ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أما لهذا الليل من آخر (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=259773)

ابوالوليد المسلم 05-06-2021 02:56 AM

أما لهذا الليل من آخر
 
أما لهذا الليل من آخر
عبد الرحمن بن صالح العشماوي



لا تقلقي يا حسرة الشاعر***ولا تديري مقلة الحائرِ
ففي جراحي ما سيلقي إلى***كفيك عزم الصامد الصابر
أنا إليك اليوم يا حسرتي***أحوج من أعمى إلى ناظرِ
حوج من قيس إلى نظرة***في وجه ليلى الباسم الساحر
أحوج من سيف إلى ساعد***أحوج من درب إلى عابر
ناديتُ والأحلام مذعورة***وحسرتي تنحت في خاطري
يا ثغر ليلي لا تحدث بما***في قلبها من شوقها الغامرِ
فقيسها ما زال في غفلة***عن همها الوارد والصادرِ
وقيسها ما زال مسترفداً*** كف الغريب المعتدي الكافرِ
يا ثغر ليلى روعة الشعر في***أيامنا كالجوهر النادرِ
في أمتي ألف فم ناطق***فحشاء فمن يصغي إلى الشاعرِ
في أمتي ألف يد لم تزل***ترخي زمام المال للعاهرِ
في أمتي قوم على لهوهم***ناموا، فمن يصمد للغادرِ
لكنني مازلت أرجو إذا***ناديت أن يسعدني طائري
فهذه القدس وقد خلتها***مقطوعة الأول والآخر
تحركت فيها بطولاتها***وأفرجت عن سيفها الباتِرِ
ثارت على أعدائكم فاسألوا***أعداءكم عن شعبها الثائرِ
طبيعة الأحجار في كفها***تحولت ناراً على الفاجرِ
ليس لها إلا الحصى عُدّة***تمحو بها أسطورة القاهرِ
نداؤها مزق أصداءه***حزناً على إطراقة الناصرِ
خمسون عاماً في دروب الأسى***من غير ما خُفِّ ولا حافرِ
والليل مزهو بظلمائه***وأمتي في غيها السادرِ
تنفض ثوب الصمت مذعورة***وتشتكي من حظها العاثِرِ
كأنها ما أسرجت للهدى خيل*** المدى في عصرها الغابرِ
هذي فلسطين التي أصبحت***تكنس أرض الذل للكافر
لا تتركوها تحتسي بؤسها***وحيدة في قبضة "السامري"
تشكو ظلام الليل كم عربدت***أوهامه في قلبها الطاهرِ
ليل تلاشي الطول في طوله***وصار مثل الأسد الكاسرِ
ليل من الأحزان، ظلماؤه***باتت على بؤابة الساهرِ
واستسلمت أنجمه لم تُطقْ***رداً لموج الظلمة الهادرِ
ومددت ظلماؤه رجلها***تسخر بالغائب والحاضرِ
ليل الخلافات الذي لم يزل***يرفع رأس الظالم الجائرِ
ولمت يزل يغتال أحلامنا***ويخلط الباطن بالظاهرِ
وأمتي في ظله أصبحت***مغلوبة مقطوعة الدابرِ
كم صخرة في ثغرها لم تزل***تبحث عن مستبسل صابرِ
كم عثرة في دربها لم تزل***تبحث بين القوم عن "جابرِ"
**** ****
يا أمة مازالت أشدو لها***شَدِّوّ محب مُدْنَفِ الخاطرِ
لا تقفي يا أمتي وأركبي***ظهر حصان جامح ثائرِ
ومزقي صمت الليالي التي***يسخر فيها النجم بالناظر
لا تسكني أرض الخضوع التي***ترفع فيها هامة الفاجرِ
**** ****
سألتُ أحلامي سؤالاً له***طعم اللظى في شفة الشاعرِ
من أين لي اليوم بشهم له***عزم "بلال" ورضى "ياسرِ"
يا أمة الإسلام قولي لنا "أما لهذا الليل من آخر"





الساعة الآن : 06:48 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.09 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.15%)]