ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   قراءة في وجه امرأة شوهــــاء! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=260088)

ابوالوليد المسلم 09-06-2021 02:17 AM

قراءة في وجه امرأة شوهــــاء!
 
قراءة في وجه امرأة شوهــــاء!
عبد الرحمن بن صالح العشماوي




بدت بوجهٍ قبيح اللّونِ محروقِ***وقد علتْ فيه أصواتُ المساحيقِ

وقد جرتْ فيه للأصباغ معركةٌ***عنيفةٌ واعتلى صَوتُ البطاريقِ

لها فمٌ واسعُ الشّدقين تملؤه ***أسنانُ غُولٍ فلا تسأل عن الرّيقِ

ولا تسلْ عن جبين ٍ بارزٍ رسَمَتْ***فيه الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ

ولا تسلْ عن لسانٍ ساءَ منطـقهُ***إذا تحدّث ألغى صَرْحَهَ البوقِ

لصوتها غنة شوهاء مؤذية***كأنما قد أصيبت بالخوانيق

رنَتَ بعينين كالثقبينِ قد مُلئا***غَدراًً، وقد عانتا من شدةِّ ِ الضّيق ِ

كأنما رُبطتْ أطرافُها، فبدتْ***كعين إبليسَ في جَفْن ٍ وفي مُوْق ِ

أهدابُها كغصون ِ الشّوك ِ أظهرها***فَصْل ُ الخريف ِ بلا زَيْف ٍ وتزويق

***

بيضاءُ لكنّها سوداءُ قاتمة ٌ***لمن يراها بعين ٍ ذات ِ تدقيق ِ

تمشي فتحسب أنّ الخُبْثَ في جسد***يمشي أمامك مفتوحَ المغاليق ِ

حديثُها كذبٌ مَحضٌ، حقيقتُه***مأخوذة ٌ من أباطيل الغرانيق ِ

تُباع في كلّ سوقٍ للضلالِ، فلا***تسأل عن التاجر الكذّاب والسوق

ولا تَسَل عن دنانيرٍ مزوّرة ٍ***وعن عُقودٍ جرتْ من غير توثيق ِ

وعن سماسرة ٍ باعوا ضمائرهم***وذوّبوا العقل في نار الأباريق ِ

خبيرة في ادّعاء ِ العدل جاهدة ٌ***في وَصْفِ آثارِه من غير تطبيق ِ

تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً***وفي مشاعرها إحساسُ زنديق ِ

سمعتُ عنها حديثَ المُعجبين بها***ومَنْ يُلاقون دَعواها بتصفيق ِ

سمعتُ عنها حديث َ العاشقين لها***فَاستْفَْت ِ عن عاشقٍ لاه ٍ ومعشوق ِ

أتيتُها وظلام الليل يلعنها***مما يشاهد من فسق ٍ وتَلفيق ِ

أتيتها فإذا همّي يحاصرني***كأنني طائرٌ في بطن صندوق

***ِ

يا هَمُّ قاسمتَني ليلي سلكتَ إلى***أعماق نفسي طريقاً غيرَ مطروق ِ

مَنْ دلّ ركبكَ، من أعطاكَ تذكرةً***على " خطوطِ " لأسى القاسي لتطويقي ؟

مَنْ هذه المرأةُ الشّوهاءُ، أحسبُها***وقد تراءت أمامي، شّر مخلوقِ ؟

بدتْ أمامي بسمْتٍ لا نظيرَ له***الوجه مُستْحدَثٌ والعقلُ إغريقي

أجابني ساخراً مني : أتجهلُها***هذي العظيمةُ ذاتُ الخيل والنّوق ِ

هذي التي تتغنّى بالسّلام ولا***يهزّها أنْ ترى مليونَ مَسْحوق ِ

وتدعّي أنّها ترعى العبادَ، وكم***مُجنْدلٍ بين رجليها ومخنوق ِ

هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها***فَثوبُها أبيض الأكمام والزّيقِ

لها جواسيسُها في كلّ ناحية ٍ***فلا تسلْ عن إشاراتٍ وتحديق ِ

ولا تسلْ عن سؤالات ٍ موجّهةٍ***إلى الضّحايا وأوراقٍ وتَحقيق ِ

تغزو الفضاءَ غروراً، لا تريد به***إلا التسابقَ في مَلِْ الصناديق ِ

هذي العظيمة ُ – يا هذا – فألجمنَي***صمتي، لما أدركته ريقي

***ِ

بَرئْتُ منها ( ولن ترضى *) تؤكدُ لي***أن البراءةَ منها فِعلُ صدّيق ِ

--------------------

(*) انظر سورة البقرة آية : 120




الساعة الآن : 01:06 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.75 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]