رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل (1 - 3) أ. طاهر العتباني الجانب العقائدي من الشُّعراء الذين كانت لهم وقفةٌ طويلة أمام التُّراث العربي، وكانت لهم تجربة رائدة في التَّعبير الوجداني الصَّادق عن كثيرٍ من الرُّؤى الإسلامية، واستلهام تاريخ هذه الأمَّة وحضارتها وعقيدتها في كثيرٍ من شعره: الشاعرُ الراحل "محمود حسن إسماعيل"، ولقد كان لِتمكُّن الشاعر الفذِّ من أدوات التجربة الشِّعرية ما ساعدَه على أن يُبدع وبشكل متفرِّد قصائدَ تنتمي - في صميمها وجوِّها وما تطرحه من رؤيةٍ فنيَّة - إلى عمود الشِّعر العربي الأصيل، وإن كانت تتجاوز الشكل العموديَّ بتدفُّقها وبراعةِ نسجها المتفرد الأصيل. وإذا كُنَّا بصدد الحديث عن الرُّؤيا الإسلاميَّة في شعر "محمود حسن إسماعيل"؛ فإنَّ الأمر أكبَرُ من أن يُتناوَل في دراسة سريعة، أو حتَّى عدة دراسات، ولكن هي المشاركة التي نُحاول من خلالها أن نتناول بعضَ جوانب هذه الرؤيا. ونبتدئ فنقول: إنَّ حياة "محمود حسن إسماعيل" في ريف مصر في فترةٍ كان فيها الريف المصريُّ صورةً لقهر المستعمِر الإنجليزيِّ وأعوانه داخل البلاد، ممَّن سيطروا على الحياة الاجتماعيَّة والاقتصادية، ولم يعطوا الفلاَّح الكادحَ شيئًا من ثمرةِ جهده؛ كان لهذه الفترة أثرٌ عميق في رؤية الشاعر فيما بعد، وعندما الْتَحق الشاعر بكلية دار العلوم أخرج أوَّل دواوينه "أغاني الكوخ"، الذي كان تعبيرًا رائعًا عن هذه الفترة في حياة الفلاَّح البسيط في ريف مصر، كما كان تعبيرًا عن غُرْبة الشاعر في مجتمع المدينة الذي افتقد فيه الشَّاعرُ ما كان يعيش فيه من جوٍّ يتمتَّع بمظاهر الطبيعة الجميلة التي أثَّرت في وجدان الشاعر تأثيرًا بعيدًا. وفي هذا الديوان - أغاني الكوخ - نجد كثيرًا من القصائد التي نلمح فيها أثرًا للوجدان الإسلاميِّ الذي يرفض الظُّلم، ويتمرَّد على القهر، ويرى في الإسلام العدالة الاجتماعيَّة التي افتقدَتْها الحياةُ في ذلك الوقت، وفي ذلك المكان. كما أنَّ قصيدته "شاعر الفَجْر" في هذا الدِّيوان من القصائد التي تعبِّر بصدقٍ عن تشبُّع الشاعر بهذه المعاني الوجدانيَّة الإسلامية السامية التي تدور في خلَد الشَّاعر المُسْلِم وهو يستَمِع إلى النِّداء من المئذنة مناديًا لصلاة الفجر، ونلمس ذلك الوجدان حتَّى في عنوانها: "شاعر الفجر"؛ يقصد به المؤذِّن. ومع الدِّيوان الثاني للشاعر "هكذا أغنِّي" نجد تَصاعُد هذه الرُّؤيا الإسلاميَّة، وامتدادَها إلى جانب ما نَلْمحه من آثار الرُّؤيا الرومانسيَّة التي طغَتْ على هذا الدِّيوان الثاني، وبدأت تشكِّل ملمحًا آخر من ملامح الرُّؤيا الشعرية عند "محمود حسن إسماعيل". ولكن رغم الرؤيا الرُّومانسية عند الشاعر، فإنَّ الرؤيا الإسلاميَّة تُلقي بظلالها على محاور فنِّه الشعري، وبشكل غير مباشرٍ، وأحيانًا تَطْغى نغمتها وتشكِّل أبعاد التجربة وعناصرها كلَّها. وسنحاول في هذه الدراسة التوقُّفَ أمام عددٍ من جوانب الرؤيا الإسلامية عند الشاعر. (1) الجانب العقائدي نلمح أثر العقيدة الإسلامية في كثير من قصائد الشاعر؛ ففي قصيدة "موسيقى من الرُّوح" يتحدَّث الشاعر عن مواجهة المادِّية الطاغية التي سيطرَتْ على الحياة المعاصرة، والحياة الأوروبيَّة بخاصة، وظهرَتْ آثارها كذلك في حياة المسلمين، وحين يَطْرح هذه القضية - قضية الرُّوح والمادة - يبدؤها من ذلك الأصل الأصيل في كتاب الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]. يقول الشاعر في بداية قصيدة "موسيقى من الروح": سَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ اللهُ: لاَ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الرُّوحُ مِنْ عِنْدِي، فَقُلْ: لاَ تَسْأَلُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لاَ تَسْأَلُوا الأَنْعَامَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif السِّرُّ تَاهَ وَتَاهَ فِيهِ البُلْبُلُ [1]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويظلُّ يواجه هذا الإنسان المادي الذي اغترَّ بحضارته، ووقف مزهُوًّا يعترض على سلطان الله - عزَّ وجلَّ - في هذا الوجود، ويواجه هذا الإنسان بعجزه: العِطْرُ مَاتَ فَهَلْ بِسِرِّكَ قُدْرَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُحْيِيهِ مِنْ رَوْضِ البِلَى يَتَسَلَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَالرَّوْضُ إِنْ خَرَسَتْ جَمِيعُ طُيُورِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَلَدَيْكَ لِلأَغْصَانِ نَايٌ يَهْدِلُ [2]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم هو يظلُّ يواجه الإنسانَ بهذا العجز، مع تعريفه أنه يملك من القدرات العِلميَّة ما شاء الله له، ولكنه يعتزُّ بِها ويسخِّرها في غير ما أراد الله - عزَّ وجلَّ - لها: وَصَلَ النّوَاةَ فَصَاغَهَا قَدَرًا عَلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رَاحَاتِهِ كُلُّ الوُجُودِ يُبَدَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَغْرَاهُ أَنَّ الذَّرَّةَ انْفَلَقَتْ عَلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كَفَّيْهِ فَهْوَ بِكِبْرِهَا يَتَدَلَّلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم يواجهه بهذه الحقيقة الخالدة، هذه "الرُّوح" التي تسكن فيه، ولا يعلم عنها شيئًا، ومهما حاول فلن يصل إلى شيءٍ: هِيَ فِيكَ تَجْهَلُهَا وَتَشْرَبُ خَمْرَهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَإِذَا تَطِيرُ فَأَنْتَ كَأْسٌ مُهْمَلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعَلِمْتَ سِرَّ بَقَائِهَا وَخُلُودِهَا؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعَلِمْتَ أَمْ أَنْتَ العَلِيمُ الأَجْهَلُ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الرُّوحُ رُوحُ اللهِ وَالعَقْلُ الَّذِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُشْقِيكَ ضَيْفٌ فِي حِمَاهَا يَنْزِلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَإِذَا مَضَيْتَ تَخَلَّصَتْ وَمَضَاتُهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَرَجَعْتَ لِلاَّ شَيْءِ صَمْتًا يُعْوِلُ[3]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
وفي هذا الجانب العقَديِّ أيضًا نجد إدراك الشاعر لمهمَّة الرسول ودورِه في هذا التغيير حسب منهج السماء؛ ذلك المنهج الذي يخلع الإنسان من ذاته، ويخلعه من التعبُّد لأصنام الأرض وطواغيت البشَر، وهذه قصيدة "حادي التغيير" التي يتحدَّث فيها عن أثر النبوَّة الذي يغيِّر وجه الحياة، ويعيد إليها الميزان العادل المفتقد، يقول الشاعر عن هذه الجاهليَّة المسيطرة حين تطغي على كرامة الإنسان وتتركه عبدًا يحفن ذلاًّ باليد: عَبْدٌ يَدُورُ فِي غُبَارِ سَيِّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَسَاجِدٌ يَحْفِنُذُلاًّ بِاليَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأُمَمٌ تَرْعَى بِدِينِ الغَنَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَجَّتْ بِهَا الأَغْلاَلُ أَعْتَى الظُّلَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعْيَتْ خُطَاهَا كَلِمَاتُ الرُّسُلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَمُعْجِزَاتُ الْمُرْسَلِينَ الأُوَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَغَابَ وَجْهُ اللهِ عَنْ أَعْمَاقِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَزَمْزَمَ الشَّيْطَانُ فِي أَصْدَائِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَنْعَى بِهَا مَوْءُودَةً مَا سُئِلَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بِأَيِّ ذَنْبٍ دُونَ ذَنْبٍ قُتِلَتُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَيَشْتَكِيهَا جَائِعٌ فَقِيرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَنْفَاسُهُ بِالوَهْمِ تَسْتَجِيرُ[4]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم يأتي حادي التغيُّرات الذي يكون في رسالته هدى البشرية وعودتها، وفي هجرته نُصْرة للحقِّ والخير والعدل: حَتَّى أَتَاهَا مُضْرَمُ التَّغْيِيرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فِي لَيْلِهَا الْجَاثِي عَلَى الدُّهُورِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif شَدَّ خُطَاهَا فِي الدُّجَى وَسَارَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فِي هِجْرَةٍ شَقَّتْ لَهَا النَّهَارَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَشَعْشَعَتْ فِي دَرْبِهَا الضِّيَاءَ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَتْرَعَتْ فِي قَلْبِهَا السَّمَاءَ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعْتَى شُعَاعٍ فِي ضَمِيرِ الزَّمَنِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَهْدِي بِنُورِ اللهِ كُلَّ مُؤْمِنِ[5] يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل (1 - 3) أ. طاهر العتباني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومع هذا التغيُّر الذي يَحْدث في ليل البشريَّة الجاثي على الدُّهور التي افتقدَتْ نور الإيمان؛ كي يهدِيَها في ظلمات الحيرة، ويُنقذها من التِّيه والضَّلال، نجد الكون الكبير يتجاوب مع هذا التغيير، ويسعد به، ولا غَرْوَ؛ فهذا الكون المسبِّح الساجد لله - عزَّ وجلَّ - ولا يفهم تسبيحَه أحد، يتهلَّل لرؤية حادي التغيير، وهذا الشاعرُ ينقل لنا المشاركةَ التي يُشارك بها الكون الكبير في الفرحة بمقدَّم "أوَّل خطوة خارج الغار لنبيِّ الإنسانية": كُلُّ حَصَاةٍ فِي الطَّرِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قِ أَوْمَأَتْ تَنْتَظِرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَكُلُّ ذَرَّاتِ الأَثِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رِ أَقْبَلَتْ تُكَبِّرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَالرِّيحُ مِنْ كُلِّ اتِّجَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هِ أَيْقَظَتْ رَبَابَهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَسْبَلَتْ عَلَى جَبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نِ أُفْقِهَا أَهْدَابَهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَاسْتَرْسَلَتْ تَعْزِفُ لِلسْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سُكُونِ مِنْ صَلاَتِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَسْتَعِيدُ شَجْوَهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هَمْسًا عَلَى لَهَاتِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَسْمَعُ الْجِبَالُ مِنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَسْبِيحِهَا أَنْغَامَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَمْ تَدْرِ كَيْفَ انْحَدَرَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مِنْ قَلْبِهَا إِلْهَامَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَالفَجْرُ مِنْ مَزَارِهِ النْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَعْسَانِ فِي وَجْهِ الوَثَنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رَدَّ خُطَاهُ لُحُظًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَدِيدَةً عَلَى الزَّمَنْ [6]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم في نفس القصيدة يتحدَّث عن هدف الرِّسالة التي جاءت: جَاءَتْ تَهُزُّ مُطْرِقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَمَامَ رَبٍّ مُطْرِقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كِلاَهُمَا وَهْمٌ لِوَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مٍ جَاهِلٍ مُلَفَّقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
جَاءَتْ تَرُدُّ الظُّلْمَ مَقْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هُورًا إِلَى طَاغُوتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَدَامَةً مَذْعُورَةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَصْرُخُ فِي تَابُوتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَضْرِمُ الإِبَاءَ فِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَبِينِهِ الْمُسْتَعْبَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَاءَتْ وَنُورُ اللهِ يَحْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif دُو الْخَطْوَ فِي طَرِيقِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَالكَوْنُ يَسْتَافُ عَبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رَ الصَّحْوِ مِنْ شُرُوقِهَا [7] ثم نحن نرى أثر هذا الإيمان وهذه العقيدة في نظرة الشَّاعر إلى الطبيعة؛ إنَّه لم ينظر إليها باعتبارها إلهًا يُعبَد، كما نظر إليها الرومانسيُّون الغربيون، ومَن تابعهم من الشعراء الرومانسيِّين العرب، إنه ينظر إليها فيرى أثر اليَدِ المُبدعة القادرة: كُلَّمَا غَرَّدَ طَيْرٌ فِي خَمِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَصَفَتْ لِلحُبِّ دُنْيَاهُ الْجَمِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كُلَّمَا قَبَّلَ ضَوْءُ الشَّمْسِ زَهْرَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَانْحَنَى العِطْرُ لَهَا يَنْقُلُ سِرَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لاَحَ لِي وَجْهُكَ فِي كُلْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لِ شُعَاعٍ يَتَجَلَّى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَمْلَأُ الأَيَّامَ عِطْرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَنَاشِيدَ وَظِلاَّ[8]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم ها هو يجد في هذا الكون، في الموج والشمس، والطير والعبير، يجد في هذا كلِّه عناصِرَ حركةٍ، وحياة في هذا الكون توحي إلى الإنسان ألاَّ يتأخر عن مشاركة هذه المخلوقات الجميلة كلِّها حركةَ الحياة المستمرَّة، وألاَّ يكون الإنسان في وقوفه وجموده مُخالِفًا سُنَّة الله في جعل الحياة حركة وعملاً وتصميمًا: سَنَمْضِي وَكُلُّ يَدٍ جَذْوَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُعَانِقُهَا أُخْتُهَا فِي الْمَسِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سَوَاءً.. سَوَاءً.. كَمَوْجِ الضُّحَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُغَنِّي بِهِ الشَّمْسُ فَوْقَ الْهَدِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَكَالطَّيْرِ يَحْشِدُ أَسْرَابَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عَلَى حَوْمَةِ النُّورِ، شَوْقُ العَبِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
عَلَى حَوْمَةِ النُّورِ، شَوْقُ العَبِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قَطَعْنَا لَظَى الدَّرْبِ، حَتَّى دَنَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قَوَافِلُنَا، مِنْ شَذَاهُ النَّضِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ بَقَايَا الطَّرِيقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَلاَ بُدَّ - مَهْمَا عَتَا - أَنْ نَسِيرْ [9]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومن هذا البُعد العقائديِّ تأتي قصيدة "التَّائهة" التي يتحدَّث فيها عن إسرائيل، مبيِّنًا ما تتصف به من الغدر الذي حدَّثَنا عنه القرآن: مَلْعُونَةٌ تَقْتَاتُ مِنْ عِرْضِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قُوتَ الصَّدَى مِنْ أَيِّ مِزْمَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَشْرَبُ السُّحْتَ عَلَى نَشْوَةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَرْغُو بِهَا إِبْرِيقُ خَمَّارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَذْبَحُ اللهَ عَلَى دِرْهَمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مُقَدَّسِ اللَّعْنَةِ ثَرْثَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قَالَتْ: يَدَاهُ - جَلَّ - مَغْلُولَةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غَلَّتْ يَدَيْهَا كَفُّ جَبَّارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَطَارَدَتْهَا لَعَنَاتُ الوَرَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بِعَاصِفٍ كَالْهَوْلِ دَوَّارِ [10]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويواجِهُها بتاريخها وماضيها الذي كان كلُّه تاريخَ خزيٍ وعار، وهو في قصيدته يترسَّم آثار القرآن الكريم حين يستعرض تاريخ اليهود، المليءَ بالمخازي، يقول الشاعر في نفس القصيدة "التائهة" التي نرى في عنوانها استِلهامًا لقصة "التِّيه" التي كتبها الله تعالى على اليهود بعد أن رفَضوا الجهاد مع موسى، وقالوا له كما حكى القرآنُ: ï´؟ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ï´¾ [المائدة: 24]: يَلْعَنُهَا اللهُ فَكَمْ مُرْسَلٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كَانَتْ لَهُ تَأْوِيل كُفَّارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَهَادَلَتْ سَيْنَا عَلَى دَرْبِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَعَلَّهُ يُومِضُ لِلسَّارِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَعَشَّشَتْ فِي ذَاتِهَا غَيْهَبًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مُسْتَخْفِيًا مِنْ غَيْرِ أَوْكَارِ [11]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى أن يقول عن رسالةِ "موسى" - عليه السَّلام - إليها، وذهابه لميقات ربِّه، ووقوعها في الضَّلال والوثنية: وَكَلَّمَ اللهَ فَأَصْغَتْ لَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثَاكِلَةٌ تَسْعَى لِحَفَّارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
ثَاكِلَةٌ تَسْعَى لِحَفَّارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَبِينُهُ لِلنُّورِ وَهْيَ الدُّجَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُمْعِنُ فِي تَابُوتِ أَغْوَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويُواصل كشف التاريخ المخزي لليهود إبَّان رسالة "عيسى" - عليه السَّلام - ورسالة الأمين محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم -: وَجَاءَهَا عِيسَى بِرِفْقِ الْهُدَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَلَمْ يَزِدْهَا غَيْرَ إِصْرَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَغَيْرَ تَارِيخِ صَلِيبِ الأَسَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يصرُّ مِنْ لَوْحٍ وَمِسْمَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ نُورًا عَلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هَادٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُخْتَارِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَوَاصَلَتْ كَيْد السَّمَا لَعْنَةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مَنْبُوذَةً تَبْحَثُ عَنْ جَارِ [12]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولو مضَيْنا نستقصي ذلك الجانب العقائديِّ في شعر "محمود حسن إسماعيل"؛ لطال بنا المَقال. [1] "موسيقى من السر"، محمود حسن إسماعيل، ص: 18. [2] "موسيقى من السر"، محمود حسن إسماعيل، ص: 22. [3] "موسيقى من السر"، محمود حسن إسماعيل، ص: 23 [4] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص 27 [5] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص 28 [6] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص 29، 30. [7] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص 41. [8] "صوت من الله"، محمود حسن إسماعيل، ص: 88، 89. [9] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص: 3. [10] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص: 61. [11] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص: 69. [12] "لا بد"، محمود حسن إسماعيل، ص: 70. |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
|
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
بل إنَّه ينظر إلى النِّعمة على أنها عطاء ربَّاني، لا بدَّ أن يكون عليه شكرٌ لله بالعطاء للآخرين: إِنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي بِأَنَّ اللهَ لَمْ يُظْلِلْكَ فِي نِعْمَتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إِلاَّ لِتَمْتَدَّ بِهَا لِلبَائِسِ الْمَحْرُومِ مِنْ لُقْمَتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لِكُلِّ كَفٍّ شَلَّهَا الْبَغْيُ لِتَنْسَابَ إِلَى نَظْرَتِهِ[5]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى أن يقول في ختام قصيدة "بين الله والإنسان": إِنْ كُنْتَ لَمْ تُبْصِرْ ضِيَا ءَ اللهِ فِيمَا شَعَّ مِنْ رَحْمَتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَكَيْفَ يَا زُورَ التُّقَى كَفَّنْتَ هَذَا السِّرَّ فِي سَجْدَتِهِ [6]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أجَل، إنَّها الرؤية الإسلاميَّة الصحيحة لأثر العبادة الصادقة التي تزكِّي النَّفْس، وتطهِّر القلب.وإذا كان المسلم لا يتعلَّم من صلاته أن يلين قلْبُه وتخشع جوارحه، ويُتَرجم خشيته وتقواه عملاً وواقعًا حيًّا متحرِّكًا؛ فمن أيِّ شيء - إذًا - يتعلَّم؟! إِنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ هَذَا السِّرَّ فِي خُشُوعِكَ الغَرِيرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَأَيَّ شَيْءٍ نَحْوَهُ سَبَّابَةٌ كَذَّابَةٌ تُشِيرْ [7]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويؤكد الدكتور "علي عشري زايد" هذا البُعْد في شعر "محمود حسن إسماعيل"، فيقول: "ويتمثَّل الطابع الاجتماعيُّ للبعد الديني في الدِّيوان - ديوان "لا بُدَّ" - في الحرص على إظهار جوهر الإسلام الوضيء، وتنقيته مِمَّا قد يرين عليه من صدَأِ الزيف والتكلُّف والرِّياء، وإظهار طابعه الإنساني، وعمق حرصه على كرامة الإنسان وسعادته"[8].وإذا مضينا نَسْتقصي هذا الجانب في شعر "محمود حسن إسماعيل" نجده بارزًا في تلك "الأُخوَّة الصادقة" التي يعبِّر عنها في قصيدة "شعلة الذَّات" المُهْداة إلى الشاعر "محمَّد إقبال" شاعر الإسلام، والتي إلى جانب تعبيرها عن أخوَّة الإسلام وأخوة الشِّعر بين الشاعرين، نجد فيها ملامح تاريخيَّة تُبْرِز ما كان للمسلمين من مجدٍ زاهر مشرق، ينظر الشاعر في حاضره فلا يراه، فيناجي "إقبالاً" بهذه الكلمات:نَخْلَةُ "الدَّاخِلِ" عَادَتْ بِجَنَاهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بَعْدَ أَنْ أَرْعَشَ بِالنَّايِ صَدَاهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَبِدَمْعِ الرُّوحِ غَنَّى وَسَقَاهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَرَبَتْ ظِلاًّ وَتَمْرًا وَشِفَاهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَسْمَعُ التَّارِيخَ خَلْفَ الْحِقَبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَتَغَنَّى بِحُدَاةِ الشُّهُبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يَوْمَ كَانَ الغَرْبُ دُنْيَا غَيْهَبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَتَى الْمِصْبَاحُ فِي كَفِّ نَبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُوقِظُ الأَيَّامَ مِنْ عَاتِي كَرَاهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
بِضِيَاءٍ شَعَّ بَيْنَ العَرَبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَكِتَابٍ خَطَّ لِلأَرْضِ هُدَاهَا[9]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم ها هو يذهب بعيدًا في الزَّمان والمكان، إنه يسافر في الزمان إلى ذلك المكان الذي صار بعيدًا؛ إلى قُرْطبة، هذه المدينة الإسلاميَّة في عهد ازدهارها وتفوُّقها الحضاري:وَثَرَى قُرْطُبَةٍ حَنَّ إِلَيْهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gifفَإِذَاهُ سَجْدَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَإِذَا الْمِحْرَابُ إِصْغَاءٌ عَلَيْهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif شَعَّ تَرْنِيمُ الْهَوَى مِنْ شَفَتَيْهِ [10]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في هذه القصيدة "شعلة الذات" التي كتبها عن "إقبال" يَسْترجع ذلك الماضي العريق، وينظر للواقع المتخاذِل، فيبدأ بتصحيح المفاهيم وتقويمها، يقول في بداية القصيدة:قُلْ لِمَنْ كَبَّلَ أَشْوَاقَ الْحَيَاهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بَاحِثًا عَنْ سِرِّهَا قَبْلَ خُطَاهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَاقِفًا شُلَّتْ عَلَى السِّرِّ يَدَاهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سَائِلاً: أَيْنَ مِنَ الغَيْبِ مَدَاهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَسْتَ حَيًّا إِنْ تَهَيَّبْتَ القَدَرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَطَلَبْتَ السِّرَّ مِنْ قَبْلِ السَّفَرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كُنْ طَرِيقًا مِنْ رَحِيقٍ وَشَرَرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لاَ وُقُوفًا يَتَلَهَّى بِالصُّوَرْ [11]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّه لا يرى أن الحياة واقفة فيتلهى بالصُّور، ولا يرى النُّكوص مخافة مما سيجيء سببًا للتكاسل والتراجع، بل إن الحياة تزحف بكلِّ ما فيها من شوقٍ نحو الحقِّ ونحو الخير لكلِّ الإنسانية، ولا يرى هذا التكاسل إلا نوعًا من الذِّلة التي لا تليق بمن لا يَحْني لغير الله رأسَه:قُلْ لِمَنْ أَحْنَى لِغَيْرِ اللهِ رَأْسَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَلِمَنْ صَبَّ لِغَيْرِ اللهِ كَأْسَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif خَائِفًا يَشْرَبُ مِنْ كَفَّيْهِ نَفْسَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَمِنَ الذِّلَّةِ لاَ يُدْرِكُ حِسَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَسْتَ حَيًّا إِنْ تَوَهَّمْتَ الوُجُودَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سَادَةٌ هَشُّوا عَلَى الأَرْضِ عَبِيدَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif اسْأَلِ الذَّاتَ تَجِدْ فِيهَا السُّجُودَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لِسَوَى اللهِ رِيَاحًا أَوْ حَصِيدَا [12]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم نراه يخاطب " إقبالاً" مستنشدًا إياه ذلك النغم الخالد:طَائِرَ الإِسْلاَمِ رَجِّعْ نَغَمَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كُنْتَ فِيهِ لِلَّيَالِي حُلُمَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل
أَشْعَلَ النَّايَ الَّذِي هَزَّ السَّمَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَسَقَى الأَعْمَاقَ شَدْوًا مُلْهَمَات[13] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم ها نحن نرى أثر هذا التَّعاطف الذي ينبع من أعماق الشَّاعر شدوًا ملهمًا، يحسُّ به أنين المتعبين الضَّائعين في زحمة هذه الحياة، فيؤكِّد أنه جعل غناءه لهذا التعاطف يُرجِّع من خلاله، ويردِّد أوجاعَ أولئك؛ علَّها تجد من يعطف عليها، ويرحم أوجاعها:غَنَائِي وَمَنِّي وَمَالِي سَبِيلٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إِلَيْهِ فَأَنَّى أَتَى سُقْتُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سَمِعْتُ بِهِ الكُوخَ تَحْتَ الظَّلاَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عَوِيلاً مِنَ البُؤْسِ غَنَّيْتُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَقْدَاح رِقٍّ بِكَفِّ الطُّغَاةِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَسَايَ بِنَايِي تَجَرَّعْتُهُ [14]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لقد أصبح الكوخُ في شعر "محمود حسن إسماعيل" رمزًا للمعاناة التي يَجِدها ذلك الفقير الجائع، وهو حينما ينشر ويحرِّك هذه القضية - قضيَّة الظُّلم الاجتماعي - لا ينظر إليها نظرةَ الناعقين بالرُّؤى التي جاءت بها الماركسيَّة التي ادَّعَت نصرة المظلومين والمطحونين من الفقراء، بل ينظر إليها بعين المُسْلِم الذي يعرف أنَّ الإسلام جاء لِيَرفع هذا الظُّلم في كافَّة صوره:وَالبِيدُ لَيْلٌ ضَارِعٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فِي القَيْدِ حَوْلَ الصَّنَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَالنَّاسُ أَوْهَامٌ تَدُو https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رُ فِي ضَلاَلِهَا الْمُلَثَّمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فِي خَيْمَةٍ خَيَّمَ فِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هَا الرِّقُّ مُنْذُ الأَزَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَغَمْغَمَ الإِنْسَانُ حَوْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لَ قَيْدِهِ الْمُكَبَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَاءَتْ إِلَيْهِ تَنْزِعُ الْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هَوَانَ عَنْ جَبِينِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَتَحْصُدُ الإِطْرَاقَ وَالذْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ذِلَّةَ مِنْ جُفُونِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جَاءَتْ مِنَ الغَارِ مِنَ النْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نُورِ خُطَى مُحَمَّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طُوبَى لِمَنْ خَفَّ إِلَيْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هَا بِالضِّيَاءِ يَهْتَدِي [15]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
| الساعة الآن : 04:23 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour