على العمل والمشاركات التطوعية! لكن المشكلة أن فكرةَ الزوجة الثانية لا تلقى استحسانًا كبيرًا في مجتمعي، خاصة إذا كانت الفتاةُ بكرًا، وتمتلك مقومات جيدة، لكني أرفُض أن أكون الزوجة الأولى والوحيدة لشخص؛ لأنني أرى أن مسؤوليات الزواج لا ينبغي أن تأخذ كل وقتي، كما أنني أريد وقتًا أطول للاهتمام بنفسي وصحتي. فما نصيحتكم ورأيكم في مثل هذا بشيءٍ مِن التفصيل؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيتها الكريمة، حياكِ الله ووفقكِ ويسَّر أمركِ، وشكر لكِ طيب ثنائكِ، وجميل دعائكِ. إذًا لا تريدين بيتًا يستنزف طاقتكِ، ولا تريدين البقاء بلا زوج وأطفال يملؤون فراغكِ العاطفي، ويُشبِعون رغبتكِ الفطرية في أن تكوني أمًّا صالحة، فوجدتِ بعد التفكير أن فكرة الزوجة الثانية قد تحقق تلك المعادلة الصعبة، وتحل المشكلة، واسمحي لي أن أوضح لكِ بعض ما خفي عليكِ في حياة لم تجربيها، وتجارب لم تذوقيها. مع أن التعدد مباح إلا أن مجتمعنا ما زال يحاربه بكل قوة، وما زالت النظرة إلى الزوجة الثانية بين ظالمة ومظلومة؛ فلعلكِ لم تطلعي على ما يثار في البيوت من مشكلات، وما يُبرم من نيران بين الزوجات بل وأبنائهن الذين هم إخوة وأخوات، وبعيدًا عن المخطئ والمصيب، إلا أن الواقع يشهد بأن مثل هذه البيوت تستنزف الوقت والعافية أكثر من غيرها، وليس كما تظنين! لو سألتِني عن شاب متزوج بعينه تقدم لخطبتكِ وفيه من الأخلاق والدين ما يُبشر بخير، لأشرت عليكِ بالقبول؛ إذ إن معيار القبول الخلق والدين، والمتزوج لا يعيبه زواجه. أما وأن تجعل الفتاة الزواج شرطًا فيمن يتقدم إليها، فغير مقبول ذلك أبدًا؛ فأنتِ لم تجربي التعامل مع الزوج بعدُ، ولم تعرفي للغيرة الجِبلية معنى، ولم تُقدري ألا يكون لكِ في زوجكِ إلا ما يُقسم على بيتين أو أكثر. الزواج يا عزيزتي لا يستنزف العافية والوقت والجهد، إلا أن تُهمِل المرأة نفسها بنفسها، وأن تعيش حياتها بعبثية بعيدًا عن التنظيم والترتيب الذي اعتدتِه في التعامل مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ولو تأملتِ حولكِ لوقعتِ على نماذج طيبة ممن تقوم بأعمال بيتها وترعى أبناءها وزوجها وتشارك في أعمال خارج بيتها، والمرأة قادرة على تنظيم وقتها وحياتها بأيسر السبل، والله يبارك لمن يشاء. ثم إنكِ لا تتحملين المقارنات وتصيد الأخطاء - كما ذكرتِ – والحياة مع زوج متزوج قلَّ أن تسلم من ذلك؛ فقد يقارن بينكِ وبين أزواجه في أمور تجرح مشاعركِ وتكسر خاطركِ، وهذا وارد، فهل تهربين مما تخشينه إليه؟! دعي عنكِ تلك الأفكار، واجعلي شرطكِ الدين والخُلق، واقبلي من يأتي سواء كان متزوجًا أو أعزب، وسلي الله السلامة من كل شر، والتوفيق لكل خير. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل |
الساعة الآن : 12:32 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour