هل يبقى الحب ما قبل الزواج؟
هل يبقى الحب ما قبل الزواج؟ أ. أروى الغلاييني السؤال هل أتزوَّج مَن يُحبني وأحبه؟ هل الحبُّ ما قبل الزَّواج شيءٌ جميل؟ وهل يبقى؟ مع العلم أنَّه قريب لي وكنَّا متحابَّينِ مِن زمَن الطُّفولة، ولكنَّه أكبر مني بسنة وقليل، وهو أكبر ولدٍ في العيلة؛ يعني أكيد أنَّه على قدر المسؤولية، وأنا لازلت أدرُس في مرحلة الكلية، وهو كذلك ولكن في الخارج يكملها، وقد تقدَّم لخِطْبتي، ولا مانعَ لديْه بأن يُعِينَني على إكمال دراستي هناك معه. لَم يتوظَّف بعد، فهل أنتظِره حتى يتوظَّف - وأنا مستعدَّة أن أنتظِره؛ لأني أحبُّه ولو طال انتِظاري - أم أكْمِل معه أفضل، أم أنَّنا لا نزال صغارًا؟ فأنا لستُ مستعجلة كثيرًا على الزَّواج ولم أفكِّر به من قبل، حتَّى مع جَميع من تقدَّموا لِخِطبتي قبله؛ لأنَّ لديَّ طموحاتٍ وأشياءَ كثيرة أتمنى أن أحقِّقها، فهي التي كانت تشغلني كثيرًا. ولكِن منذ أن تقدَّم لي هذا الشَّابُّ فرِحْت به كثيرًا، وبدأت أفتح عيني وأتلفت على كلِّ مَن هُم حولي، وفكَّرت كثيرًا بالحال، ورأيت أنَّ الرَّجل إذا نوى الزَّواج متأخِّرًا - سواءٌ موظَّف أم لا - فهو أناني، نعم أناني؛ لأنَّه قد أسعد نفسَه واستمتَع بشبابِه، وعاش حياته أوَّلاً ثُمَّ فكَّر بالزَّواج، والعكْس صحيح. وأنا بصراحةٍ ما أبغي يتقدَّم لي واحد كبير، حتَّى لو كان ثريًّا جدًّا؛ لأنِّي أبغي أن أعيشَ حياتي وشَبابي مع مَن يُحبُّني ويُقاربُني بالعُمر والتَّفكير؛ وأحس أن تكون سعادتي معه، مهما كان مستواه؛ ولأنَّه يُحبُّني فسوف يسوي المستحيل ليسعدني. لا أدْري إن كان تفْكيري صائبًا أم لا؛ لأنِّي لا أريد أن أتسرَّع في أخْذ قراراتي، أنا لا أزال صغيرة على تَجارب الحياة، وتفكيري أحسُّه جدَّ محدودٍ. أفيدوني بما عندكم من خبرة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب السلام عليكم، وحيَّاك الله في موقِع "الألوكة". كنتُ بِحاجةٍ لمعرفة عمرِك، والبيئةِ التي أنتِ منها؛ لأهميَّة ذلك، أفترِض أنَّك من بلاد الشام؛ فهي اللَّهجة الطاغية في سطورك. شعرتُ بِحَيْرتكِ، وأنت على حقٍّ في ذلك؛ لأنَّك تَختارين شريكَ حياتك، مَن سيكونُ وليَّ أمرِك، ومَن أمرَك الله - تعالى - بطاعتِه، وسيكون أبا أولادِك - إنْ شاء الله. تحدَّثتِ عن أمورٍ فيه بِرأيك أنَّها إيجابيَّة، والمهمُّ هُنا قناعتك، وتحدَّثتِ أيضًا عن بعض قناعاتِك، والتي تتَّفق معه: أنَّ الرَّجل أفضل له الزَّواج وهو شابٌّ صغير؛ حتَّى لا يتقدَّم به السِّنُّ، ويكون قد قضى من العمر مليًّا في سعادة دون شريكة لحياتِه. في نِهاية استشارتك قلتِ عن نفسِك: إنَّك مازلتِ صغيرةً على تَجارب الحياة، وتفكيرك لايزال محدودًا جدًّا. بغضِّ النَّظر إن كان رأيِك في ذاتِك صحيحًا أم لا، أقول لك - أيَّتُها السائلة أملُ -: إنَّ الصَّغير يكبر بأهله، والذي تفكيرُه محدودٌ يتَّسع بالشُّورى، وخيرُ مَن يشاور الواحد منَّا أبواه، سبب وجودِه وكينونتِه - بعد الله عزَّ وجلَّ - ولم أقرأْ ذِكْرًا لوالديْك في استِشارتِك، رغم أنَّك تتَّخذين أخطر القرارات وأهَمَّها، فهل هناك سببٌ لذلك؟ مبدئيًّا أحدِّد لك الخطواتِ من خبرتي: 1- إن كان الرَّجُل على دينٍ وخُلُق، فاقبلِيه. 2- اطلبي رؤيتَه وارصُدي مشاعرَك تجاهه. 3- إن شعُرْت بالارتِياح التَّامِّ، فصلِّي صلاةَ الاستِخارة، ثُمَّ أعلِني موافقَتَك النِّهائيَّة له. طبعًا هذا لو لم يكُنْ للوالديْن تَحفُّظ ما عليْه، وإن كان، يتمُّ التَّحاور معهُما، وفهْم وجهة النظر التي ينطلِقان منها، وتأكَّدي يقينًا أنَّه لو كتبه اللهُ لكِ زوجًا فسيكون ذلك، لكن تذكَّري أنك مسلمة، وأن شرعنا الحنيف حدد العلاقة بين الذكر والأنثى الأجنبيين، ولمعرفة حدود هذه العلاقة؛ راجعي فتوى: "الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش"، وفتوى: "الحب"، وفتوى: "تحريم العلاقات بين الجنسين قبل العقد الشرعي". أسألُ الله لكِ السَّعادة والاستِقْرار والاطمِئْنان، وتكوين عائلةٍ سعيدةٍ متميِّزة بِمرضاة الله - جلَّ وعلا - والسَّلام عليْكم ورحمة الله. |
الساعة الآن : 09:55 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour